hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ليبانون فايلز

داتا "الزر الاحمر" تكبر يوميا والابهار الامني محط اعجاب دولي

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٧ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع


ما يشهده لبنان على الصعيد العسكري والامني هو تأسيس متين لمناعة متعاظمة قادرة على حماية البلاد استنادا الى ان قوة لبنان تكمن في قوته، من هنا جاء الابهار الذي عبّر عنه كبار القادة العسكريين والامنيين الغربيين والاقليميين في اتصالاتهم بالقيادات العسكرية والامنية بعد كل عملية ناجحة لقوات النخبة في مديرية المخابرات في الجيش او في الامن العام او في قوى الامن الداخلي، ولكن التعمد في ابداء الاعجاب الكبير يكمن في ان هذه العمليات في المكان الاصعب والمستحيل او في التوقيت القاتل الذي يحمل مخاطرة كبيرة جدا.
لذلك في الابعاد السياسية للانجازات العسكرية والامنية، دعم متعاظم ازداد صلابة وعمقا مع وصول العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة الاولى وتشكيل حكومة استعادة الثقة برئاسة سعد الحريري، واقرار التعيينات العسكرية والامنية من تعيين العماد جوزيف عون قائدا للجيش الى تجديد الثقة بالمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وصولا الى تعيين اللواء عماد عثمان مديرا عاما لقوى الامن الداخلي واللواء طوني صليبا مديرا عاما لامن الدولة، وهذه النجاحات الامنية توضع في ثلاثة ابعاد: دولية واقليمية وداخلية، فالعنوان الاهم هو محاربة الارهاب الذي صار مطلبا كونيا وليس مقتصرا على بلد بعينه، والدور الذي يقوم به الجيش ومخابراته والاجهزة الامنية يدخل في هذا المنحى، من هنا نجد التأييد والدعم الاقليمي والدولي من الاتحاد الروسي ومحوره الواسع الى الولايات المتحدة الاميركية ومحورها الاوسع، وهذا تجلى من خلال شحنات الاعتدة والاسلحة والذخائر وبرامج المساعدات. وعلى الصعيد الاقليمي هناك دور مهم جدا للجيش، ولكن هناك حالة جدلية بين الحالة الايرانية وامتدادها والحالة السعودية وامتدادها ايضا، بمعنى تمييز بالهدفية بين محور المقاومة والممانعة وبين المحور السعودي وبجانب ما يتقاطع معه الدور التركي والقطري، ولكن ما يهم لبنان هو الاجماع من كلا المحورين على دور الجيش والقوى الامنية، لان ما يقوم به الجيش والاجهزة الامنية في مواجهة الارهاب لم يصل او يتوصل اليه احد لا في الاقليم ولا في الخارج.
وهذا ما يدفع الى السؤال المركزي، لماذا لبنان اميز من غيره في المواجهة والحرب على الارهاب؟
هنا ندخل الى البعد الداخلي، اذ يوجد ثلاثة عوامل متوازية يبنى عليها في عملية المواجهة وتحديد مسار نجاحها وهي:
- العامل البشري، اذ بمقدور الجماعات الارهابية المجيئ بالانتحاريين والارهابيين من كل اصقاع العالم، وبالتالي العنصر البشري مؤمّن لا بل وفير عندهم.
- العامل اللوجستي، فلدى الارهابيين تمويل وقدرات تسليحية معتبرة وبسهولة يجهزون سيارات ملغّمة او احزمة ناسفة.
- العامل التنفيذي والعملاني، وهنا دور الجيش ومديرية المخابرات والقوى الامنية في هذا الجانب، اي احباط امكانية القدرة على تنفيذ عمليات ارهابية، من خلال داتا معلومات ضخمة تكبر يوميا حول هؤلاء الارهابيين كافة.
هناك عملية مراقبة لحظوية واستنادا الى هذه مراقبة و"الزر الاحمر" الذي عندما يضيئ يتم التحرك فورا باتجاه الهدف لاحباط العملية الارهابية في مهدها، "وهذا ما حصل بدء من عملية الامن العام الاستباقية في الروشة مرورا بعملية الجيش في القاع وصولا الى عملية الجيش الاحترافية في مقهى الكوستا في الحمراء انتهاء بانجاز الامن العام النوعي في وسط بيروت وسلسلة الانجازات مستمرة، اذ كلما امّنت الجماعات الارهابية العنصر البشري والوضع اللوجستي يحصل الخلل في العنصر العملاني وهذا سر الانجازات النوعية للجيش اللبناني والقوى الامنية، وضمن هذه الجوانب الثلاثة يكمن دور الجيش والقوى الامنية الحاسم في تحقيق الانجاز عبر الداتا الواسعة حول الافراد والمجموعات والخلايا الارهابية، وكل شيء تحت السيطرة مع جهوزية لمواجهة اي امر قبل حصوله وسط تنسيق دولي واقليمي وداخلي".
كيف يمكن الاستثمار السياسي على الانجازات العسكرية والامنية؟
يذكر الجميع، ان اول امر طرح بعد اقرار اتفاق الطائف معادلة "الاستثمار على الامن في السياسية والاقتصاد وكل شيء" باعتبار ان تكريس الاستقرار الامني يؤدي الى تثبيت السلم الاهلي بما يؤمن قاعدة للبناء في المستويات الاخرى، والمطلوب من السلطة السياسية، حسب مرجع رسمي رفيع "ان تأخذ الانجازات العسكرية والامنية والبناء عليها في عملية تمتين الوفاق الداخلي، لان اي خلاف او ازمة سياسية تشكل عمليا عبئا كبيرا على المؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية. وايضا على السلطة تسويق هذه الانجازات عربيا واقليميا ودوليا فبدل استجداء المساعدات بمقدور لبنان فرض تقديم المساعدات لمؤسساته على اختلافها العسكرية منها والاقتصادية والمالية والانمائية.. لا سيما في مواجهة عبء النازحين الذي يشكل عبئا امنيا واجتماعيا وصحيا واقتصاديا ومعيشيا".
يدعو المرجع الى الانتقال بسرعة واستنادا الى الانجازات العسكرية والامنية المحققة من "اسلوب الاستجداء لنيل المساعدات الى منطق الالزام بتقديم الدعم للبنان لان ما يقوم به مساهمة كبرى على الصعيد العالمي والرهان كبير جدا على الوفاق السياسي القائم لا سيما على رئيس الجمهورية".


 

  • شارك الخبر