نظّم معهد المؤسسات العائلية والمبادرة الفردية في كلية عدنان قصار لادارة الاعمال في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) مؤتمراً بعنوان "إدارة الثروات العائلية: إدارة الأوقاف وهيكلة الانتقال الاداري في هذه المؤسسات" برعاية معالي وزير الإقتصاد والتجارة رائد الخوري وبإدارة الدكتورة جوزيان فهد سريح وذلك في حرم الجامعة في جبيل.

حضر المؤتمر الدكتور وسيم شاهين ممثلًا القيم في الجامعة الدكتور جورج نجار، عميد الكلية الدكتور سعيد لادقي، مديرة المعهد الدكتورة جوزيان فهد سريح، السيد إميل البينا ممثلًا معالي الوزير رائد الخوري ونخبة من أصحاب المؤسسات العائلية والخبراء والمراجع في الإدارة والقانون.

افتتحت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كانت كلمة للدكتورة سريح رحبت فيها بالحضور وشكرت المشاركين في المؤتمر وتكلمت عن هدف المعهد من تنظيم هذا المؤتمر وهو الاضاءة على مواضيع إدارة الثروات وهيكلة الانتقال الإداري من جيل إلى آخر بطريقة علمية وفعالة. وتابعت: "قد يبدو التخطيط للانتقال الإداري أمرًا سهلا ولكن هناك الكثير من العقبات التي تواجهه. لذلك فإن التخطيط لانتقال الادارة هو أكثر أهمية من عملية الانتقال نفسها، وينبغي إشراك الجيل الأصغر سنا في عملية التخطيط". كما عرّفت عن برنامج شهادة الأعمال العائلية التي تقدمه الجامعة وهو الأول من نوعه في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.

من جهته، رحب عميد كلية ادارة الاعمال الدكتور سعيد لادقي بالحضور وأعرب عن سعادته لرؤية المشاركين خصوصًا النساء الذين اتخذوا أدوارًا ريادية في إدارة المؤسسات العائلية. ثم قال: "الLAU هي المنصة المثالية للمناقشة والتخطيط لغد أفضل. معهد المؤسسات العائلية والمبادرة الفردية يهدف إلى إشراككم جميعًا في هذا الإطار. تواجه الشركات العائلية الكثير من التحديات بالإضافة إلى المنافسة. لذلك، ينبغي اتخاذ طرق مبتكرة وجديدة لصنع القرار داخل هذه المؤسسات.

ثم كانت كلمة ترحيبية من الدكتور وسيم شاهين توجه من خلالها بالشكر إلى عائلة فرام التي تبرعت بالمبنى حيث يعقد المؤتمر وإلى بنك بيبلوس لرعايته المؤتمر. ثم تابع: "الLAU ملتزمة بمعالجة قضايا المؤسسات العائلية والأعمال التجارية وهذا هو سبب إنشاء هذا المعهد. وأكشف لكم جزءًا صغيرًا من الخطة الاستراتيجية التي تتبعها الجامعة حاليًا تحت اسم "LAU بلا حدود" والتي تهدف إلى سد الفجوة وخلق بيئة حيث يتوافق التعليم الأكاديمي مع متطلبات سوق العمل".

كذلك أعرب ممثل معالي الوزير رائد الخوري السيد إميل البينا عن "حاجتنا نحن إلى تحديد العناصر اللازمة للانتقال الاداري في الشركات العائلية وإدارة الثروات التي يمكنها أن تخلق الثقة وتؤمن الاستمرارية. هذا الموضوع هو في صميم عمل واهتمام وزارة الاقتصاد والتجارة إذ أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم تلقي اهتمامًا خاصًا نظرًا لدورها البارز في الاقتصاد اللبناني. في الواقع تشكل هذه المؤسسات 95% من مجموع الشركات العاملة في لبنان والنسبة الأكبر مملوكة من العائلات. تؤدي هذه الشركات دورًا رئيسيًا في النمو الاقتصادي وتوظيف اليد العاملة. هذا النوع من الشركات غالبًا ما يواجه مختلف المشاكل المتعلقة بتأمين الاستمرارية. لذلك، هناك حاجة ماسة إلى تقوية الشركات العائلية من أجل ضمان استدامتها. يجب اتخاذ خطوتين أساسيتين في هذا الاطار، الأولى ترتكز على توفير بيئة عمل سليمة من خلال سن قوانين تحمي هذه الشركات وتحفز نظامًا اقتصاديًا صحيًا وهذه المسؤولية تقع على عاتق الدولة. أما الخطوة الثانية، تتطلب من المالكين تطوير ثقافة الحوكمة في الشركات العائلية لتوفير الاستمرارية. أخيرًا، أشيد بمساعي الجامعة اللبنانية الأميركية وأتمنى لهذا المؤتمر كل النجاح".

ثم انعقدت الجلسة الاولى بادارة مديرة المعهد الدكتورة سريح حيث تعاقب على الكلام كل من السيد نعمة فرام، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار والرئيس التنفيذي لشركة "اندفكو" والذي تكلم عن أهمية بناء الثقة والأمن للأجيال الآتية في مؤسسة "اندفكو". كذلك تناول الرئيس التنفيذي للعمليات وعضو مجلس الإدارة في شركةSNA للتأمين السيد باسم العاصي موضوع تأمين الخلافة في الشركات العائلية. وأعرب السيد فؤاد رحمة رئيس تجمّع رجال الأعمال اللبنانيين والشريك الإداري في شركة Augmentum Capital Partnersعن أهمية خلق الثقة وتعزيز الملفات الأسرية. وانتهت الجلسة الأولى بمداخلة معالي الوزير السابق للمالية والاقتصاد والتجارة السيد دميانوس قطار الذي تحدث عن هيكلة الاستثمارات من خلال تجربة الأعمال العائلية.

أما الجلسة الثانية التي أدارتها الدكتورة سالبي دجوندوريان، أستاذة مساعدة في الاقتصاد ومساعدة عميد كلية إدارة الأعمال، فتناولت موضوع وهيكلة الانتقال الإداري وشارك فيها كل من السيد حسام أبو عيسى، نائب رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي للعمليات في شركة السلام العالمية للاستثمار، السيدة مي مخزومي، عضو مجلس إدارة "فيوتشر بايبس" ورئيسة مؤسسة مخزومي والسيد ألان يعقوب، المدير العام لقسم الادارة العائلية في بنك "بيمو".

اما الجلسة الثالثة والأخيرة أدارها الدكتور وسيم شاهين وتكلم فيها السيد ريشارد ماسترز، مدير تخطيط الثروات في بنك "سيتي" العالمي والسيد أحمد جمال الدين، مصرفي عن مصر والشرق في بنك "سيتي" العالمي، عن أهمية خلق الثقة داخل البنك. وتناولت مداخلة كل من المحامي الاستاذ زياد خوري والمحامية الأستاذة ليلى خيرالله، الإطار القانوني للثقة تلاها كلمة السيد كريم غندور، مدير عام شركة "لغسي لاين" حول التخطيط العقاري وعن إمكانية جعل الثقة حلًا للخلافات وثم كانت مداخلة مدير عام وشريك مشغل "غلف كابيتال" في أبو ظبي السيد أسعد سلهب حول تنظيم الانتقال الاداري وإدارة الثروات كحاجة أساسية لنجاح الأعمال العائلية.

تجدر الإشارة إلى أن توصيات هذا المؤتمر رفعت إلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون من أجل إقرار مشاريع قوانين تهدف إلى إنتقال إداري أسرع ومنظم ورسم هيكلية لتفادي المشاكل بين أفراد العائلات والإستمرارية على المدى البعيد.