hit counter script

أخبار محليّة

الراعي: هل يجب ان يستمر الشعب بالتظاهر لكي يُسمع صوت معاناته؟

الأحد ١٥ آذار ٢٠١٧ - 11:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأخويات اليوم في بكركي، عاونه النائب البطريركي العام حنا علوان والمطارنة: ميشال عون، جوزف طوبجي وعاد ابي كرم ولفيف من الكهنة، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الدكتور نبيل شديد، السفير البابوي غابريال كاتشيا، ممثل قائد الجيش العميد بسام ابراهيم، ممثل المدير العام للامن العام الوزيرة السابقة أليس شبطيني وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "مغفورة لك خطاياك! قم احمل سريرك واذهب إلى بيتك"(مر 2: 5 و11)، قال فيها:"الرب يسوع، وجه رحمة الله في العالم، يكشف في آية شفاء المخلع أنه طبيب الأرواح والأجساد. فمن بعد أن شفى نفس الرجل بمغفرة خطاياه، شفى جسده بكلمة أزالت شلله. فكان الحدث عملية خلق جديد بالكلمة: "مغفورة لك خطاياك. قم احمل فراشك وامش".
ونحن في زمن الصوم المقدس، وقد عشناه إلى الآن أصواما وإماتات وأعمال محبة ورحمة، ننطرح أمام المسيح الرب، راجين شفاء نفوسنا من حالة الخطيئة بغفران من رحمته، وشفاء أجسادنا ببلسم نعمته ومحبته. ومثل "الرجال الأربعة" نحمل بصلاتنا كل خاطىء ومريض".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية. فأحييكم جميعا، وعلى الأخص الوفدين الكبيرين: الأول، وفد الأخويات برئاسة مرشدها سيادة المطران ميشال عون.
فنحيي مرشدها العام الأب ادمون رزق، ورئيسها المحامي جوزف عازار، وعمدتها، وجميع الأخويات، الكبار والشبيبة والطلائع والفرسان بأعضائها ورؤسائها وعمداتها ومرشديها المحليين.
تشارك هذه الأخويات في قداس اليوم تكريما لأمنا وسيدتنا مريم العذراء بمناسبة عيد بشارتها في الأمس، وهو عيد الأخويات الذي تحتفل به منذ خمس وستين سنة.وقد بدأته مع سلفنا المثلث الرحمة البطريرك مار انطون بطرس عريضه.
إن الأخويات الحاضرة معنا اليوم تمثل الستين ألف منتسب إلى الأخويات على الأرض اللبنانية. وفي المناسبة، تطلق الرابطة في نهاية هذا القداس البشارة الالكترونية لنقل كلمة الله، عبر برنامج Application، إلى جميع المنضوين تحت لوائها.
إننا نشكر الله معكم على هبة الأخويات الثمينة التي تغني الكنيسة والحياة والرسالة في أبرشياتنا ورعاياناوتشكل مدارس صلاة وإيمان، وخلايا حية لخدمة المحبة، ولشد أواصر الوحدة في الكنيسة والعائلة والمجتمع".

وتابع: "نرحب بالوفد الثاني، وهو النادي الثقافي الاجتماعي في كوكبا (قضاء حاصبيا الجنوب)، بمناسبة مرور خمسين سنة على تأسيسه. فيسعدنا أن نهنئكم بهذا اليوبيل الذهبي، ونتمنى للنادي المزيد من النجاح والازدهار.
إننا نحيي رئيسه السيد وليد جرجي عباس وأعضاء الهيئة الإدارية وسائر المنتسبين إلى هذا النادي الزاهر. فنرجو لهم فيض الخير والنعم، وللنادي دوام التقدم والازدهار، في نشاطه الثقافي والاجتماعي، وبخاصة على مستوى الوحدة والتضامن الداخلي. ونحن ما زلنا نتذكر زيارتنا الراعوية لرعية كوكبا العزيزة في 25 أيلول 2012، وافتتاح ساحة القديسة تريز الطفل يسوع. وإننا نشجع الأهالي ونبارك مشروعهم ببناء مقام على اسم السيدة العذراء، سيدة حرمون، بتوجيه من سيادة راعي الأبرشية المطران شكرالله نبيل الحاج. وذلك انطلاقًا من التقليد التاريخي المتوارث الذي يقول بعادة زيارة الرب يسوع وأمه إلى أرضها، لوجود ذوي قربى فيها".

