hit counter script

مقالات مختارة - ليندا مشلب - الجمهورية

التضامن العربي عاد من «البحر الميت»...

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٧ - 06:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عندما رشّح الرئيس سعد الحريري العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية كثرت التكهنات، واستشعرت الصحون اللاقطة للمواقف العربية عموماً والخليجية خصوصاً غضباً على هذه الخطوة التي بَدت آنذاك أنها إرتجالية يتيمة طبخت في لبنان فقط، لكن سرعان ما تبدّل المشهد وبدأت التبريكات المباشرة أو عبر وسطاء بها وكَرّت السُبحة.
فكانت زيارة عون للرياض في أول إطلالة له على الخارج الجرعة المُنعشة، وها هي الدول العربية اليوم تثبت القول بالفعل بالعودة الى احتضان لبنان والترحيب بمشاركته في القمة بوفد موحّد يضمّ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة اللذين سبقهما إليها فريق عمل للتفاوض وحلحلة كل المسائل المُشتبه بها، فأعاد وزراء الخارجية العرب «بند التضامن» مع لبنان من الباب الواسع، في خطوة أريد لها ان تكون دعماً رنّاناً بعد سنة وُصِف فيها لبنان بـ«المارق والمتمرّد» على العرب.

ولكن السؤال هنا: لماذا أزيل هذا البند ولماذا عاد؟

مصادر ديبلوماسية عملت في أروقة التحضيرات لقرارات القمة العربية أكدت لـ«الجمهورية» انّ ممثلي الدول العربية تصرفوا بكل ودية مع الوفد اللبناني وأظهروا له حسن نيّة عكست قراراً سياسياً لرؤسائهم وملوكهم على رغم انّ لبنان لم يغيّر في مواقفه وتحفّظ مجدداً على الفقرتين 6 و7 اللتين جاءتا على ذكر «حزب الله» ووصَفتاه بـ«المنظمة الارهابية» الى جانب «الحرس الثوري الايراني» و«الحشد الشعبي» العراقي.

وأكد الوفد اللبناني أنه لا يمكنه القبول بهذه العبارة بأيّ شكل من الاشكال، ولو أزيلت من الفقرتين اللتين تدينان التدخّل الايراني في الشؤون الداخلية العربية لكانَ وافَق عليهما، خصوصاً أنه تضامنَ مع دولة الامارات العربية المتحدة في اعتبار إيران دولة محتلّة لجزر الطنب الكبرى والطنب الصغرى وابو موسى.

لبنان، بحسب المصادر، إلتقط الاشارة وأظهر نيّته المحافظة على العلاقات الطيبة مع العرب والموافقة على ما كل ما يُجمعون عليه، وسيكون في الطليعة. ولاحظت المصادر انّ الجو العام بدأ يزخم تجاه العودة الى احتضان لبنان، وقد أدّت الديبلوماسية الاردنية دوراً كبيراً في هذا الأمر بناء على توصية الملك عبدالله الثاني. كذلك رُصد دور كبير لمصر وتحوّل في مواقفها.

وكشفت المصادر انّ البيان الختامي للقمة العربية، او ما بات يعرف بـ«اعلان البحر الميت»، سيكون بمثابة نداء سياسي لن يتضمن ايّ نقطة خلافية او مُستفِزة للبنان او لغيره من الدول العربية، كذلك سيتضمن كل النقاط التي يجمع عليها العرب من دون تحفّظ أيّ دولة، وهذه الخطوة تمّ الاتفاق عليها مع السلطات الاردنية.

لقاءات

وكان عون باشر نشاطه في الأردن بلقاء نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. وتخلل اللقاء عرض للاوضاع العامة التي تشهدها المنطقة وسبل ايجاد الحلول السياسية المناسبة لها، كما تم التطرق للعلاقات الثنائية بين لبنان وروسيا وكيفية العمل على تطويرها في المجالات كافة، بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.

وأشار بوغدانوف الى «أننا تناولنا التطورات السياسية في المنطقة بما في ذلك الأزمة السورية والقضية الفلسطينية ونحن نحاول أن نلعب الدور المساعد للاصدقاء العرب واللبنانيين وإيجاد الحلول المناسبة للأزمات التي تشهدها المنطقة، لا سيما سوريا والعراق وليبيا واليمن وفلسطين.

وبالطبع هناك أسس متفَق عليها واقصد بذلك قرارات الشرعية الدولية. وتحدثنا عن الفرص الجديدة المتاحة لتعزيز روابط الصداقة المثمرة والمتبادلة بين البلدين».

وأكد «أننا مستعدون لاستقبال الرئيس عون وممكن أن نتّفق معه على موعد في هذه المناسبة».

وأعلن أنه «نقل رسالة تحية للملك عبد الله الثاني من الرئيس فلاديمير بوتين تضمنت تمنيات طيّبة لأعمال القمة»، لافتاً الى أنه «تربطنا بالعالم العربي علاقة تاريخية ودّية ورؤية استراتيجية مشتركة لقرب المنطقة من روسيا، ولدينا مصلحة مشترَكة في المجالات الأمنية والاقتصادية
والتجارية والعلاقات الإنسانية والدينية. لذلك، نعلّق الاهمية القصوى على العلاقة الروسية العربية بشكل عام ولدينا تعاون مثمر جداً على مستوى وزارات الخارجية».

وعما إذا كانت هناك لقاءات ثنائية مع الجانب السعودي قال: «طبعاً نحن لا نبالغ بدورنا ولا نفرض على أيّ طرف هذا الدور. ولكن، اذا كانت جهودنا السياسية وحسن النية مطلوبة، فسنقوم بذلك ونحن نعمل مع الاصدقاء العرب في اكثر من ازمة، وقد اجرينا اتصالات مع المشاركين في القمة إن على مستوى القادة او وزراء الخارجية ومع بعض الدول الخليجية. كما التقينا بالامس مع عدد منهم، وننتظر حصيلة الاتصالات».

وكشف «أننا لعبنا دوراً في امكانية عودة سوريا الى القمة، ولكن هذا القرار يعود الى القمة والدول العربية الاعضاء في الجامعة العربية لأنّ قرار تعليق العضوية والمشاركة اتُخذ على هذا المستوى، لذلك فإنّ إعادة النظر في هذا الامر تعود لهم»، مشيراً الى «اننا نحن لا نطلب عودة سوريا، ولكن عبّرنا عن الامر المنطقي، لأنه إذا اراد الاصدقاء العرب بحث القضية السورية على مستوى الجامعة العربية، يجب أن تكون الاتصالات مباشرة مع الاطراف السورية ومع الحكومة المركزية في دمشق الشرعية، طالما أنّ سوريا موجودة في الامم المتحدة والمنظمات الدولية، ومن الغريب ألّا تشارك في نشاط الجامعة العربية طالما انها طرف يجب أن يتحدث معه الاصدقاء العرب بشكل مباشر».
الى ذلك، عرض عون مع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي التطورات العامة والعلاقات الثنائية.

والتقى عون في حضور الحريري رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي فايز مصطفى السراج، وطلبا منه ومن المسؤولين الليبيين، بذل المزيد من الجهد لمعرفة ملابسات تغييب الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه.

وكان عون وصل والوفد المرافق بعد ظهر امس الى الأردن، واستقبله العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اضافة الى الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط.

ليندا مشلب - الجمهورية

  • شارك الخبر