hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

جمعية تقدم العلوم افتتحت مؤتمرها الدولي "العلوم والأبحاث في خدمة الإنسان"

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 09:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت الجمعية اللبنانية لتقدم العلوم مؤتمرها السنوي العلمي الدولي الثالث والعشرين مع كلية العلوم في الجامعة اللبنانية وبالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية. حمل المؤتمر لهذه السنة عنوان "العلوم والأبحاث في خدمة الإنسان" وأقيم في مجمع بيار الجميل الجامعي في الفنار.

وقدم أكثر من 1000 باحث من لبنان والدول العربية والأوروبية والأميركية أوراق عملهم العلمية التي طالت مختلف ميادين المعرفة من علوم البيئة والكيمياء والفيزياء والرياضيات الى العلوم الهندسية والطبية والطاقة المتجددة، ومن العلوم التربوية والاجتماعية إلى العلوم الإنسانية فالفنون.

وقامت لجان تحكيم متخصصة ضمت أساتذة جامعيين من مختلف جامعات لبنان بدراسة الأبحاث التي قدمت فتم قبول حوالي 1400 بحث. ثم قام الباحثون، الذي قبلت أبحاثهم، بعرض أوراق عملهم أمام لجان التحكيم إما من خلال عرض شفهي أو من خلال ملصق يلخص بحثهم. وستصدر اللجان لاحقا أسماء الفائزين بأفضل عرض شفهي وأفضل ملصق عن كل فئة علمية لتقوم الجمعية بتقديم دروع وشهادات تقدير لهم.

إفتتح المؤتمر في قاعة المؤتمرات في مجمع بيار الجميل الجامعي، في حضور السفير البابوي غبريالي كاتشا، الرائد جمال حوراني ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد ايوب، الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية البروفسور معين حمزة، رئيس الجمعية اللبنانية لتقدم العلوم البروفسور نعيم العويني، مدير مكتب الشرق الأوسط للوكالة الجامعية الفرانكوفونية البروفسور هيرفيه سابوران، الدكتور سهيل مطر ممثلا رئيس رابطة الجامعات الخاصة الأب الدكتور وليد موسى، عميد كلية العلوم البروفسور بسام بدران، عميدة كلية الصحة الدكتورة نينا زيدان، عميدة كلية الصيدلة الدكتورة وفاء البواب، عميد المعهد العالي للدكتوراه للعلوم والتكنولوجيا البروفسور فواز العمر، رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر العميد السابق لكلية العلوم الدكتور حسن زين الدين، رئيسة الجامعة الاسلامية الدكتورة دينا المولى، مدير الفرع الثاني لكلية العلوم الدكتور شوقي صليبا وحشد من ممثلي الجامعات والكليات والمديرين والاساتذة والطلاب.

بدأت جلسة الإفتتاح بالنشيد الوطني اللبناني تبعه نشيد الجامعة اللبنانية ثم كلمة تقديم ألقتها البروفسورة هيام عبود مطر رحبت في خلالها بالحضور من رسميين وأمنيين وأساتذة وباحثين وطلاب، واشادت بـ"أهمية انعقاد هذا المؤتمر العلمي المتقدم".

وألقى زين الدين كلمة قال فيها: "إن العلوم والابحاث عنوان لم يتم اختياره من فراغ. بل من احساس عميق بالحاجة الى العلم من اجل الخروج مما يتخبط به عالمنا العربي ولإعادة بناء مجتمعاتنا على اسس علمية تتيح للاجيال العتيدة فرص الحياة الكريمة والعيش الرغيد. وهكذا بتنا نرى ان العلم الذي يمنح الناس رفاها ويوفر للشعوب حضورها كمجتمعات متماسكة ودول قوية تحفظ امنها بيدها وتصون حريتها وكرامتها وسيادتها. من هنا واجبنا كباحثين واكاديميين العمل على بناء بيئة وطنية سليمة".