وقال:" لقد تمت آية شفاء المخلع، نفسا وجسدا، في جو السماع لكلام الله، إذ احتشد الجمع الغفير لهذه الغاية. ولأن سماع كلام الله يولد الإيمان، والإيمان يولد المحبة، آمن الرجال الأربعة بيسوع وبقدرته على شفاء المخلع الذي في بلدتهم كفرناحوم. فذهبوا وأتوا به. وإذ لم يتمكنوا من الدخول به إلى أمام يسوع بسبب كثرة الجمع، قاموا بمبادرة إيمانية عظيمة: صعدوا إلى السطح وثقبوه ودلوا المخلع، الممدد على سريره، إلى أمام يسوع. لم يفوهوا بكلمة، ولم يرفعوا صلاة توسل. لكن يسوع "عندما رأى إيمانهم" بادر المخلع بشفاء شلل نفسه بمغفرة خطاياه، ثم شفاه من شلل جسده بكلمة".

أضاف: "إن الرب بعمله الرحوم والمحب يترك لكل مسؤول في الكنيسة والمجتمع والدولة مثالا، ويوجه نداء لشفاء الأشخاص والجماعات من المعاناة التي تؤلمهم. في رسالتي الراعوية العامة التي أصدرتها أمس وهي بموضوع "خدمة المحبة الاجتماعية"، رسمت الطريق الذي تسلكه كنيستنا المارونية على مستوى هذه الخدمة، لكي تضاعف جهودها ونشاطاتها الواسعة. ونوجه النداء اليوم إلى المسؤولين في الدولة اللبنانية، في البرلمان والحكومة والوزارات والإدارات العامة والقضاء، ليبادروا إلى إنهاض شعبنا اللبناني من معاناته: الفقر والبطالة وقلة فرص العمل والتجويع وضآلة المعيشة، وعبء التعليم والاستشفاء والسكن، وثقل الحرمان والظلم وانتهاك الحقوق، واستبداد النافذين، وفرض الخوات. هل يجب أن يستمر الشعب اللبناني، بكل فئاته، في حالات تظاهر واعتصام وإضراب ليسمع المسؤولين صوت معاناته؟ ولا من سميع ومجيب! لا يستطيع المسؤولون السياسيون القيام بأية مبادرة ما لم يتجردوا من مصالحهم ويتحرروا من مكاسبهم، التي تأتي على حساب الخير العام ومال خزينة الدولة. هذا هو مكمن فشل البرلمان والحكومة من إقرار قانون عادل وشامل وميثاقي للانتخابات، وإصدار الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب المرتبطتين بالإصلاح الإداري وإعادة مال الدولة إلى الخزينة من براثن الفساد والمفسدين والتهريب والهدر العشوائي وفقا لمصالح ولمنافع النافذين".

وتابع: "الرجال الأربعة يقدمون لنا أمثولة في الإيمان ومثالا. إيمانهم علامة ثقة بالمسيح وبقدرته، لا يخامرها أي شك؛ وعلامة رجاء أكيد لا يتزعزع؛ وعلامة حب كبير بلغ إلى التضحية بسطح البيت الذي يمكن إصلاحه، فهو في خدمة الإنسان، لا الإنسان في خدمته. إنه إيمان يدل على قيمة الإنسان وحياته وحقه بالصحة الكاملة. وهذه أمثولة لعالم اليوم حيث يستباح القتل والإعتداء على حياة الإنسان وجسده وكرامته وحقوقه.

