افتتح مركز الآداب والإنسانيات في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، وبالتعاون مع مركز الأبحاث في التاريخ والفن والحضارة الإسلامية (IRCICA) اسطنبول، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO) بيروت، مؤتمر “أربيسايد ٢” (URBICIDE II) حول إعادة الإعمار ما بعد الحرب، في سوريا والعراق واليمن وفلسطين في أوديتوريوم معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في حرم الجامعة.

يأتي هذا المؤتمر كمتابعة لمؤتمر “أربيسايد سوريا” (URBICIDE SYRIA) الذي عقد في مدينة البندقية في العام الماضي برعاية جامعة IUAV البندقية، وجائزة أغاخان للهندسة المعمارية، حيث سيعرض “ميثاق البندقية” الصادر عن مؤتمر عام ٢٠١٦ كنقطة انطلاق للمناقشة لهذا العام.

كلمة الافتتاح كانت لمدير مركز الآداب والإنسانيات في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور عبد الرحيم أبو حسين الذي قال: "تأخذ مبادرة المؤتمر هذه في الاعتبار النطاق الذي لم يسبق له مثيل تاريخيا، للعنف وتدمير الأرواح البشرية، والتراث الثقافي والمعماري، فضلا عن الأحياء والمساكن نتيجة للصراعات الجارية في منطقتنا وحولها. وبالتالي، الحاجة الملحة للأكاديمية، الغير ملوثة بالأثقال والصلات السياسية، لأن تتصدر جهود توفير الدراسات اللازمة لتيسير جهود التعمير والتنمية الدولية المتوقعة والمطلوبة بشدة."

أما عميدة كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة ناديا الشيخ فقد سلطت الضوء على أهمية شخصية وتاريخ وموقع الجامعة الجغرافي في الإجابة على الأسئلة التي يطرحها المؤتمر، حيث قالت: "منذ تأسيسها، لعبت الجامعة الأميركية في بيروت دورا رائدا في إنتاج وتطوير ونشر البحث والتدريس الابتكاري من وحول المنطقة، مسترشدة بفهم حقيقي ووعي لتاريخ المنطقة الثقافي الطويل والغني والمعقد والمتنوع والمتميز." وأضافت: "هذا الاجتماع في بيروت يعكس الحاجة الملحة لدينا كمجتمع عالمي، للتعامل والتفكير النقدي حول التدمير المستمر في سوريا والعراق واليمن وفلسطين".

هذا وشارك بالافتتاح المستشار في التراث المعماري لمدير عام مركز الأبحاث في التاريخ والفن والحضارة الإسلامية (IRCICA) اسطنبول، الدكتور أمير باسيتش، بالنيابة عن المدير العام للمركز الدكتور هاليت إيرين، الذي أطلع الحضور على المشاريع والنشاطات التي يقوم بها المركز حول العالم.

تبع الافتتاح عرض رئيسي حول “تدمير التراث: ما يمكن فعله من وقاية واستجابة وترميم” قدمته المسؤولة عن برنامج الحماية الطارئة للتراث الثقافي السوري في مكتب اليونسكو في بيروت الدكتورة كرستينا مينيغازي، بالنيابة عن المدير العام المساعد في منظمة الأونيسكو البروفسور فرانشيسكو بندارين. تخلل العرض شرح عن كيفية حماية الممتلكات الثقافية ما قبل وخلال وما بعد نشوب نزاع مسلح، بالإضافة إلى خطوات ممكن اتخاذها للتخفيف من وطئة هذا النزاع.

تمتد أعمال المؤتمر لمدة ثلاثة إيّام عبر ثماني محاضرات وجلسات نقاش ويتزامن مع المؤتمر معرض لمبادرة "رسم من أجل سوريا" التي شارك في الترويج لها جامعة IUAV البندقية، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا"، وجائزة أغاخان للهندسة المعمارية. يختتم المؤتمر أعماله مع عرض مسرحي يقدّم في قاعة بطحيش في مبنى الوست هول في الجامعة الأميركية في بيروت.