hit counter script
شريط الأحداث

أخبار اقتصادية ومالية

الجسر ممثلا الحريري في مؤتمر فرص التنمية الاقتصادية: 5 تحديات تواجه طرابلس

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٧ - 16:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي مؤتمر "فرص وتحديات التنمية الاقتصادية في مدينة طرابلس ولبنان الشمالي"، بدعوة من غرفة الشمال والمنطقة الاقتصادية الخاصة والشركة الدولية للمعارض، وبرعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بالنائب سمير الجسر. وحضر وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، أحمد عبد اللطيف كبارة ممثلا وزير العمل محمد كبارة، رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، رئيسة الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية الخاصة ريا الحسن، الوزير السابق نقولا نحاس، مستشار الرئيس الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، طوني ماروني ممثلا رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل، مصطفى الحلوة ممثلا النائب محمد الصفدي، النائب السابق مصباح الأحدب، رئيسا بلديتي طرابلس احمد قمرالدين والميناء عبد القادر علم الدين، رئيس مجلس ادارة GULF TAINER انطوان عماطوري، ووفد من تجمع صناعيي الشويفات برئاسة كمال الرفاعي، ورؤساء وأعضاء غرف تجارية وهيئات وجمعيات إقتصادية ونقابية وفاعليات.

بداية النشيد الوطني، ثم كلمة رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية للمعارض البير عون الذي رحب بالحاضرين مشيرا الى استضافة غرفة طرابلس ولبنان الشمالي فعاليات المؤتمر الانمائي "الذي يرتكز على فكرة تتمحور حول الإيمان بتنمية طرابلس والشمال وتحقيق الانماء المتوازن المنشود، وكذلك حول الإيمان بأهمية بالدور الإستراتيجي لعاصمة لبنان الشمالي في ورشة إعادة إعمار سوريا".

بدوره قال دبوسي: "يسعدني أن أرحب بمعالي وزير الاشغال والنقل يوسف فنيانوس لما يملك من إيمان وحس إنساني واجتماعي ووطني، ونحن نعتبر أن الحكومة القائمة هي حكومة موجودة في قلب لبنان، ولكن حضوره مميز في طرابلس ولبنان الشمالي ونحن نعول كثيرا على معالي الوزير فنيانوس وهو وزير الوصاية على مرفقين إقتصاديين أساسيين، مطار الشهيد رينه معوض -القليعات، ومرفأ طرابلس والخدمات المتعلقة بالبنى التحتية. وأتوجه بشكري لدولة الرئيس سعد الحريري لرعايته هذا المؤتمر الخاص بطرابلس ممثلا بمعالي الأستاذ سمير الجسر".

ولفت دبوسي في كلمته الى أن "طرابلس، ولبنان الشمالي، يحتجان الى استراتيجية إنمائية شاملة متكاملة تساعد على انحسار معوقات التنمية وتراجع مؤشرات النمو، ولا سيما أنها باتت في المرحلة الراهنة تنعم بمناخ اقتصادي واجتماعي يتسم بالإيجابية ويساعد على تطوير ركائز دورة حياتها الاقتصادية، ولا سيما إذا أحسنت إدارة مرافقها وإداراتها ومؤسساتها بعقلية القطاع الخاص لإعادة تشغيل محركات الإنماء الأساسية بهدف إبراز مواطن القوة، وكذلك الصورة الحقيقية لمكانتها الاقتصادية ولتعزيز الشراكة الفعلية بين القطاعين العام والخاص للدخول في مرحلة جديدة عنوانها إيجاد "بيئة حاضنة للتنمية والنمو"، وهذا ما شكل الدافع الأساسي لدى غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي للمشاركة في انعقاد مؤتمر يلقي الضوء على الفرص الاستثمارية وتحدياتها، لإيماننا الوثيق بأن الوطن اللبناني والعالم العربي والمجتمع الدولي تحتاج الى طرابلس والى موقعها الإستراتيجي، وأن ثرواتها ومصادر غناها هي ملك الدولة اللبنانية وبتصرف كل مكونات المجتمع اللبناني، والهدف الأساسي والمحوري هو تفعيل دور لبنان الاقتصادي والاستثماري من طرابلس".