فعل إيمانهم هو بالحقيقة صلاة صامتة، لا كلام فيها، بل ناطقة ومعبرة بالأعمال. إنها صلاة تشفع من دون كلمات. هذه الصلاة هي من صميم حياة الكنيسة والجماعة المؤمنة. الله يريدنا أن نصلي بعضنا من أجل بعض".

أضاف: "هؤلاء الرجال الأربعة هم صورة الكنيسةالتي تصلي وتتشفع، حاملة أبناءها وبناتها والعالم كله بصلاتها. هذا ما تفعله الجماعة المؤمنة الملتئمة للصلاة في الكنيسة أو في البيت أو في أي مكان آخر. هذا ما تفعله الأخويات والمنظمات الرسولية في صلواتها الجماعية الأسبوعية وتلك الافرادية. هذه هي غاية صلوات الساعات التي يتلوها الكهنة والرهبان والراهبات صباحا وظهرا ومساء.
لكن ذروة صلاة الكنيسة هي الليتورجيا الإلهية، ليتورجيا القداس الإلهي، وفيها ذبيحة المسيح المحاطة والمكللة بالصلوات والتضرعات والتذكارات. من هذه الليتورجيا الإلهية تتفرع سائر الصلوات والإحتفالات الليتورجية الأسرارية وغير الأسرارية".

وختم الراعي: "إن أمنا وسيدتنا مريم العذراء، أم الكلمة، هي المثال الأكمل في سماع كلام الله والعمل بموجبه. لقد سمعت الكلمة من فم من هو الكلمة الذي صار فيها بشرا متجسدًا من الروح القدس. وقبلتها بالطاعة لتصميم الله الخلاصي. وعندما سمعتها من جبرائيل الملاك في البشارة، قالت "نعم" بطاعة الإيمان، وظلت وفية لكلمتها وطاعتها حتى الوقوف تحت أقدام الصليب، وابنها معلق عليه، من دون أن تشك، ولو للحظة، بأن كلام الله سيتم في أوانه. تمامًا كما امتدحتها إليصابات: "طوبى لتلك التي آمنت أن ما قيل لها من قبل الرب سيتم" (لو1: 45).
في عيد بشارتها، تدعونا أمنا السماوية بمثلها للصمود بوجه الصعوبات والمحن، أية كانت، متكلين على الكلمة الإلهية من فم المسيح الرب: "سيكون لكم في العالم ضيق. لكن، ثقوا، تقووا، أنا غلبت العالم" (يو16: 33).

بهذه الثقة نرفع صلاتنا إلى أمنا وسيدتنا مريم العذراء، مع أخوياتنا:
"أيتها البتول مريم، يا من قبلت بشارة الملاك وحملت المخلص الفادي، رافقي الأخويات في لبنان بمسيرة الحج نحو ابنك يسوع.
أنت يا من عطرت المسكونة برائحة المسيح الطيبة، إجعلي منا نفحة المسيح في هذا العالم، فنمجد الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

وكان المرشد العام لرابطة الأخويات الأب إدمون رزق المريمي، قد القى كلمة في بداية القداس، قال فيها: "يطيب لي يا صاحب الغبطة والنيافة ان تجتمع أخوياتنا من كل لبنان من شماله حتى جنوبه، من بقاعه وجبله وعاصمته حول غبطتكم اليوم، للمشاركة بالذبيحة الالهية في عيدها السنوي وبمناسبة عيد البشارة والذكرى السنويةالسادسة لتوليكم السدة البطريركية.

فكما كنا، سوف نكون دوما، أبناء الكنيسة المشرقية أمناء لدعوتنا، شهودا لإيماننا، مطيعين لرؤسائنا الروحيين، مصلين، معلنين الحق، خميرة في المجتمع، ملح الارض ونور العالم، لنعيش شعارنا لهذه السنة "سلام عائلاتنا فرح حب وشهادة".

