hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - منال ايوب

حتّى الطّبيعة لم تسلم من أياديهم!

الأحد ١٥ آذار ٢٠١٧ - 07:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

حتى الطّبيعة لم تسلم من قرارات الدّولة الفتّاكة التّي تنال منّا ومنها، وتقضي على أرواحنا وأنفاسنا، حتّى لا نتمكّن من التّنفس بخير وسلامة.
بعد القرار الذّي أصدرته بلديّة بيروت ببناء مستشفى ميدانيّ في حرش بيروت، تحرّك المجتمع المدنيّ ليحسّ الجمعيّات البيئيّة ويضغط عليها للعمل على إيقاف هذا العمل الإجرامي الذّي يُضاف إلى لائحة الفظائع السّياسيّة اللّبنانيّة. حصل بعدها «البوز»...
حتّى أنفاس المواطن باتت مقيّدة، حتّى ما تمنحه لنا الطّبيعة بات محاصر أيضاً، يا لوقاحتهم حتّى ينهبوا الدّواء الذّي تقدّمه لنا الطّبيعة من هواء عليل ونسيم شافٍ، من صحّة نفسيّة وجسديّة وفكريّة.
صادروا ممتلكاتك يا إله السّماوات، قيّدوها، وحوّلوها ملكاً لهم، ولو تمكّنوا لأزاحوا عنا أشعّة الشّمس، ولحبسوا مياه الأمطار في بحيرات ليستغلّونها ويبعوننا إيّاها. لو تمكّنوا لفرضوا الضّرائب علينا، على الهواء الذّي نتنشقّه وهو الشيء الوحيد الذّي لم «يُسَعَّر» حتى الآن.
هل ستصبح بيروت العاصمة من دون حرش؟ هل سيتمكّن المواطن من الإستجمام والتّرفيه في العلب الإسمنتيّة؟
بعد طلب وزير الصّحة من المحافظ وقف الأعمال، النتيجة لا تزال مجهولة، مثل كلّ الأمور الأخرى العالقة. بعد كلّ حراك، وقف المباشرة بالعمل... ومتى غضّ المواطن والمجتمع المدنيّ نظره عن القضيّة، الدّولة أيضاً ستغضّ النّظر حتى لا ترى إلاّ ناطحات السّحاب تزدحم فيما بينها وتدهس الأشجار القليلة في أرض الإسمنت.

ما نريد قوله:
اعملوا على تحسين مستشفيات العاصمة لتصبح كاملة ومكتملة من كل النّواحي، قبل البدء بمشاريع إنشاء مراكز طبّية أخرى...
اسحبوا النّفايات من الشّوارع في المدينة وضواحيها، قبل صرف الأموال لتهديم حياة الأمل والراحة الموجودة في بقعة الخضار هذه...
أرونا ولو لمرّة واحدة أنّ هدفكم بنّاء، وأنشئوا المشاريع في المكان المناسب وفي الوقت المناسب...
بناء المستشفى في حرش بيروت، يعني أنّها لن تتوقّف عن العمل، لأنّ المواطن لن يتنشّق إلا السّموم المتصاعدة من نفايات المدينة في حال تنفيذ القرار...
وإذا قرّرتم فعلاً بناء المستشفى، تعاملوا مع المتخصّصين الكبار في علم النّفس من مختلف الدّول، ليعالجوا مشاكلكم النّفسيّة، وليعملوا على إعادة تأهيلكم... وليُسمّى المستشفى «مركز طبّي للعلاج النّفسي لحكّام الدّولة».
«قرّفتونا» كلمة وحيدة أحبّ دائماً أن أُنهي بها كتاباتي عندما تكونوا موضوع الكلام!


 

  • شارك الخبر