hit counter script

خاص - ليبانون فايلز

زينة ونعمة افرام: تكامل في الالتزاميْن الخاص والعام

الأربعاء ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 09:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في إطلالة مشبعة بقيم العائلة اللبنانيّة، وملوّنة بالأمل والرجاء، ومطعّمة بالالتزام المجتمعيّ من أجل إنسان أفضل ولبنان أفضل، استضافت الإعلامية رانيا زيادة أشقر الثنائي زينة ونعمة افرام، في مقابلة هي الأولى لهما مع بعض على الشاشة الصغيرة.

حضر الهمّ الأكبر في اللقاء المحبّب: العيلي اللبنانيي. وهي إن سقطت نكون خسرنا كل شيء في وطن تتنازعه الهموم.
على لطافة الضيفيْن وعمق التزامهما العائلي والمجتمعيّ، ربطت رانيا أشقر معدّة ومقدّمة فقرة العائلة وغيرها في ALIVE عبر أثير MTV، باحتراف وبساطة، ذلك التكامل الموضوعيّ القائم بين زينة افرام الزوجة والأم والفاعلة ونعمة افرام الزوج والأب وحامل التحدّيات الكبرى، وكلّ في إطار اهتماماته ومسؤوليّاته في عملهما الخاص والعام.

خلق فرص العمل

الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات اندفكو في لبنان والعالم الذي يعمل إلى جانبه أكثر من 10 آلاف شخص هو أيضاً رئيس "المؤسّسة المارونيّة للانتشار". وإلى حاجة لبنان لتشغيل أبنائه، والمنتشر الذي حمل حبّه للوطن ونشر هذا الحبّ في الخارج، سألت أشقر كيف السبيل إلى خلق فرص العمل للمقيم واستقطاب المنتشر؟
أجاب افرام." نحن نؤمّن في لبنان 5 آلاف فرصة عمل في السنة بينما المطلوب 30 ألف فرصة عمل. وتأكدّي إن المنتشر عندما يغادر وطنه يتركه بغصّة وخيبة أمل ولو يحمل حبّه لوطنه إلى العالم، فهو كان يفضّل أن يبقى في أرضه في الوقت الذي لم يمنحه لبنان الفرصة ليفجّر طاقاته ها هنا. وليس هيّناً دعوة المنتشر إلى العودة في ظل الظروف المعروفة. في الوقت عينه من واجبنا أن نشهد وأن نعمل من أجل إيجاد المزيد من الفرص. وهناك إيمان بلبنان وبشبابه في القطاع الخاص، وهذا الايمان يتجسّد من خلال المبادرة الفرديّة التي تحمل جانباً عالياً من المخاطر. ومعادلة المخاطر في المبادرة الفردية هي التي تميّز اللبنانيّ المطبوع بشغف المغامرة، وهي التي تسمح له أن يكون خلاّقاً ومبدعاً".

العائلة اللبنانيّة

أشقر عرضت لواقع الاشمئزاز الذي يعاني منه الفرد اللبناني والنفور الذي يتملّكه تجاه كل شيء، فكيف يكون الخرق؟ يصارحها افرام إن "الحاضر صعب والمستقبل أيضاً، لنكن واقعيين. تأمين فرص العمل وحده يسمح للعائلة في مجتمعنا أن تقوم بدورها وتتماسك وتتشبثّ بالأرض. ولحظة الحقيقة تتجلّى في خلق فرص العمل التي هي حجر الزاوية في بناء هيكل الدولة، وهي المحصّلة النهائيّة لكل سياسة شريفة، وهي المؤشّر الأساسيّ الذي على أساسه تبدأ مرحلة التغيير في لبنان والانتقال إِلى حالة أخرى. المؤشّر الذي يثبت على أساسه الوطن قدرته على استيعاب شابّات وشبّان لبنان داخل لبنان، فيجنّبهم الهجرة: هجرة الكفاءة، هجرة الأمل، وهجرة المستقبل. علماً إِن تأمين فرص العمل يعني إِن الإدارة اللبنانيّة باتت فاعلة ومنتجة والبنى التحتية قد تأمّنت... إِنها لحظة الحقيقة، فأكبر فعل إِيمان بالعائلة اللبنانية هو ما تقوم به كل أم وأب وهما يرهنان حياتهما وكل ما يملكان من أجل أولادهما ...لا ليهجروا لبنان. لقد انكسر كل شيء عندنا خلال ال 30 سنة الماضية إِلاّ العائلة. وعندما تضرب العائلة اللبنانيّة نكون خسرنا كل شيء".

