hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

المطران بو جوده: اذا كان المسيح لم يقم فباطل ايماننا

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 12:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترأس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قداس القيامة واحد الفصح المجيد، في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، والخوري جوزيف فرح، وذلك بحضور العميد فواز متري ممثلا وزير العدل السابق اللواء اشرف ريفي، وحشد من المؤمنين.

وبعد الانجيل المقدس، القى بو جوده عظة قال فيها: "اذا كان المسيح لم يقم فايمانكم باطل وانتم بعد في خطاياكم، واذا كان رجاؤنا في المسيح لا يتعدى هذه الحياة فنحن اشقى الناس اجمعين. كلام القديس بولس نابع من خبرة شخصية ومن معاناة، فهو لم يعرف المسيح بالجسد يتجول على طرقات فلسطين، ولم يكن من تلاميذه الاثني عشر، لا بل اكثر من ذلك واخطر، فهو حاربه واضطهده في رسله والتلاميذ، انه هو الذي تزعم المجموعة التي حكمت على استفانوس بالموت، واعدمته رميا بالحجارة".

اضاف: "بولس اليهودي المتدين المتعصب، كان على مثال الكثيرين من اليهود ينتظر مسيحا زمنيا، قائدا عسكريا يأتي ليجمع حوله الناس ويحارب المستعمر الروماني ويطرده خارج البلاد ويعيد الملك الى اسرائيل.اليس ذلك ما كان ينتظره ايضا ويرجوه، سائر التلاميذ؟ اليس هذا هو السؤال الذي طرحوه على يسوع مباشرة قبل صعوده الى السماء. رجاء الكثيرين مثل رجاء بولس قبل اهتدائه الى المسيح، كان لا يتعدى هذه الحياة. ولذلك شعروا باليأس والاحباط عندما سلم المعلم الى رؤساء الكهنة وحوكم واعدم مرفوعا على الصليب".

وتابع: "لكن حسابات الله تختلف جذريا عن حسابات الانسان، انه يحول الفشل الى انتصار.... والموت الى حياة.. انه يحول العدو اللدود، الى اناء مختار.. فالى رسول الامم شاهد على القيامة. لذلك ياتي كلام بولس الرسول في رسالته الاولى الى القورنثيين، بهذه الجرأة وهذا الوضوح: اذا كان المسيح لم يقم فباطل ايماننا وايمانكم، ونحن اشقى الناس اجمعين.انها شهادة حياة، وليست مجرد فكرة فلسفية او نظرة عقائدية، انها حقيقة واقعة لا شائبة عليها ولا جدل".

واردف قائلا: "شاول الذي اصبح فيما بعد، بولس الرسول، الذي لم يعرف المسيح قبل موته على الصليب، عرفه بعد قيامته من بين الاموات. لقد استولى عليه المسيح على طريق دمشق، وجعل منه اناء مختارا، ولذلك اصبح اكثر حماسة من سائر الرسل والتلاميذ، واصبح معهم يردد ويقول: انا شاهد على قيامة المسيح من بين الاموات، وانا لا استطيع الا ان اقول ما رايت وما سمعت. القيامة ايها الاخوة الاحباء، ليست نظرية فكرية او فلسفية، وليست من اختراع الرسل وتلفيقهم، كما ادعى رؤساء الكهنة اليهود. وهذا ما اختبره الرسل عدة مرات، عندما ظهر عليهم المسيح بعد قيامته، ولمسه توما المشكك بعد ان قال: لا اؤمن الا اذا وضعت يدي في الجراح. القيامة هي عودة الحياة ليس فقط للمسيح، بل للبشرية جمعاء، لكل انسان وجد قبل المسيح او بعده".

وقال: "انها عودة صورة الله الى الانسان الذي ابتعد عنه ورفضه ووصل به الامر الى قتله، ليس فقط مرة واحدة على الصليب، بل ايضا كل يوم عندما يحاول ان يبني حياته بدون الله، لا بل ضد الله. القيامة حدث واقعي، وعليه يبنى ايماننا المسيحي. فنحن لسنا اهل كتاب، ولا اهل شريعة وناموس. اننا ابناء حياة، نستمدها من حياة المسيح القائم من بين الاموات لذلك لا نيأس ولا نشعر بالاحباط. ولذلك لا يجب ان نترك مجالا لمظاهر الفشل التي قد نشعر فيها في حياتنا الشخصية والجماعية والوطنية، ان تحبط منا العزيمة والرجاء. صحيح اننا كثيرا ما نصادف المشاكل والصعوبات لكن الصحيح ايضا، لا بل الاصح، هو اننا اذا نظرنا الى الصليب، الذي لم يعد المسيح مرفوعا عليه، وجدنا انه بامكاننا بالتأكيد، ان ننتصر مهما واجهنا من تحديات".

وختم عظته بالقول: "هذا ما يجب علينا ان نفهمه نحن المسيحيين، خاصة هنا في لبنان وفي الشرق، فان كنا نشعر وكاننا وصلنا الى الفشل ونكاد نصل الى الموت، فما علينا الا ان ننظر الى المسيح القائم من الموت الذي يكرر علينا القول، كما على الرسل في السفينة الموشكة على الغرق: لماذا انتم خائفون يا قليلي الايمان... ثقوا لا تخافوا انا معكم. لكنه بالمقابل يقول لنا ايضا: كونوا انتم ايضا معي. اسمعوا كلامي وتعاليمي... طبقوها عمليا في حياتكم... لا تكونوا فاترين.. بل حارين... ولنسمع بولس الرسول يقول لنا، كما للقورنثيين: كونوا يا اخوتي الاحباء، ثابتين راسخين، مجتهدين في عمل الرب كل حين، عالمين ان جهدكم في الرب لا يضيع. فاذا سمعنا هذا الكلام، واقتنعنا به، وعملنا بمقتضاه، يصبح بامكاننا نحن ايضا ان نكرر مع الرسل: اين نصرتك يا موت، واين شوكتك يا جحيم". 

  • شارك الخبر