hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

التأزم الأمني في مخيّم عين الحلوة... مكانك راوح!

الأحد ١٥ آذار ٢٠١٧ - 07:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مع كل هزَّة امنية يشهدها مخيم عين الحلوة، تتشعب التعقيدات وتتنوع التداخلات بين مختلف القوى والفصائل الفلسطينية، حت بات الجميع مقتنعا بأن التعامل مع اي اشكال امني يسجل في مخيم عين الحلوة، على انه اشكال فردي ومحدود، هو من باب التعامي عن الواقع الامني المأزوم الذي وصل الى عنق الزجاجة، في ظل غياب مبادرات تفضي الى الامساك بالوضع الامني والخروج من مستنقع حروب الزواريب والجماعات... على الرغم من سكان المخيم، هم وحدهم من يدفعون «فواتير» الاجندات المشبوهة التي تستهدف المخيم، كأكبر كتلة بشرية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وتتوقف اوساط فلسطينية متابعة شاركت في الاتصالات الاخيرة التي جرت على خط التوصل الى وقف للنار، جراء الاشتباك الذي حصل بين عناصر من حركة «فتح» ومجموعات اسلامية متطرفة تعرف باسم «جند الشام» الليلة ما قبل الماضية، عند تدهور الاوضاع الامنية في المخيم بصورة دراماتيكية، وكأن «عدة» الاشتباك كانت جاهزة لتحويل الشوارع في منطقة «حي الطوارىء» معقل «جند الشام» وحي الصفصاف احد معاقل حركة «فتح»، وكانت الحصيلة قتيلان واربعة جرحى، لافتة الى ان الحادث تعبير حقيقي عن المأزق الذي وصلت اليه قيادات القوى والفلسطينية على تنوع معتقداتها وانتماءاتها، سيما وان الحادث يأتي في ظل تحضيرات جارية لاطلاق خطة امنية من خلال تشكيل قوة مشتركة تتولى معالجة اي اشكال او حادث امني، ما يعني ان هناك من يسعى الى افشال اي مسعى للخروج من دائرة التفجير في المخيم، وان هناك جهات لا مصلحة لها بحالة امنية مستقرة، يزيح عن كاهل سكان المخيم الذين يتحملون العبء الاكبر من المعاناة التي يتكبدونها مع كل جولة من جولات التوتير الامني. وتشير الى ان «حرب القنابل» التي تدور ليلا، ما هي الا مؤشر على ان هناك استحالة، في ظل هذا المستوى من المعالجة الامنية التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية، لازالة المربعات الامنية التي تحولت الى حصون امنية للجماعات الاسلامية المتطرفة، ورفض هذه الجماعات ان تمتد اي خطة امنية فلسطينية الى هذه المربعات، وهو ما حصل حين تقرر اقامة نقطة مركزية للقوة الامنية الجديدة في منطقة على تماس مع حي الطوارىء، حيث تلقى قياديون من عصبة الانصار رسائل شديدة اللهجة من «امراء» الجماعات تنذر من يهمه الامر بعدم الاقتراب من منطقة نفوذها، او اقامة شبكة كاميرات مراقبة او مراكز عسكرية للقوة الامنية المنوي تشكليها، وبخاصة في منطقة حي الطوارىء، الامر الذي اربك الجهود الساعية لاطلاق خطة امنية واعاق تشكيل الاداة العسكرية لها جميع الفصائل، لتتولى حفظ الامن في احياء المخيم، على ان تعطى صلاحيات بملاحقة اي كان، ولاي جهة انتمى، في ظل شعور لدى الجماعات الاسلامية المتطرفة، بان خطرا ما قد «يهبّ» عليها من الخطة الامنية الجديدة فتعمل على افشالها، انسجاما مع شعورها بانها باتت مستهدفة اكثر من اي وقت مضى، لهذا نراها في حال استنفار دائم، وتضع شروطا على كل خطوة من شأنها ان تثبت الامن، حتى ولو كانت هذه الخطوة تحظى باجماع فلسطيني.

ولا تراهن الاوساط الفلسطينية على اي جديد في ماخص الجولات المكوكية التي يقوم بها عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزّام الاحمد المكلف من رئيس السلطة الفلسطينية متابعة الملف الفلسطيني في لبنان، على المسؤولين الرسميين في لبنان، والتي شملت مروحة جولته رئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، وهي جولة لم تهدأ منذ مغادرة عباس لبنان قبل اسبوعين، من دون ان تفضي الى خطوات ملموسة في ما يتعلق بالوضع في مخيم عين الحلوة، وتلفت الاوساط، الى ان الاحمد يأتي الى لبنان، وهو مثقل بملف الازمة المحتدمة بين حركة «فتح» وسلطتها في رام الله، وحركة «حماس» وحكومتها في قطاع غزة، وتعتبر ان «السلطتين» الفلسطينيتين في غزة، لهما «ملائكتهما» في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وبخاصة في مخيم عين الحلوة، وبالتالي، فان الصراع «الفتحاوي ـ الحمساوي» في الداخل، من شأنه ان ينعكس احتداما في مخيمات لبنان التي تتوفر بها البيئة الصالحة لنقل الصراع الدائر اليها، لكن حركة «حماس» اليوم، ليست في موقع المشتبك مع حركة «فتح»، بل الجماعات الاسلامية المتطرفة.
لم يعطِ الاحمد المسؤولين اللبنانيين اي تصور حقيقي يُخرج المخيم من حال التفجيرات الامنية، سوى الحديث عن جهود تُبذل لإعادة تفعيل القوة الامنية الفلسطينية المشتركة وتشكيلها داخل عين الحلوة، وقطع الطريق على كل محاولات غرباء وامتدادات إقليمية ودولية لإستخدام المخيم الفسلطيني لضرب الإستقرار في لبنان، لقد خاضت القيادات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، تلفت الاوساط، تجربة القوة الامنية المشتركة التي شُكلت من مجموع الفصائل الفلسطينية ووسط اجماع عام حول رفع الغطاء عن اي مخل بالامن، وهي تجربة فشلت بالكامل، على الاقل خلال تجربة مستمرة منذ عامين، وما يُعقِّد الامور، ان لا امكانية لصياغة خطة امنية تفي بالوظيفة والمهمة، بمعزل عن معالجة وجود الجماعات الارهابية وكسر المربعات الامنية القائمة داخل احياء المخيم، فيما يبقى الخوف... من ان يكون المخيم، على موعد مع جولة جديدة وشيكة... من جولات الحروب المشبوهة؟.

(محمود زيات- الديار)

  • شارك الخبر