مجتمع مدني وثقافة
حديث عن العقيدة الارثوذكسية في سيدة بترومين: للتخلى عن الانانية وسلوك المحبة
الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٧ - 11:39
استضافت رعية بترومين رئيس دير سيدة حمطورة الارشمندريت بندليمون فرح في حديث روحي، لمناسبة الصوم الاربعيني المقدس، في كنيسة سيدة بترومين.
استهل اللقاء بصلاة النوم الكبرى ثم تحدث فرح عن "العقيدة الارثوذكسية كمنهاج للحياة"، مشددا على انه "بعد صراع طويل استطاعت الارثوذكسية ان تثبت جدارتها وانتصرت ليس على البشر، بقدر ما اظهرت حقيقة الايمان الذي حاول الشرير اخماده من خلال السلطات المدنية والشعب التائه، لذلك يحتفل بالاحد الاول من الصوم بالارثوذكسية وترفع الايقونات".
واضاف: "انه في الاحد الثاني من الصوم نعيد للقديس غريغوريوس بالماس الذي دافع عن الرهبنة، وتحدث عن "تطور الحياة الرهبانية وتنظيمها، والتعاون القائم بين الرهبان ماديا وروحيا، ليتقدسوا بالرب".
وتوقف عند حياة "الهدوئيين من الرهبان وهم يعيشون بسكينة، ويصلوا من اجل خلاص العالم، مبتعدين كليا عن اي اهتمام ارضي، متفرغين للعيش حياة روحية والصراع الذي قام حولهم من قبل فئة من اللاهوتيين اعتبرتهم انهم يختبرون الحياة الروحية ويرون فيها نور الله وفئة اعتبرت هذا النور مادي".
وركز على ان القديس غريغوريوس "اثبت حقيقة الواقع الرهباني انه نور الهي غير مادي، فكان ذلك انتصار ثان للعقيدة الارثوذكسية".
ولفت الى ان" الاحد الثالث، السجود للصليب وتكريم آلام الرب، يدعونا الى القيامة، وهو انتصار على الموت، وتشجيع للمؤمن ليستمر في صيامه، أما الاحد الرابع نعيد للقديس يوحنا السلمي الذي عاش في برية سيناء، واختبر الحياة الرهبانية هناك مدة 40 سنة، ثم كتب كتاب السلم الى الله، الذي يعلمنا كيف نرتقي من فضيلة الى اخرى".
واعتبر كتابه هذا "من اهم الكتب بعلم النفس الحديث ولديه عدة ترجمات، وهو انتصار رابع للارثوذكسية من خلاله نرى الزهد ليس للرهبان وحسب، وان كان لهم بامتياز، بل للانسان المسيحي بشكل عام، وهو يصلح لكل نفس بشرية، لانه يعلمنا كيف نتخلى عن الانانية، والسلوك بالمحبة التي هي اسمى درجات الفضائل".
ودعا فرح الانسان "ان يتعب في جهاده، ليصل لملكوت الله، بحيث ينبغي ان تكون لنا مساع لنصل الى الخلاص والحياة الابدية، التي ليس من طريق اليها الا بالصليب، الذي تشع منه القيامة، فلنتشجع ونقرأ كتاب السلم الى الله، لانه يلقي ضوءا واضحا على انفسنا والصعوبات التي تعترضنا في جميع الظروف والمراحل. واضاف: "يدفعنا الى السؤال هل نسلك وفق مشيئة الله ام وفق مزاجيتنا وانانيتنا، ويكتشف الانسان من خلاله الكثير من العيوب والضعف، اذ انه يصف المرض ويقدم العلاج، ويجعلنا نضع الصلاة عن اليمين وذكر الموت على اليسار لنتجنب الخطيئة".
واكد ان" الطريق الضيق يصل الى الملكوت، اما الطريق الواسعة تؤدي الى جهنم، لذا علينا تحمل الصعوبات للوصول الى الملكوت".
وختم بالقول:"كلمة ناسك باليونانية تعني مجاهدا، وكل إنسان يمكن ان يكون مجاهدا، ويسلك في طريق الرب، فيصل الى طريق القداسة."
وتم حوار بين الضيف والحضور.