hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

المطران درويش: عيد البشارة فاتحة أعياد التجسد وبداية الخلاص

الأحد ١٥ آذار ٢٠١٧ - 13:26

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترأس راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش قداسا احتفاليا في كنيسة سيدة البشارة في الكلية الشرقية في مناسبة عيد البشارة، عاونه فيه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، رئيس الكلية الشرقية الأب سابا سعد، الأب ايلي خنيصر والشماس الياس ابراهيم، في حضور النائب جوزف صعب المعلوف، الوزير السابق كابي ليون، المدير العام لغرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة يوسف جحا، رئيس منطقة الهاتف في زحلة عمار حيدر، وحشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس، القى درويش عظة تطرق فيها الى معاني البشارة، فقال: "أهنئكم بعيد البشارة، شفيعة هذه الكلية الشرقية، وأرفع الدعاء معكم لمريم العذراء لتحفظكم وتتشفع لدى يسوع المسيح بكل واحد منكم".

واضاف: "أتساءل اليوم معكم كيف تكون حال العالم لو لم تكن هناك بشارة؟ كيف تكون حال الإنسان لو لم يتجسد الله ولو لم يكن عندنا مريم العذراء؟".

وقال: "لو لم تكن البشارة كنا وما زلنا نعيش في العهد القديم، في عهد انتظار وفي ظلمة باطلة، لو لم تكن البشارة، لما ظهر لنا صلاح الله وكنا ما زلنا في ضلال".

وراى درويش ان "البشارة جعلت غير الممكن ممكنا، وتجسد الله صار واقعا عندما وجدت مريم وقالت نعم للملاك، وبهذه النعم أعطت مريم الطبيعة البشرية كلمة الله وارتبط شخصها بشخص يسوع المسيح".

وقال: "أعلن الرب حبه لنا عندما أخذ صورتنا وطبيعتنا وشاركنا في كل شيء ماعدا الخطيئة، في البشارة أعطانا الله القدرة لتتجدد روحنا ويتجدد عقلنا ونلبس الإنسان الجديد، ومنحنا النعمة لنكون من مواطني السماء، في البشارة هدم الرب الحاجز الذي بناه الإنسان ليكون بعيدا من الله، وبشرنا بالسلام وصرنا قادرين أن نكون مسكنا للروح".

واضاف: "في البشارة تعلمنا من مريم أن نسلك بتواضع وخضوع لمشيئة الله وأن تكون سيرتنا في الحياة لائقة ببشارة المسيح (فيليبي1/27)، في البشارة تمت مصالحة البشر مع الآب الذي يمنح التأله كمكافأة للذين يطيعون المسيح، في البشارة صحح الله الأحداث التي جرت عند بداية خلق الإنسان نتيجة سقطته، فصارت العذراء مريم حواء الجديدة التي صححت خطيئة آدم وحواء".

وتابع: "في البشارة اكتسبت العذراء مريم ملء النعمة من المسيح، قبل الحبل وفي الحبل وبعد الحبل، وصارت عذراء في الجسد وعذراء في النفس، هذه هي معنى النجمات الثلاث التي يضعها رسامو الأيقونات دائما على جبين العذراء مريم وعلى كتفيها".

واشار الى انه "في البشارة قبلت العذراء مريم الروح القدس الذي طهرها ومنحها القدوة لتقبل ألوهية الكلمة في أحشائها وتكون قادرة على ولادة كلمة الله يسوع المسيح، في البشارة تم حدث غريب، شاذ وغير معقول بحسب المنطق البشري وقد تم هذا عندما أظهرت مريم طاعة كاملة للرب: ها أنذا أمة للرب، ليكن لي حسب قولك".

وقال درويش: "تمت البشارة ومن ثم الحبل بصمت وقداسة ونقاء وطهارة وطاعة وتواضع وتسليم العذراء مريم ذاتها بإيمان عميق وثقة كبيرة"، لافتا كما يقول القديس يوحنا الدمشقي: "في لحظة البشارة، في تلك اللحظة تجسد الله الكلمة".

وراى "إن الحمل بالمسيح تم في رحم والدة الإله بالروح القدس بطريقة مبدعة وليس بالزرع، ونتيجة لهذا الحدث نسمي مريم والدة الإله الثيوتوكوس وبالتحديد لأنها حملت المسيح بالروح القدس."

وختم درويش عظته: "إن عيد البشارة هو أول الأعياد، وهو فاتحة أعياد التجسد وبداية الخلاص، وبشارة والدة الإله هي بشارتنا نحن، وهي خبر سار ومفرح بأن ابن الله وكلمته تجسد، وهذا العيد هو عيدنا وبشارتنا، لنلتمس من العذراء مريم شفاعتها ونودع المسيح حياتنا كلها."

ثم انتقل الحضور بعد القداس الى صالون الكلية الشرقية حيث تبادلوا التهنئة بالعيد.
 

  • شارك الخبر