ولفت الى "أننا في غرفة طرابلس ندرك تماما نقاط الضعف، بالرغم من أن نقاط القوة تفوق بكثير نقاط الضعف المشكو منها، لكننا نشدد على مسألتين أساسيتين، العمل على تغيير الصورة الأولية غير الجاذبة للإستثمار التي تظهر فيها طرابلس آنيا، ومن ثم ضرورة رفع المخالفات العامة وإبرام ميثاق شرف لتحييد التجاذبات السياسية وإبعادها عن مسيرة النمو الاقتصادي والإنماء الإجتماعي، وهذه مسألة حيوية نشدد عليها في هذا المؤتمر وفي كل حين".

وأضاف دبوسي: "نحن متفائلون، وإن طرابلس والشمال ستزدهران من خلال الخدمات النوعية التي سيتم توفيرها على كل المستويات، ولا سيما تلك التي تلبي طموحاتنا المشتركة في وطن آمن ومستقر ومزدهر".

ثم تحدثت الحسن فأشارت الى أن أهمية انعقاد هذا المؤتمر اليوم تكمن في ما يمر به لبنان من تحديات كبيرة تشكل عملية النهوض الاقتصادي وتعزيز معدلات النمو عنصرا أساسيا فيها، كما تكمن أهميته في اختياره طرابلس مكانا لانعقاده. وهو أمر يبرز الاهتمام المتنامي بهذه المدينة التي تختزن من الإمكانات الاقتصادية والبشرية ما يجعلها قادرة على أداء دور فاعل في عملية تحريك عجلة الاقتصاد ووضع لبنان مجددا على خارطة الاستثمار الاجنبي والمحلي. وما إصرار الحكومة على إطلاق دينامية تنموية جديدة في الشمال عموما وفي طرابلس خصوصا، وعلى اعتزامها عقد جلسة قريبة لمجلس الوزراء في الشمال، إلا تأكيد واضح لا لبس فيه لوضع المدينة على قائمة أولويات الحكومة".

واعتبرت "أن طرابلس هي عصب الحياة الاقتصادية في الشمال رغم تفاقم معاناتها بفعل النزوح السوري. ومن هذا المنطلق، باتت هذه المدينة محط اهتمام الدول المانحة والمنظمات الدولية، في محاولة لتخفيف عبء النزوح على اقتصادها الضعيف أصلا، من جهة، ولأن لبنان عموما وطرابلس خصوصا مرشحان لدور مهم في إعادة إعمار سوريا، من جهة أخرى، فموقع طرابلس وقربها من الحدود السورية واحتضانها لمرافق اقتصادية مهمة وتوافر اليد العاملة المتخصصة فيها، يعطيها ميزة تفاضلية، بحيث يمكن أن تكون مركزا لوجستيا مهما في المنطقة ومنصة للشركات المحلية والعربية والاجنبية".

ورأت أن "استفادة طرابلس من ميزتها التفاضلية يستوجب تحسين واستكمال البنى التحتية، وتوفير بيئة أعمال وخدمات وتقديم تحفيزات للقطاع الخاص، وذلك لكي تصبح المدينة قادرة على استقطاب الاستثمارات والشركات الاجنبية. من هنا أهمية المنطقة الاقتصادية الخاصة التي يمكن أن تؤدي دورا كبيرا في جذب استثمارات الى المدينة، ناهيك بهدفها لأن تكون منصة رئيسية للتجارة والأعمال بهدف خدمة المستثمرين في كل القطاعات الانتاجية، ونموذجا لممارسة الأعمال في لبنان واطارا لخلق فرص عمل وتطوير الكفاءات البشرية. فالمنطقة الاقتصادية في طرابلس تتمتع بتحفيزات مالية وضريبية مغرية وبموقع استراتيجي على الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط يضمن لها سهولة النفاذ الى الأسواق الاوروبية والعربية. ونجاح هذه المنطقة لا يعني استقطاب القطاع الخاص للعمل فيها فقط، إنما نجاحها يكمن في مدى تفاعلها مع الاقتصاد المحلي وقدرتها على توفير فرص عمل جديدة وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم من توسيع نشاطها".

