hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

خير الله: للعودة الى أصالة عيش التقاليد وقيمنا الانجيلية والمسيحية

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٧ - 15:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أحيت "جمعية لتكن مشيئتك" الذكرى التاسعة لتأسيسها خلال قداس ترأسه راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله في كاتدرائية مار اسطفان في البترون وعاونه فيه خادما الرعية الكاهنان بيار صعب وفرانسوا حرب ولفيف من الآباء والكهنة وخدمته المرنمة جومانا مدور في حضور الدكتور فادي سعد على رأس وفد ممثلا حزب القوات اللبنانية، العميد المتقاعد أنطوان شكور، مخاتير، رؤساء جمعيات وأندية وهيئات بترونية، إضافة الى رئيس "لتكن مشيئتك" روزين صعب والأعضاء.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى المطران خيرالله عظة بعنوان "مغفورة لك خطاياك" وقال فيها: " في الاحد الخامس من مسيرتنا في الصوم تدعونا الكنيسة لنتأمل حول هذه الاية الكبيرة التي قام بها يسوع، مع جمعية لتكن مشيئتك، لأن لديها صلة خاصة ومميزة بين هذه الاية وبين عمل الجمعية في مجتمعنا . يسوع اولا الذي كان هدفه ان يعلم الناس ويشرح لهم سر الله وحبه للبشر و تفاجأ بين كل هذه الحشود ان هنالك أربعة رجال يحاولون ايصال مخلع مشلول عاجز عن السير ولم يستطيعوا الوصول بسبب كثرة الناس فانزلوه من السقف اي قاموا بتخريب البيت الذي كان فيه يسوع".

واضاف:" الانجيل يقول" لما رأى يسوع ايمانهم قال للمخلع : "مغفورة لك خطاياك" ويسوع يطلب منا أولا الايمان ، ففي كل حياته التبشيرية ورسالته يطلب الايمان ، ويقول دائما "ايمانك خلصك ، لم اجد مثل هذا الايمان في اسرائيل". فيطلب الايمان ويقول ان آمن الانسان يحصل على ما يريد ، فالايمان هو الاهم. وثانيا يقول "مغفورة لك خطاياك" ، فتعجبوا الناس و خاصة الفريسيين الذين يعتبرون انفسهم مؤتمنين على شعب الله والشريعة، فقالوا كيف يغفر هو الخطايا ومن هو ليغفرها ؟ فهل مهم ان يغفر الخطايا ؟ فقد اتوه بهذا المخلع لكي يشفيه مثل ما يشفي كل المرضى. إن هدف يسوع مختلف ، هدفه ان يفهم الجميع اليوم و كل يوم ان الجسد غير مهم بل النفس هي الاهم و يقول "لا تخافوا من من يقتلون الجسد لكن خافوا من من يستطعون ان يضعوا النفس و الجسد معا في جهنم". فما يهمه هو خلاص الانسان وخلاص النفس و ليس خلاص الجسد، يسوع لم يأت ليصنع العجائب و الآيات بل ليخلص كل البشر من عبودية الخطيئة التي استعبد بها الانسان بعد الخطيئة الاولى فصار الانسان عبدا للخطيئة و ينجر اليها عن غير ارادة في بعض الاحيان ، فجاء المسيح ليخلص البشرية من عبودية الخطيئة ويحرر كل انسان و يعيده ابنا الى لله . وكما خلق الله الانسان منذ البدء على صورته ومثاله لهذا السبب قال له مغفورة لك خطاياك اي انا احررك من الخطيئة و بعد ذلك ان مشيت او لا فهذا غير مهم".

وتوقف عند شهادة بترونية "في ابرشيتنا في البترون شاهد حي على هذه الاية الذي يقولها يسوع هو ضومط منعم المخلع منذ حوالي 30 سنة و لا يهمه بل هو يعلمنا جميعا عيش الايمان والشهادة للمسيح وقام باعمال وشهادات اكبر بكثير منا نحن ذو الجسم الكامل ، اذا ان اردنا ان نفهم انه غير مهم ان ننال شفاء الجسد بل المهم ان نطهر ونستطيع بعد تطهيرنا من الخطيئة ان نلتزم بعيش ايماننا و الثقة بالله واعمال الرحمة والمحبة. نحن اليوم بحاجة كبيرة للمغفرة، فنحن جميعا نطلب من الرب ان يشفينا ويلبي طلباتنا المادية ولكن هل نعلم ان نطلب منه ان يغفر لنا خطايانا ويجددنا بعيشنا وشهادتنا للمسيح في مجتمعنا وحياتنا اليومية . فكل واحد منا حتى انا ننظر لانفسنا ونعتبر اننا كبارا، شبه قديسين ولا نريد مغفرة لخطايانا ونعتبر ان غيرنا هم الخاطئ و من يرتكب الشر" داعيا "في مسيرة الصوم هذه ان نتواضع امام ذاتنا وامام الرب ونطلب منه حقيقة المغفرة لنتجدد. فكل واحد منا على مستواه منا نحن كمطارنا ورهبان وراهبات وكهنة ومعلمين واباء وامهات ومسؤولين سياسيين ومدنيين، فكل واحد اليوم بالذات عليه ان يعرف كيف يقف في جبهة امام ذاته وامام الرب ويطلب منه المغفرة لان الله يعطينا المغفرة والرحمة المجانية لكن نحن لا نعرف كم نحن بحاجة لطلب المغفرة والعودة الى الذات والعودة الى اصالة عيش التقاليد وعيش قيمنا الانجيلية والمسيحية التي تربينا عليها في كنيستنا بشعبنا و عائلاتنا تربية صالحة. كم نحن بحاجة اليوم لترسيخ هذا الايمان في أذهان اولادنا واجيالنا الصاعدة، و في لحظة فحص للضمير كل واحد منا يعود الى ذاته ونقول اذا كل واحد منا قرع صدره وطلب المغفرة فنلتقي جميعا كابناء الله ونلتقي بالارادات الطيبة وبلحظات يمكننا ان نغير ما نريد كسلوكنا و تعاملنا مع بعضنا البعض ونعود الى بناء دولتنا و مؤسساتها ونعيد بناء وطننا يليق فينا ويبقى دائما الوطن الرسالة في عيش المحبة و المصالحة والسلام، في عيش احترام الانسان واحترام التعددية فعندها فعلا نحن نستحق رحمة ومحبة الله ونعرف كيف ننقل هذه الرحمة المجانية في عملنا وشهادتنا كل يوم كما تفعل روزين (رئيسة الجمعية) مع اخواتها في الجمعية التي تنظر الى الانسان الذي هو بحاجة ليس الى شفاء الجسد بل الى خلاص نفسه، والانسان الذي بحاجة الى محبة وكم يوجد بيننا اشخاص بحاجة الى المحبة والتعامل بمحبة فنكون نعامل يسوع ذاته بهذه المحبة. وهذه الاعمال هي التي عندما نغادر هذه الحياة تدينننا امام الله وهكذا يقول المسيح".

وختم داعيا "لأن نتجدد اليوم فلدينا الوقت في مسيرة الصوم لنستحق ان نحمل صليبنا مع المسيح و نقوم معه الى حياة جديدة".

  • شارك الخبر