hit counter script

الحدث - جورج غرّة

عون راجع من الاردن... والحساب عسير مع الرؤساء الخمسة

الخميس ١٥ آذار ٢٠١٧ - 06:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رسالة من 5 رؤساء سابقين الى العاهل الاردني الملك عبدالله كانت كفيلة بإشعال جبهات ضد كل واحد منهم. الرؤساء السابقون ميشال سليمان، تمام سلام، نجيب ميقاتي، امين الجميل، وفؤاد السنيورة، ربما أخطأوا بإرسال رسالة الى جلالة الملك المعظم "كما جاء في نص الرسالة"، وربما كان يجب ان تصل هذه الرسالة حصرا الى قصر بعبدا والقصر الحكومي، كتوصية وتمنيات على الرئيسين عون والحريري قبيل مغادرتهما، وليس عبر "القوطبة" على الطريقة اللبنانية.
أكثرية هؤلاء الرؤساء كانوا يدورون في فلك حزب الله وبعضهم أتى بهم حزب الله في انقلاب وقمصان سود، واليوم هم ينقلبون على حزب الله، وربما هذه الرسالة، بحسب مصادر ديبلوماسية رفيعة، كانت مطبوعة سلفا وجالت عليهم للتوقيع عليها.
هذه الرسالة تقع في مرتبة أولى في اطار التجاذبات السياسية على الساحة الداخلية، والانقسام الحاصل على مستوى الساحة العربية والإقليمية في مرتبة ثانية. الرسالة مركزة على موضوع حزب الله والشرعية والاجماع العربي والنأي بالنفس عما يحصل في سوريا، المطلوب من هذا الموضوع على المستوى الداخلي كان تقييد رئيس الجمهورية في خطابه في القمة العربية.
كما ان الساحة العربية كما يعلم الجميع منقمسة، فهناك محورين على الساحة هذه مكملين للمحورين الموجودين على الساحة الشرق أوسطية، وعلى كل حال فهذه القصة لا تؤثر فقط على الرئيس عون بل على الرئيس الحريري ايضا، والمفاجأة كانت توقيع السنيورة وسلام على هذه الرسالة التي اغضبت الحريري أكثر من عون، وبطبيعة الحال فبالنسبة لعون - قبل كلمته في القمة العربية - هو قال انه سيكون متوازنا وهكذا كان، والموضوع طالما انه اُعلن قبل القمة فإن الرئيس عون كان واعيا لهذا الامر ولما يحاول البعض توريطه فيه عربيا لتفشيل انطلاقة العهد من قبل ابناء البيت الداخلي، وعون كان قادرا على عدم تغيير موقفه ولكنه دعم موقفه في هذا الإطار بقضايا اخرى.
المشكلة في لبنان هي انه لو كان كل الفرقاء يتحاورون مع بعضهم لما كان هناك اي داع لنشر الغسيل امام العرب، ولو يجلس الجميع مع بعضهم ويتحدثون بهذا الموضوع الشائك لترتيب الامور، فكل المشاكل التي نعاني منها كان من الممكن ان تنتهي، والموضوع الذي طرحه الرؤساء الخمسة في هذه الطريقة عبر توجيه كتاب الى رئيس القمة العربية الملك عبدالله القصد منه التأثير على موقفي الرئيس عون والحكومة اللبنانية في القمة العربية من ناحية سلاح حزب الله ودور حزب الله في سوريا وعلاقة الحزب بإيران.
هذه الرسالة ليست عملية داخلية فقط بحسب مصادر ديبلوماسية، إنما الشق الداخلي يدخل فيها، وايضا هناك الشق الإقليمي والدولي، وهناك زيارات مكوكية اجرتها إحدى السفارات لتحريك هذا الموضوع، ولا شك بأن هناك دولاً عربية خليجية كبيرة لديها مصلحة في هذا الموضوع وهو يخدم مصالحها، وفي الوقت عينه وبطبيعة الحال فإن التعاطي في ملف كهذا يخدم إسرائيل وأميركا ايضا عبر الكلام ضد حزب الله وضد إيران.
الصراع الداخلي مرتبط بالانقسامات والمحاور الاقليمية والدولية، والرسالة في جزء منها مرتبطة بالداخل، وهذا الداخل يحاول ان يعمل بطريقة تؤثر على علاقات لبنان على المستوى الاقليمي والدولي وعلى مستوى مواقف رئيسي الجمهورية والحكومة، ما يعني مواقف العهد الجديد بالنسبة لعلاقات لبنان في الخارج من خلال محاولة تطويق العهد، والرؤساء الخمسة حاولوا تطويق عون والحريري قبل خروجهما من لبنان، إلا أن عون وجه لهم ضربة قاضية في موقفه المتوازن، والرؤساء الخمسة بفعلتهم هذه يحاولون كسب مكانة عربية لانه ليس من مصلحتهم ان ينجح العهد في المهمات التي يعمل عليها، بحسب مصادر ديبلوماسية.
وللتذكير عون "راجع" اليوم من الاردن... والحساب سيكون كبيرا وعسيرا.

  • شارك الخبر