وأكدت الحسن "أن لبنان مقبل على مرحلة جديدة مليئة بالتحديات، لكنها في المقابل غنية بالفرص، ولكن الاستفادة من هذه الفرص تتطلب التزاما وتوافقا سياسيا على برنامج اقتصادي تنموي شامل يكون للقطاع الخاص دور كبير في تنفيذه. كما يتطلب إصلاحات هيكلية تساهم في تطوير تنافسية الاقتصاد وإنتاجيته، وفي الحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي وتحسين بيئة الأعمال، على أن يترافق هذا الامر مع تنفيذ برنامج استثماري طموح يطال كل الاراضي اللبنانية على المستوى الوطني. أما على مستوى الاقتصاد المحلي، فالاستفادة من الفرص تتطلب أيضا توحيد جهود جميع المعنيين والمسؤولين في المدينة. ومن هذا المنطلق، هناك ضرورة لإنشاء لجنة مؤلفة من رؤساء المرافق الاقتصادية في المدينة وممثلين للقطاع الخاص والسلطة المحلية والمجتمع المدني تكون مهمتها التنسيق في ما بينها لتأمين التكامل بين مهامها، وللترويج لمشاريع تنموية اقتصادية ولتحديد العقبات وسبل معالجتها، وتأليف قوة ضغط من أجل تسريع تنفيذ المشاريع الاستثمارية والبنى التحتية في المدينة".

وقالت: "ضروري اليوم من أي وقت مضى أن نكون حاضرين لاستغلال الاهتمام المحلي والدولي بالشمال، ونكون جاهزين ونتموضع لنستطيع الإستفادة من المساعدات، والأهم من الاستثمارات الكبيرة المتوقعة لمدينة طرابلس وجوارها".

وشددت الحسن على "أهمية أن ننطلق يدا بيد لتحقيق اجندة اقتصادية طموحة لطرابلس. فهذا بالتحديد ما ينتظره الطرابلسيون منا، وهذا ما يستحقونه فعلا".

بدورها تناولت روى نصرالدين مديرة المرحلة الثانية من برنامج "الإسكوا" الخاص بالأجندة الوطنية لمستقبل سوريا الذي يتضمن إطارا استراتيجيا لبدائل السياسات لسورية ما بعد النزاع ساهم في وضعها نخبة ومن مختلف المشارب من داخل سورية وخارجها، وبحضور ديبلوماسيين من دول مانحة للمساعدات للشعب السوري والأمم المتحدة، والأجندة هي عملية استباقية للتحديات الناجمة عن النزاع السوري والاستجابة المبكرة لآثاره، وأبرزها: عودة اللاجئين والنازحين، والمصالحة، وإعادة الإعمار".

وكانت مداخلة لعماطوري قال فيها: "أود أولا أن أشكر السيد توفيق دبوسي الذي جعل غرفة طرابلس المنبر الاقتصادي لطرابلس والشمال، وشركة Gulftainer Lebanon قد استثمرت في محطة الحاويات في مرفأ طرابلس لأنها على يقين أن منطقة طرابلس يجب ان تكون المنصة الاقتصادية المستقبلية للبنان لموقعها ومقوماتها".

