hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ليبانون فايلز

الشيف سامي خويري وخفايا الصمود في الحرب اللبنانيّة?الجزء 2: فرقة "ب.ج."

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 06:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ما ورد في هذا المقطع هو جزء بسيط، من مقاطع وصفحات متتالية تروي قصة نشأة فرقة ال "ب ج" سترد من ضمن كتاب كامل ينشره موقع ليبانون فايلز، اضافة الى كتب اخرى تؤرخ مرحلة الحرب اللبنانية على لسان قادة من أحزاب أخرى، جرى البدء فعلياً بكتابتها.

ناشر موقع ليبانون فايلز: ربيع الهبر

وسّع الشيف سامي خويري مهمّاته التدريبيّة مع تسلّمه مهمّته الجديدة كمفوّض إقليم كسروان وتحوّلت إلى مخيّمات ومن أبرز ما قام به في تلك المرحلة إنشائه فرقة الـ"ب ج".
كسروان وإنشاء مخيّمات التدريب
كسروان منطقتي فأنا من غوسطا. وأصبحت معروفاً في الأوساط الحزبيّة إثر معارك رأس الدكوانة بوجه مخيّم تل الزعتر عام 1971 وكقائد فرقة الكومندوس تعزّزت صداقتي مع الشيخ بشير الجميّل وبطرس خوند أيضاً الذي كان مصدر تشجيع مستمر ودائم، ويؤمّن الغطاء لي في الحزب مركزياً. فاتصل بي الأستاذ مارون أبو شرف ابن النائب الشهيد لويس أبو شرف رئيس إقليم كسروان، وكان معجباً بالنشاط التدريبي المركزي، وطلب منّي الموافقة على استلام مفوّضية كسروان-الفتوح لإطلاق نهضة شبابيّة في المنطقة على أن يعمل على أخذ موافقة من والده في الإقليم ومن رئيس مجلس الأمن وليم حاوي. وهو ما قام به.


تسلّمت مهامي في كسروان في منتصف العام 1973 بصفة مفوّض إقليم كسروان-الفتوح وكنت أصغر مفوّض في تلك الفترة.
كسروان فتحت لي المجال للعمل بشكل أوسع إذ أصبَحَت هي الميدان للمخيّمات والتمارين الكبيرة ومكان التعبئة الواسع لشباب المنطقة. ونَظَّمتُ المنطقة لتسهيل مهمّة القيادة. وعَيَّنتُ قادة لقطاعاتها من ذوي الخبرة وكان معظمهم من الكومندوس. وقرّرت بعدها مع الشباب إنشاء مخيّم تدريب في فيطرون في صيف 1973 بعد أخذ الأذونات الحزبيّة، واعتبر الشيخ بشير هذا الأمر انطلاقة كبيرة ومكاناً لإلقاء التوجيهات والاجتماع بالمتطوّعين. وبالفعل تخرّج منه نحو 800 شخص وكان الانطلاقة في جمع العصب لكتائبيي كسروان-الفتوح وكان تمهيداً لإنشاء قيادات كسروانيّة كفؤة واجهت في ما بعد التحالف الفلسطيني خلال "حرب السنتين". ومن أبرز هؤلاء القادة جورج رشدان، روفايل مارون، شربل شهوان، مسعود مراد، فادي خويري، جوزف صيلي، الياس أبو مصلح، فؤاد أبو مصلح، ساسين أبو شديد، ناصيف بيطار، طوني ضو، جوزيف نعيم، جورج أبو شديد، روجيه عضيمي، كميل مهنّا، إيلي عون، ألبير خويري، نزيه المير، عادل عقيقي، جان ضو، الشهيد أنطوان نخّول وغيرهم من قادة القطاعات والشِعَبْ. وقد تبع تلك المجموعة عدداً كبيراً من القادة ستُذكر لاحقاً في الكتاب. وكان لشقيقتي جوسلين الفضل الكبير لإنشاء "نظاميّات الـ"ب.ج." في مرحلة لاحقة.
1974 إنشاء فرقة الـ"ب.ج."


عام 1974 كنت اخترتُ في كسروان النخبة، فنظّمت لجميع رؤساء الفرق في القرى دورة مفتوحة كل نهاية أسبوع في إحدى الأديرة المهجورة. توازياً كان أخي فادي يدرّب مجموعة بيروت التي كان في عدادها إيلي حبيقة وفؤاد أبو ناضر وفادي افرام والياس الزايك ومارون مشعلاني وجورج فوريدس، وغيرهم ممّن لعب دوراً مهماً في ما بعد.
وطرحت على الشيخ بشير، بصفته مفتّشاً عاماً ومتابعاً للنشاطات التدريبيّة التي أقوم بها، خلال عشاء ضمّ أحد نواة فريق عمله المهندس ألفرد ماضي، مسألة إنشاء فرقة جديدة كبيرة تتشكّل من فرقة كسروان وفرقة بيروت ونسمّيها "ب.ج." وهما حرفا اسم المؤسّس "بيار الجميّل"؛ ووافق على ذلك.


كان عدد المتطوّعين في الفرقة 80 يُقسَمون إلى فصيلتين هما فصيلة بيروت بقيادة شقيقي فادي خويري وفصيلة كسروان بقيادتي. والهدف كان تخريجهم في نهاية المخيّم التدريبي لمفوّضية كسروان الفتوح في "قهمز" (أمز) صيف 1974، حيث نفّذوا مناورة بالذخيرة الحيّة أُطلقت خلالها أوّل قذيفة "أر.بي.جي." لحزب الكتائب.
حضر في يوم التخريج الشيخ بيار وأهالي المتخرّجين وحشود كبيرة فاقت الألفي شخص أتت لتشاهد الحدث. هذه المناورة لم تكن مألوفةً في وقتها وكانت الدهشة على وجوه الجميع باستثناء رئيس "مجلس الأمن" وليم حاوي الذي اعتبر أنّ ما يحصل مخالفة للنظام رافضاً الاعتراف بالفرقة كونها شُكّلت من دون إذنه.


بعد شهرين كنا على موعد مع عيد "الكتائب"، وحضرت الفرقة بالأقنعة وبمنظر مهيب لم يكن مألوفاً آنذاك، لكنّ حاوي اعترض على إشراكها في العرض. فانسَحَبتُ منه مع فرق كسروان الفتوح، وحافظتُ بذلك على معنويّات الشباب. في اليوم التالي اتُّخِذ القرار بحل الفرقة رسمياً وفصلي من الحزب ومفوّضية كسروان ومنعي من دخول بيوت الكتائب لمدة شهرين تقريباً.


بعد نحو أسبوعين دعاني رئيس الحزب لمقابلته فرافقته في سيّارته من دون معرفة سبب اللقاء. وقال لي إنّه يحبّني كأمين وبشير، ولكنّه لا يمكنه إلا أن يكون وفياً لمن أسّسوا الكتائب معه ووليم حاوي أحدهم، وأنه لن يكسر كلمته وعليّ تنفيذ العقوبة. ولكنّه أكّد لي أنّ ما قمت به صحيح. وأنّني بذلك حميت الشباب. وهذا يدل على التقدير الكبير الذي كان يكنّه الشيخ بيار لنا جميعاً ومراعاته حتى لشعورنا، وهو الذي لديه مسؤوليّات جمّة كرئيس حزب ووزير وهنا عَظَمَته كقائد وأب في آن معاً. وختم وقتها الحديث معي بجملة قال فيها: حزب الكتائب "Discipline"(أي إنضباط) من دونه لا وجود للحزب.


 

  • شارك الخبر