ثم كانت كلمة لبدران اعتبر فيها أن "العلم ضياء ينير دروب الحياة، والجهل ظلام يطمس سبل الحياة، من سلك طريقا يطلب به علما، سلك الله به طريقا الى الجنة".
وقال: "ان الحضارة الانسانية في يومنا هذا ما كانت لتبلغ هذه المرحلة المتطورة لولا شغف الانسان بالبحث والاستنتاج واكتساب المعارف. العلم يرتقي بالنفس الانسانية، يهذبها يسمو بها نحو الافضل، يحررها من قيود الجهل والتخلف ليسير بها الى رحاب التطور والازدهار".

أضاف: "لقد عرفت الدول المتقدمة أهمية العلوم والابحاث فأولتها الكثير من الاهتمام ووفرت لها كل الحاجات، المادية منها والمعنوية حتى اصبح البحث العلمي دعامة اساسية لتطور مستوى الحياة ورافدا ضروريا للتغلب على الصعوبات التي تعترضنا سواء منها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية وغيرها. فالعلوم والابحاث هي المدماك الاساسي للتطور في الحياة الانسانية ولولاها لما كنا بلغنا هذا التطور الهائل في مختلف مجالات الحياة. في يومنا هذا تعتبر الحاجة الى البحث العلمي أشد منها في اي زمن مضى. فالعلم كله سعى الى اكتساب المعرفة الدقيقة المنتجة والتي تكفل رفاهية الانسان. ولخدمة الانسان، علينا أن نعرف أي انسان نريد لنحدد من خلاله اي بحث نريد ليكون الباحث على صورة ما نريد في المستقبل".

وتابع: "اننا نحيا في عالم لا يزال بريق العولمة يلوح فيه على الرغم من الاخفاقات المتتالية التي عصفت به منذ بدء الحملات المجتمعية البدائية، فسقطت القبلية وبعدها الممالك وبعدها الامبراطوريات وبعدها تجمع الامم وساد منطق القوة وعاد ثم انهزم والشواهد كثر في العصر الحديث والامس القريب".
وسأل؟ "أين الانسان في هذا كله؟ تارة ننمي فيه روح الفردية فينتج حالات تفرد قاتلة، وتارة ننمي فيه العمل الجماعي وينتهي بنا الامر الى حالات من الركود بغياب المنافسة والتحفيز".
وأضاف: "لو البسنا البحث ما اردنا من الانسان لوجدناه أداة طيعة يتكيف مع تكيف المجتمعات والامم والافراد".
وختم معددا مزايا الباحث والصفات التي يجب أن يتمتع بها كل من يريد إمتهان البحث العلمي.

ثم كانت كلمة للبروفسور عويني قال فيها: "تعد البحوث العلمية قيمة مضافة لعمل الأكاديميين ومؤشرا أساسيا لجودة التعليم العالي. واهتمام الجمعية اللبنانية لتقدم العلوم بتطوير الأبحاث هو خير دليل على ان عالمنا اليوم لا يمكنه الا الاعتماد على العلوم والتكنولوجيا والمعرفة كمنظومة واحدة ترتقي به الى اعلى المستويات".

أضاف: "تواكب الجمعية التطور الذي يشهده العالم على صعيد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبيولوجيا والعلوم الحيوية والوراثية، وتقنيات النانو والفيزياء النووية، وبحوث البيئة والمناخ واستدامة الموارد الطبيعية والأمن الاقتصادي والاجتماعي والريادة في الاعمال".

وختم: "صحيح ان مهنة الباحث تتطلب إيجاد معلومات جديدة وتطوير ميدان ما او تكنولوجيا معينة او حتى اختراع تطبيقات جديدة، وتتطلب أيضا المثابرة والثبات والشجاعة، لكنها، في الوقت نفسه، تحتاج الى النزاهة والإيمان. نعم النزاهة في المهنة واحترام أخلاقياتها والإيمان بمجتمع وغد أفضل بكثير ليستطيع الباحث تحقيق أهدافه".

ثم ألقى الدكتور مطر ممثلا رئيس رابطة الجامعات العربية الاب الدكتور وليد موسى كلمة، فقال: "نحن اليوم امام مشهدين: واحد يخاطب العين في ساحة النجمة ومشهد يخاطب العقل ومسرحه هذه الجامعة الكريمة. والمفارقة الغريبة ان وسائل الاعلام لا تولي اهتماما الى العلوم الى الجامعات مكان صناعة مستقبل البلد وضمان السلام والامان والصحة".