أضاف: "من مقومات طرابلس الاساسية: المرفأ، المنطقة الاقتصادية ،سكة الحديد ومطار الرئيس الشهيد رينه معوض في القليعات.
ومن واجبنا تفعيل هذه المرافق نظرا لاهمية هذا العمل من الناحية الاقتصاديى لطرابلس والشمال وكل لبنان اضافة الى خلق فرض عمل كبيرة للشباب العاطلين عن العمل".

وتابع: "قامت شركتنا بجهد كبير وبدعم من الرئيس نجيب ميقاتي وكل قيادات المدينة، بإنجاز محطة حاويات جديدة في المرفا، وكما تعلمون، بعدما رست علينا مناقصة تجهيز وتشغيل المحطة، بتمويل البنية التحتية الضرورية لبدء العمل، واشترتينا المعدات اللازمة كي تكون محطة الحاويات احدث محطة في المنطقة، وقد بدأ العمل بها فعليا، وبفضل تعاون اهالي الشمال ودعم من الرؤساء الثلاثة والحكومة سارت الامور بنجاح باهر وانتقلت اكثرية الوكالات البحرية من بيروت الى طرابلس، وبدأ العمل بها بصورة فعلية ويبقى لدينا هاجسان:

- الأول يتمثل بدعم سياسيي واقتصاديي الشمال عموما وطرابلس خصوصا كي يتعاملوا حصريا مع مرفأ طرابلس ومحطة الحاويات الجديدة.
- الثاني طلب من اقتصاديي وسياسيي الشمال وطرابلس دعم إكمال المنطقة الاقتصادية الخاصة كي تنجز بأسرع وقت ممكن تحت قيادة معالي وزيرة المال السابقة ريا الحسن التي لم تبخل بأي جهد حتى الآن، وهي في انتظار الدعم المادي.
أما في سكة الحديد ومطار الرئيس رينه معوض، فمطلوب ممارسة ضغوط جدية على المسؤولين لتمويل أو طلب لمشاركة القطاع الخاص لتشغيل سكة الحديد والمطار، فتصبح طرابلس والشمال حقيقة منصة لبنان الاقتصادية".

ثم كانت كلمة فنيانوس الذي قال: "إن هذا المؤتمر العملي يتسم بأهمية بالغة من ناحية الموقع والتوقيت، واختيار مدينة طرابلس مكانا لانعقاده يعكس اهتماما بأن منطقة الشمال تشكل عاملا حاسما في الإنماء المتوازن، هذا الانماء الذي لا يزال غائبا منذ عقود مديدة عن معظم مناطق لبنان حتى عن بعض الضواحي المحيطة بالعاصمة بيروت، أما التوقيت فهو اختيار موفق للغاية نظرا الى ما تشهده عاصمة الشمال من ورشة إنمائية، وسيكون لها بلا شك تأثيرها الكبير على المستويات الإقتصادية والإجتماعية المحلية، وتعزيز دور الشمال في نهضة الاقتصاد اللبناني ككل".

