أهوال الحرب العالمية الاولى، واخصّها المجاعة التي حصدت أرواح الآلاف من أبناء جبل لبنان، حضرت على شاشة المسرح البلدي في زغرتا – قاعة بيار فرشخ، مساء السبت في 8 نيسان. وقد غصّ المسرح بالمدويين لحضور الفيلم الذي أنتجه وأخرجه الاستاذ بول فرشخ.

الفيلم الدرامي الوثائقي استحضر بالصور والوقائع فظالم السنوات السوداء في تاريخ لبنان معتمدا بصورة خاصة على كتاب الخوري أنطون يمين (بيت شباب): " مظالم الحرب الكبرى" بقصد انعاش الذاكرة العامة، كي لا تضيع الابادة الجماعية في لجّة الزمن، وينساها الجيل الطالع، أو يفوته ادراك حقائقها.

وكانت الدعوة وجهت لحضور فيلم "مجاعة جبل لبنان" من قبل بلدية زغرتا – اهدن، وهيئة احياء التراث الذي استغرق عرضه 72 دقيقة.

وقد تقدم الحضور ممثلو فعاليات زغرتا السيدة ماريا يمين ممثلة النائب سليمان فرنجية، والسيدة كلاريا معوض ممثلة الوزيرة السابقة السيدة نايلة معوّض، عضو المجلس البلدي السيد حنا غسطين ممثلا الآنسة ريتا سليم كرم، النائب السابق الدكتور قيصر معوض وعقيلته السيدة جوزيان، المحامي يوسف الدويهي، والاستاذ سركيس الدويهي، والام بازيل صيّاح مع عدد من الراهبات الانطونيات الذين استقبلهم رئيس البلدية الدكتور سيزار باسيم، والمخرج الاستاذ بول فرشخ.

وقد مهّد الدكتور ألبير جوخدار للعرض بكلمة تناول فيها فرشخ وعمله السينمائي الجديد الذي سبق وعرض على شاشتين في بيروت من قبل.

فقال جوخدار:"ذهب المخرج بعيداً في التاريخ ينهل منه على يد معاصرين لتلك الفترة، امثال الخوري انطون يمين الذي لم يترك الجبل يوما يؤرخ احداث تلك المرحلة كي تبقى محفورة في ذاكرة الاجيال.

لينتقل الى القول:" هي زغرتا البلدة الوحيدة في جبل لبنان التي اجتازت هذه المرحلة باقلّ الخسائر الممكنة. كان بعض رجالها، واشهرهم سركيس نعّوم، يواجهون المخاطر في الذهاب بعيداً ليعودوا بالقوافل محمّلة بالمؤن، وكانت اهدن تدرّ عليهم من قمح جرودها ما يكفي لاطعام اهلهم ويفيض عن حاجتهم".

ثم حبست الانفاس اثناء عرض الفيلم لما استعاده من محطات واحداث مؤلمة، ومفجعة. قبل أن يشارك المخرج بول فرشخ ومحسن يمين في تقديم اضاءات على تلك المرحلة القائمة وفي نقاش سريع.

وقد جرى قبل وبعد العرض توزيع كتاب محسن يمين:"زغرتا في ايام المجاعة" الصادر عن هيئة احياء التراث الاهدني"، والمصدّر بكلمة للمطران بولس اميل سعاده.