وتوجه الى وزير الاعلام ملحم الرياشي قائلا: "نطلب من معاليك قناة خاصة للأمور الاكاديمية والجامعية والبحثية". وتوجه ايضا الى وزير التربية مروان حماده طالبا "استبدال تسمية وزارة التربية والتعليم العالي بوزارة التربية والبحث العلمي".

ثم كانت كلمة للبروفسور حمزة فنوه ب"الجهود الكبيرة التي بذلها كل الأفرقاء المنظمين لإنجاح هذا المؤتمر العلمي الذي يعتبر موضع اعتزاز لما حققته هذه الجمعية وجذبها لكبار الباحثين العرب وغيرهم من دول اوروبا". وقال: "هذا الحضور الرفيع اليوم يعبر عن مدى الاحترام والتقدير لنتاج جمعيتكم التي تحظى بكل الاهتمام منا لذلك عليها ان تحرص على خصوصيتها في النجاح والتألق وان تتمسك بالجودة والنوعية".

وألقى البروفسور ايوب كلمة قال فيها: "يطيب الترحيب بأهل العلم والمعرفة، ويزهو في صرح عريق، هو للعلم مصنع، وللباحثين مرتع. أهمية البحث أن يعالج كل ما له صلة بالإنسان وأن يتطرق إلى الجديد منه، وعلى الرغم من العنوان الجاذب لمؤتمرنا، تبقى حماية كوكب الأرض الهدف الأسمى، فبحمايته نخدم الإنسان وكل الكائنات التي تحيا على هذا الكوكب. وأهمية البحث أنه يرتكز على أسس وقواعد واستراتيجيات تخدم غايته والهدف الذي يرمي إليه وعلى الصعد كافة، فهو حاجة اجتماعية واقتصادية، ويحتاج الى وسائل ومنهجيات وتقنيات".

أضاف: "ولبنان يزخر بالطاقات البشرية والإمكانات الفكرية، لكن الحاجة فيه محدودة بسبب ضعف العوامل المشجعة، ولا سيما المادية منها. والمؤسف أن نرى كثيرا من باحثينا يطلقون أبحاثهم خارج هذا الوطن نتيجة لعدم توافر الإمكانات المساعدة لهم".

وتابع: "أصبح لزاما علينا تحديد أولوياتنا وحاجاتنا الاجتماعية والاقتصادية لنكون في مصاف الدول التي تسترعي أبحاثها اهتمامات العالم وعلمائه .ومع اقتناعي المطلق بأن الموازنات التي تصرف من أجل البحث العلمي في لبنان، وعلى رغم ضآلتها، لو تيسرت لها السبل الكافية لأمست فاعلة ومتوثبة للمنافسة في العالم. ولا بد من وضع معايير صحيحة في مجال البحث العلمي، بحيث تكون في خدمة ما هو حيوي وضروري، وإلا فلا قيمة لأي بحث لا يخدم الأهداف الوطنية العامة".

ثم عرض بعض النقاط لتكون مادة للتحاور مثل تحديد الأولويات الوطنية والتزامها؛ ومأسسة البحث بحيث يكون مكملا للتعليم والتعلم وليس ملحقا به؛ والتمييز بين الباحث والطارئ على البحث من خلال التعامل بجدية وحزم عند قراءة السير الذاتية.
وختم أيوب: "العلم تحديد وليس تقديرا والبحث قياس وليس تحليلا. فمن لا يبحث لا يلبس عباءة الباحث".

وبعد كلمته، تبادل البروفسور ايوب الدروع التكريمية مع البروفسور العويني وتسلم الدكتوران زين الدين وبدران درعين تقديريتين.

واختتمت الجلسة الإفتتاحية بمحاضرة لمسؤول العلاقات الدولية في مجمع رؤساء الجامعات في فرنسا البروفسور جان-لوك ناهيل الذي تحدث عن ضرورة تطوير الأبحاث العلمية لتطوير المجتمع، وعن أهمية "إبقاء الباحث نصب عينيه الهدف السامي لعمله البحثي ألا وهو خدمة الإنسان".  

  • شارك الخبر