وأضاف: "إن عنوان هذا المؤتمر الذي يبحث تفصيلا في التحديات والفرص التي ينطوي عليها حاضر طرابلس ومستقبلها وإمكاناتها الكبيرة يتعزز بقوة إذا ما ارتقبنا دور لبنان الشمالي إقتصاديا ولوجستيا في مرحلة إعادة إعمار جارتنا سوريا التي أنهكتها الحرب وأجهزت على الكثير من مرافقها الحيوية وبناها التحتية ونأمل أن يبصر السلام فيها حلا في أقرب فرصة ممكنة.
إلا أن هذا الدور الحيوي الذي نأمل أن تؤديه مدينتنا في المرحلة المقبلة لا بد لنا من الاستعداد له لنكون مؤهلين، وهذا ما يتطلب تضافرا حثيثا لجهود إداراتنا الرسمية وقطاعنا الخاص من أجل إنجاح هذه المهمة والتمكن من جني ثمار عملية إعادة الإعمار.
وإن أي خطة اقتصادية وطنية لا تشمل مرافق محافظة الشمال لجهة دعمها في الفترة الأولى لتكون متكأ للدولة في مرحلة لاحقة، لن تدخل حساباتنا، لذلك على الصعيد الحكومي لا يستطيع أحد أن يشيح بنظره عما يجري من تطوير وتطور في مرفأ طرابلس، ولكن هل تعملون أن مجلس إدارة المرفأ يقوم على عضوية واحدة من أعضاء المجلس ومدير للمرفأ؟ وإن ننس لا ننس معرض طرابلس ومطار الرئيس رينيه معوض ومصفاة النفط I.P.C وما يربط هذه المرافق من شبكة للطرق في الأقضية المحيطة بطرابلس الفيحاء، وأخيرا وليس آخرا سكة الحديد. إن الخطة الاقتصادية التي حمل لواءها في تيار المردة تتمحور حول إقامة تكامل اقتصادي شامل بين أقضية الشمال آخذين بعين الإعتبار المزايا الإقتصادية لكل قضاء، إن طريق الحرير يقف على بعد كيلومترات قليلة عن ابوابنا ليختار اي مسلك سيسلك فإما مرافئنا تكون جاهزة لإستقباله وإما ندخل غياهب النسيان فيسلك طريقا آخر. أما في التعويل على دور القطاع الخاص فلا شك أن ثمة دورا مهما يقع على عاتق كافة المؤسسات الإقتصادية لا سيما غرفة التجارة والصناعة والزراعة الذي يقوم بتنشيط حركتها وادائها الأستاذ توفيق دبوسي ،أمام هذا الواقع فإنه يفترض منا نحن كوزراء معنيين في الحكومة اللبنانية أن نؤكد على ضرورة تسريع كل المشاريع المرتبطة بالتطوير في طرابلس والشمال وأنا أوكد من هذا المنبر التزامي أولا كوزير في الحكومة وثانيا كإبن لزغرتا جارة طرابلس عاصمة الشمال العمل بكل إمكاناتي من أجل توفير لهذه المدينة كما هذه المنطقة كل ما يلزم من بنى ومنشآت كتوسيع الطرق التي تربط لبنان بسوريا وإنجاز خط سكة الحديد ، كما تأمين مشروع التوسعة لوصلة نهر الكلب طبرجا وغيرهما مما يعيد لهذه والمنطقة دورها الإقتصادي المعهود، كما أؤكد على اهمية عملية التوسعة الحاصلة في مرفأ طرابلس ويسعدني أن أنوه بالجهود الجبارة التي تبذلها إدارته/لتفعيل دور هذا المرفق الحساس".

وتابع: "أما المنطقة الخاصة في طرابلس وعلى رأسها معالي الدكتورة ريا الحسن فإن الكثير من المهمات ستكون في انتظارها، ولا شك لدينا في أنها ومجلس ادارة المنطقة لن يدخروا جهدا في سبيل إنهاض هذه المنطقة التي جثم الحرمان عليها لسنوات طويلة".

وختم فنيانوس: "يطيب لي ختاما أن أشكر المنظمين، وتحديدا الشركة الدولية للمعارض وكل من تعاون على إنجاح هذا المؤتمر، سواء في المنطقة الخاصة أو غرفة طرابلس والشمال أو ميناء المدينة، آملا منكم بلورة افكار تمكننا من رسم صورة أوضح لكل ما يمكن القيام به في سبيل نهضة طرابلس خاصة زمنطقة الشمال على وجه العموم".

