hit counter script

الحدث - غاصب المختار

"مذكرة الخمسة": لا تضيف شيئاً توقيت سيء وإخراج اسوأ

الخميس ١٥ آذار ٢٠١٧ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إنشغل الوسط السياسي مؤخرا بالرسالة التي وجهها الرؤساء السابقون امين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام الى الامانة العامة للجامعة العربية، وضمنوها موقفهم من التطورات اللبنانية والعربية التي ستناقشها القمة العربية في الاردن، والتي تتركز بشكل خاص حول عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، في إشارة الى "حزب الله" وايران ودورهما في الحرب الجارية في سوريا وفي غيرها.
ويبدو ان الرؤساء الخمسة ارادوا عن حسن نية او عن قصد سياسي، تسجيل موقف اعتراضي على مواقف الرئيس ميشال عون الاخيرة حول ضرورة سلاح المقاومة في هذه الفترة، والاعلان عن التضامن مع دول الخليج، وعن وجود انقسام في الموقف الداخلي اللبناني حول قضية السلاح وحول موضوع علاقات لبنان بالدول العربية ولا سيما الخليجية منها.
لكن بعض المؤيدين للرسالة ولأشخاصها يعتبرون انها لم تشكل عنصراً جديداً في الحياة السياسية اللبنانية يستأهل هذه الضجة، وهي هدفت الى محاولة تصحيح علاقات لبنان بالدول الخليجية، لكنها جاءت في توقيت سيء، وفي إخراج اسوأ.
ولكن بالنسبة للبعض الاخر، فإن الرسالة ادت غير مقاصدها وتركت انعكاسات سلبية داخلياً، وإن كانت الجامعة العربية ستهملها أصلاَ حسب المعلومات المتوافرة، طالما ان رأس الدولة اللبنانية موجود على رأس وفد رسمي وهو يمثل الموقف اللبناني، خاصة ان رئيس الحكومة موجود معه، ما يعني وحدة الموقف الرسمي على الاقل، في حين تبقى الانقسامات الداخلية حول مواقف واحداث معينة مسألة داخلية لبنانية تعالج بالحوار الداخلي، وليس لأحد لا عربي ولا اجنبي حق التدخل فيها وفرض توجهات معينة حولها.
ويرى وزير خارجية اسبق ان "رسالة الخمسة" كانت معيبة بحق الدولة اللبنانية ورئيسها، وتشكل سابقة سياسية ودبلوماسية ومعنوية بحق رأس الدولة الذي التف حوله كل الاطراف، وهي تبيح التدخل الخارجي بالشؤون اللبنانية، وتكرس الانقسام الداخلي والعربي، بينما المطلوب إظهار وحدة الموقف اللبناني، الذي تجلى بمرافقة الرئيس سعد الحريري لرئيس الجمهورية. عدا عن انها قد تخلق تشنجات لبنان في غنى عنها بعد التقدم الذي احرزه في وضعه الداخلي، بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة وعودة عجلة الحياة النيابية، وإقرار الموازنة العامة، وانجاز التعيينات الاساسية في ادارات الدولة والاجهزة العسكرية والامنية، ووضع برنامج استخراج النفط من المياه الاقليمية وإصلاح الكهرباء على سكة الانطلاق.
وبغض النظر عن اهداف وخلفيات الرؤساء الخمسة، فإن ردود فعل الاكثرية السياسية عليها، وبخاصة موقف الرئيس نبيه بري امس، جاءت لتؤكد عدم صوابيتها وافتقادها للحكمة في هذه المرحلة، فكل ما اثير فيها، معروف لدى العرب كما للداخل، وهي لن تقدم او تضيف شيئاً جديداً سوى محاولة إحراج رئيس الجمهورية و"تبييض الوجه" مع الخليجيين.
 

  • شارك الخبر