كما أردتم يا صاحب الغبطة ان نحتفل معكم اليوم بعيدنا السنوي، فحضوركم لنا عيد وعنصره وارتقاء ومصدر اعتزاز وفخر لكل فارس وطلائعي وشاب، وابن أخوية، فمن نعم السماء علينا ان يكون رأس الكنيسة والأب الروحي حاضر وقريب منا.

فدعمكم المتواصل لنا يحثنا على العمل الدؤوب لنكون نفحة المسيح الطيبة في مجتمعنا واليد اليمنى لكهنتنا، والمحرك والدعم في رعايانا. فمعكم يا صاحب الغبطة نشعر ان الكنيسة حاضرة في قلب رابطةالأخويات، داعمة ومشجعة وموجهة. فجميعنا اليوم نرفع الصلاة بشفاعة أم الأخويات مريم العذراء سيدة البشارة، لترافق مسيرتكم وتبارك عائلة الأخويات في لبنان لتبقى مصدر فخر واعتزاز لكنيستنا". 

ثم ألقى رئيس الأخويات في لبنان المحامي جوزف عازار كلمة بالمناسبة، فقال: "نعم تحتفل أخوياتنا اليوم بعيدها وهو عيد الأعياد، عيد البشارة، فلولا البشارة وحلول المسيح في أحشاء مريم شفيعة أخوياتنا ما كانت بقية الأعياد. فمعك يا مريم عرفنا الرب، لأن الملاك جبرائيل بشرك فقال الرب معك، أي يسوع معك، فأصبح من خلالك معنا جميعا، فلولاك يا مريم لم يأت المخلص، فبخلاصك عرفنا الخلاص وانها دعوة لنا جميعا، وبالأخص أبناء الأخويات لنكون جسر عبور لأخوتنا البشر، الذين لم يعرفوا الخلاص بعد، فينبغي علينا أن نقول دائما، نعم لك يا رب، فليكن لنا بحسب قولك، على اعتبار أن الرب وضع لكل واحد منا مشروع طريق، علينا سلوكه بفرح وحب وسلام".

أضاف "عيد البشارة هو عيد التجسد، عيد الحقيقة، لقد أصبح الله انسانا لكي يصبح الانسان الها، وهو عيد لقاء الله مع الانسان، فعلنا نعرف قيمة أنفسنا، فنحترم أجسادنا ونحترم الانسان، الذي فينا ونتصرف على اعتبار أننا مدعوون دائما، لنكون على صورة الله ومثاله وبهذا يعرف العالم أننا نحن ابناء الأخويات نعيش ونعمل بروح الانجيل متخذين أمنا مريم العذراء شفيعة لأخوياتنا، التي أعطتنا السلام والعائلة والنعمة، وشهدت من خلال أعمالها أنها والدة الاله".

وتابع "وها نحن اليوم، وكما فعلنا منذ 65 عاما، في هذا الصرح الروحي والوطني الكبير نلتقي تحت عباءة بكركي، لنقول لصاحب مجد لبنان أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي: أنتم قائدنا، وأنتم مرجعيتنا من إنطاكيا الى سائر هذا المشرق، نقول هذا بإسم جميع أخوياتنا البالغ عددهم ستون ألفا، من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب والبقاع وبيروت وبعلبك".

وختم "شكرا لكم يا صاحب الغبطة، شكرا على محبتكم لنا على حضوركم الدائم في وسطنا، شكرا لأنكم على رأس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، تقولون نعم لاحتياجاتنا ونعم لشبيبتنا والمسؤولين في جماعاتنا، وتشهدون من خلال أعمالكم أنكم فعلا البشارة الدائمة لنا، وأردنا اليوم في احتفالنا هذا ان تطلقوا لنا البشارة الالكترونية لأخوياتنا لتصل كلمة الله، عبر برنامج ال Application، الى كل المنضوين الى صفوفنا على كامل الأراضي اللبنانية فنطبق القول بالفعل: "اذهبوا في الأرض كلها واعلنوا البشارة الى الخلق أجمعين".  

  • شارك الخبر