وفي ختام جلسة الافتتاح كانت كلمة راعي الاحتفال الرئيس الحريري ممثلا بالجسر، وقال: "يعقد هذا المؤتمر في طرابلس ومن أجل طرابلس وبخاصة لما تتضمن فعاليات المؤتمر من بعد تنموي للمدينة وللبنان من خلال تحضير المدينة لتكون منصة لإعادة إعمار سوريا، وإن إعتماد طرابلس، لأن تكون منصة لإعادة إعمار سوريا، لن تكون منة للمدينة، بل هو أمر طبيعي تفرضه الظروف التفاضلية للمدينة من حيث كونها مجتمع مديني يختزن، في جوانبه من أهل المدينة المقيمين فيها أو في جوارها طاقة بشرية كبيرة تضم من أبسط العمالة المطلوبة حتى أعلى مراتب الكفاءات العلمية والخبرات الفنية والمهنية، على وجه الخصوص من بين أولئك الذين إكتسبوا خبرات مهمة في المشاريع الكبرى التي ساهموا في تنفيذها أو في إداراتها في العالم العربي. ومن ناحية أخرى فإن من ميزات المدينة أيضا أنها هي الأقرب الى سوريا فضلا عن أنها تتمتع بمرفأ يتطور ويعمل ويقدر له نشاط مهم من خلال عملية التوسعة التي تضم فيما تضم محطة للحاويات، والمزمع تنفيذها بعد أن تأمن تمويل التوسعة. يضاف الى ذلك أنه يوجد بجانب المرفأ محطة لسكة الحديد يجري التحضير لإعادة تأهيلها وربطها بسوريا بتصميم حديث إنتهى درسه وتجري الإتصالات لإستكمال تمويله بعد أن قامت حكومة الرئيس سلام في جلستها الثانية بتخصيص مبلغ 20 مليون دولار تبين على ضوء الدراسة الجديدة أنه يكفي لبدء المشروع فقط. والى جانب كل هذه الميزات يوجد مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات الذي يمكن بعد تأهيله أن يكون عاملا أساس وقيمة مضافة للمنصة: وفوق كل هذا وذاك هناك منطقة إقتصادية خاصة يجري تنفيذها ويحتوي نظامها على سلة كبيرة من التحفيزات ما قد يشجع كل الشركات الدولية والوطنية التي ترغب في الإشتراك في إعادة إعمار سوريا من أن تنشىء في المنطقة الإقتصادية الخاصة ما يسمى بالمكاتب الخلفية back office، إن هذه الميزات التفاضلية لا تكفي بذاتها لأنها في جزء أساسي منها هي لا تزال قوة كامنة لم تتحقق بعد أو بشكل أدق لم تستكمل بعد،المنطقة الإقتصادية بالرغم من تعيين مجلس إدارتها بما يمثل من سلطة القرار والتنفيذ لتحضير الأرض والبنى التحتية والإنشاءات الأساسية وسلة الأنظمة المطلوبة لرعاية التعاقد مع الشركات المستثمرة وإدارة العمل في المنطقة".وتناول الجسر التحديات التي تواجه طرابلس منصة لإعادة إعمار سوريا، وهي:

التحدي الأول لمشروع "طرابلس منصة لإعمار سوريا" هو استكمال كل المطلوب مما ذكر وتأمين كل التمويل والتسهيلات لوضع المنطقة الإقتصادية في العمل.

التحدي الثاني يتعلق بمرفأ طرابلس وهو يقوم على إنجاز التوسعة التي تأمن تمويلها، وتسهيل العمل لجعله قادرا على المنافسة في مجالات الرسوم والتخزين وأجور التفريغ والنقل والخدمات الجمركية من كشافة وغيرها، خاصة بعد إستكمال عدد أعضاء المجلس الأعلى للجمارك.