العمق الاستراتيجي

قبل أن يصل الأولاد إِلى عمر يبحثون فيه عن تحقيق طموحاتهم هناك درب طويل يسبق الأمر. زينة افرام خاضت تجربة الأمومة إلى جانب الوقوف إلى جانب زوجها والتزامه الشأنين الخاص والعام وما يقدّمه للبنان. والدة نور 14 سنة وحياة 11 سنة وجورج 9 سنوات وشربل 4 سنوات، أجابت على سؤال لأشقر قائلة:" قبل التربية على حبّ الغير والوقوف بقرب الآخر والتعلقّ بالوطن، كان التوافق بيني وبين نعمة على ترسيخ مفهوم الانتماء العائلي وعيش قيم التواضع ضمن الخليّة الصغرى. أي عائلتنا التي تجمعنا وتضمّ شقيقات وأشقّاء نعمة وأعمامه وأقاربه وعائلتي وأقاربي".
أضافت: " برأيي البداية الصلبة تبدأ هنا، وعلى أسس متينة ومتواضعة. طبعاً لنعمة مشاغله، لكن الوقت الذي يكرّسه لنا هو كاف لتثبيت القيم التي ارتضيناها سويّاً في أولادنا. نحن نتكامل في هذا المجال، مؤسّسين البيئة المؤاتية للمواطن الذي ننشده في الغد في أطفالنا".
وعن التوجّهات العامة من خلال التزامها العمل في مؤسّسات المجتمع المدنيّ الروحيّة منها والانسانيّة تقول زينة افرام:" لن أفلسف الموضوع. الرسالة واضحة وبسيطة: المحبّة والتواضع. من خلال المحبّة يتعلّم الأطفال في المؤسّسات التي أعمل فيها وعبر فريق متخصّص حبّ الآخر وتقبّله والتعايش معه. ومن خلال التواضع، يتطّبع كلّ ما يعيشه الأولاد في حياتهم اليوميّة بالقيم الروحيّة المطلوبة لهم".
وردّاً على سؤال حول السهولة التي ستواجه أولادها في مسيرة الحياة عندما ينضجون شدّدت:" لن يواجهوا الحياة بالسهولة التي قد يتصورّها البعض. أبداً. تأكدّي، في هذا الإطار لن يلاقوا الدعم من والدهم. سيصعدون في سلّم الحياة درجة درجة وسيختبرون التعب وسيتبيّنون قيمة العمل وستكون لهم التجارب".
نعمة افرام الذي لاحظت رانيا أشقر ارتياحه لقناعات عقيلته ورضاه عن المحاكاة المستقبليّة لأولاده، علّق مبتسماً:" زينة هي "عمقي الاستراتيجي" والحماية الخلفيّة. دونها، لم أكن لأستطيع القيام بمسؤولياتي وأنا مرتاح الضمير. هي حجر الأساس في بناء وحدتنا العائليّة، وأنا أدعو كل ثنائي إِلى تمتين هذا الجانب. أؤيّدها بالكامل بالنسبة اِلى مفهوم العمل، وبدوري أنا مديون لأهلي به. قبل الجامعة عملت على الآلات الصناعية، وفي ورش صبّ الباطون وخبرتي عالية في التلحيم وتدرجت في المسؤوليّة. وأدعو الشباب اللبناني إِلى العمل في الصيف فهذا مهم جدّاً لهم. الفراغ مؤذ، وقد يذهب بالفرد إِلى ما هو غير مرغوب به".

العمل السياسيّ

في الختام كان السؤال: وماذا بعد؟ ألن تخوض بالمباشر غمار العمل السياسيّ؟ أجاب نعمة افرام: " قناعتي إِن المحافظة على القيم التي تحدّثنا عنها والقيام بما هو مطلوب بات يحتّم تغيير البيئة كلّها. العمل الخاص وفي المجتمع المدنيّ لم يعد كافياً. لقد طبع الله في ذات كلّ منا وزنات يجب تثميرها. وشخصيّاً، أعتبر نفسي قد أدّيت قسطي من المسؤولية في هذين المجالين وباتت تنتظرني مسؤوليّات إضافيّة، وضميري لن يكون مرتاحاً إذا شاهدت الحريق من حولي وأنا واقف أتفرّج عليه ".
تكسر رانيا أشقر مرة بعد أخرى في برنامجها، التقليد العام المقللّ من أهمية الفقرات الصباحيّة. الواقع أنها تفوّقت في تخصيص المرأة والرجل على السواء، والعائلة بشكل خاص، بفقرة تثقيفية نادرة في عالم غير مقنع من التنافس التلفزيوني القائم، وفي كسر لروتين قاتل ومضجر أحياناً، للبرامج المسائية. 

  • شارك الخبر