التحدي الثالث هو إستكمال عقدة النقل ما بين سكة الحديد والأتوستراد العربي حتى الحدود السورية. وإذا كان هناك مفاوضات لإستكمال تمويل تنفيذ سكة الحديد، وهي على ما أعلم مشجعة، فإن تنفيذ الأتوستراد العربي بين طرابلس والحدود السورية يلزمه تمويلا إضافيا لأعمال التنفيذ غير تلك التي أقرها المجلس النيابي والبالغة مائة مليون دولار فضلا عن تأمين تمويل الإستملاكات المتبقية من أجل البدء بتنفيذ المشروع. وإن تمويل عقدة النقل هذه لن تخدم طرابلس وحدها بل ستخدم لبنان بأسره تماما كما إن تمويل الأتوستراد العربي في جنوب لبنان وجبل لبنان يخدم كل لبنان.

التحدي الرابع تشغيل مطار رينيه معوض في القليعات خاصة بعد صدور المرسوم بإجازة إستعماله كمطار مدني في آخر جلسة لحكومة الرئيس السنيورة في عام 2009. وإن إختناق مطار بيروت الذي خطط له لإستقبال ستة ملايين مسافر فإذا به يستقبل في العام الماضي ما يزيد على ثمانية ملايين مسافر يجب أن يشكل حافزا إضافيا لإستخدام مطار القليعات. إن إستعمال مطار رينيه معوض في القليعات، في البداية على الأقل، كمطار للشحن الجوي وللرحلات السياحية charter قد يخفف عن مطار بيروت الضغط المتمادي ويؤدي في الوقت نفسه خدمة وطنية لا تتطلب إستثمارا كبيراعلى ما أظن.

التحدي الخامس هو تأهيل اليد العاملة والفنية لأعمال الخدمات الخاصة التي قد تتطلبها المكاتب الخلفية وكل ما يتعلق بالعمل في سوريا عن طريق التدريب المهني الخاص بذلك وعلى كل المستويات".

وأكد أن "تنفيذ المشاريع المشار اليها في هذه التحديات يشكل فرصة كبيرة لإنماء المدينة وتبدأ فرصة التنمية هذه من يوم بدء الإعداد للمشروع من خلال الإنفاق على هذه المشاريع ومن خلال فرص العمل التي يتطلبها التحضير ... لتستكمل الدورة مجالها عند بدء العمل بإعادة الإعمار بما يتطلب ذلك من تقديم خدمات هي بذاتها مولِدة لفرص عمل ولحركة للإقتصاد المحلي والوطني".

وتابع الجسر: "دولة الرئيس الحريري بما يحمل في صدره من حب لهذه المدينة ومن قناعة بأن هذه المدينة المجاهدة والصابرة لم تستوف حقها في التنمية، ومن خلال بعد وطني أكيد، يرى في الإنماء المتوازن عامل إستقرار للمدينة وللوطن، فإن الرئيس يؤكد لكم بأنه سيكون الى جانب المدينة بكل ما أوتي من قوة لتذليل كل الصعوبات المالية والقانونية والإجرائية التي قد تشكل عائقا أمام تنفيذ المشاريع التحضيرية حتى تنتصر طرابلس على كل التحديات وستنتصر بإذن الله، وتستعيد دورها الريادي في الوطن".

وخلص الى نقل "تحية كبيرة من دولة الرئيس سعد الحريري أولا بالنسبة للمبادرة التي أطلقتها غرفة التجارة والصناعة والزراعة بقيادة الصديق الهمام الرئيس توفيق دبوسي كما أنقل أيضا تحية الى كل المشاركين بأعمال المؤتمر من وزارات وإدارات ومؤسسات دولية. والتحية موصولة الى كل الذين عملوا على الإعداد للمؤتمر وتنظيمه والمشاركة في العمل على إنجاحه وحضوره، وعلى أمل أن نشهد مؤتمرات متتالية لعرض التحديات الحقيقية أمام تحويل طرابلس الى منصة لإعادة إعمار سوريا، ماذكرت منها وما غفل عني، والعمل على إجتراح الحلول لها وتنظيم متابعة تنفيذ هذه الحلول فإني أتمنى بإسم دولة الرئيس وبإسمي كل النجاح والتوفيق لمؤتمركم هذا". 

  • شارك الخبر