hit counter script

أخبار محليّة

النائب فضل الله من عين إبل: لبنان هو بلد اللقاء والحوار والتعايش

السبت ١٥ آذار ٢٠١٧ - 17:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور حسن فضل الله أن "المقاومة استطاعت مع تضحيات جيشنا الوطني، أن توفر مظلة الحماية للبنان، من خلال دفاعها هنا وهناك، ونحن في لبنان رغم كل ما فيه من مشاكل وأزمات وصراعات واختلاف على قانون الانتخاب وسلسلة الرتب والرواتب والموازنة، يبقى البلد الوحيد الآمن والمستقر نسبيا في محيطه على المستوى الأمني، لأننا منعنا سقوط سوريا والمناطق الحدودية في يد التكفيريين، ولا سيما أن الجميع يتذكر ما حل بالقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وفي بعض مناطق بعلبك الهرمل، لأن هذا التكفير يستهدف كل هذا الوجود في لبنان، الذي حميناه من الخطر العسكري، وحمته أجهزتنا الأمنية الرسمية، وبخاصة الجيش اللبناني من الخطر الأمني من خلال تفكيك شبكات الإرهاب التكفيري، التي تريد أن تستهدف هذا النموذج الذي اسمه لبنان".

كلام النائب فضل الله جاء خلال الاحتفال الذي أقامه شباب بلدة عين إبل الجنوبية وجمعية "أبناء عين إبل الخيرية الاجتماعية"، بمناسبة عيد بشارة السيدة العذراء مريم، في قاعة دير مار يوسف لراهبات القلبين الأقدسين في بلدة عين إبل، في حضور المطران شكر الله نبيل الحاج ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رئيسة مؤسسات الإمام الصدر رباب الصدر، وعدد من الفاعليات والشخصيات الأهالي.

وأكد فضل الله أنه "لولا تدخل حزب الله في سوريا، من القصير إلى معلولا إلى حلب، وتقديمه خيرة شبابه شهداء، لما بقي لنا اليوم لبنان موحدا في جغرافيته، ولا دولة فيها مؤسسات، والدليل على ذلك هو ما حل بالمنطقة، نتيجة هذا الإرهاب التكفيري الذي لم يبق في الدول التي حل فيها حجرا على حجر".

وقال: "سنظل نبذل التضحيات في سبيل أن يبقى لنا هذا الوطن، ونحن في المقاومة نريد أن يبقى لبنان على هذه الصورة التي نجتمع فيها اليوم، ألا وهي لبنان بلد الحوار والتلاقي والعيش والمحبة والقيم المشتركة، والبلد المحمي والمحصن في مواجهة عدو إسرائيلي أو في مواجهة عدو تكفيري".

أضاف "إن العدو التكفيري جاء بعد سنوات وسنوات من أجل استهداف هذه المنطقة بمسلميها ومسيحييها، والجميع يتذكر ما حل بكنائس الموصل ومعلولا وغيرها، وبالتالي عندما ذهب حزب الله إلى سوريا ليقاتل هؤلاء التكفيريين، إنما ذهب ليدافع عن لبنان ليبقى لنا بلدا موحدا يستند إلى تعايش مسلميه ومسيحييه، ولو سقطت سوريا بيد التكفيريين لسقط لبنان، ولكنا نبحث عن المسيحيين وأغلب المسلمين في مخيمات للاجئين أو تائهين في البحار أو في مقابر جماعية، كما يكتشف اليوم في الموصل وبعض المناطق السورية".

وتابع "إن عدونا الإسرائيلي أراد أن يهدم وطننا النموذجي من خلال حروبه واحتلاله وما بثه من انقسامات وفتن، من أجل أن لا يكون في منطقتنا بلد تتعايش فيه الأديان والمذاهب، وعليه جاءت المقاومة لتقاتل هذا العدو، ليبقى لنا لبنان نموذجا للتعايش والسلم الأهلي والتلاقي والحوار، فتحرر هذا الوطن في عام 2000 بعد هزيمة هذا العدو، وقدمت المقاومة صورة إسلامها على حقيقته، الذي يحمي الناس ويحصن هذه البيئة بتنوعها، واليوم فإن هذه المنطقة هي نموذجية على مستوى الهدوء والأمن والاستقرار والتعايش".

واعتبر أن "هذا اللقاء هو في الحقيقة رسالة من عين إبل للبنان فقط، بل إلى كل العالم، بخاصة إلى محيطنا الملتهب في هذه الأيام، لسبب نفي وتكفير وقتل الآخر بدعوى الانتماء الديني والمذهبي وما شابه، فهذه رسالة وطنية لبنانية بأن لبنان هو بلد اللقاء والحوار والتعايش، وهو النموذج الذي نريد أن نعممه على كل محيطنا، بل على كل العالم".

وختم "نحن معشر المسلمين نفهم السيدة مريم ونبينا عيسى، من خلال الآيات الكريمة التي ذكرها القرآن الكريم، وهذا جزء من عقيدتنا وثقافتنا وإيماننا، ولا يشذ عن ذلك أحد، أما أولئك الذين أرادوا أن يغيروا هذه المفاهيم، من خلال ما نشهده في عالمنا وزماننا المعاصر من رفض وتكفير وقتل للآخر، فإنهم يستهدفون هذا القرآن والمفاهيم، وهم أبعد الناس عن الإسلام والمسلمين، وهم أكثر من أساء إلى ديننا وقدمه على غير صورته الحقيقية، فديننا الذي جاء به نبينا محمد خاتم الرسل، هو دين الرحمة، وهذه هي المفاهيم الإسلامية الحقيقية".

بدوره، ألقى المطران الحاج كلمة قال فيها: "إن البتول مريم هي من أعظم رموز المشترك الروحي بين اللبنانيين على اختلاف معتقداتهم الدينية، لا بل هي مساحة روحية جامعة، تشدنا إلى الأعلى، أي إلى السماء، كما إلى إعلاء شأن السماء في حياتنا اليومية، إذ تجعل هذه الحياة مطعمة دوما بملح السماء، وبالقيم الروحية، التي يجب أن نتحلى بها ونعيشها في تعاملنا مع بعضنا بعضا، ألا وهي قيم الرأفة والتسامح، والوداع والصبر، والطهارة والشفافية، ونظافة اللسان والكف، واحترام الآخر المختلف وقبوله، وفوق كل هذه المحبة التي تستر جنبا من الخطايا".

من ناحيتها، استهلت الصدر كلمتها بالحديث عن المناسبة "التي تجمع المسيحيين والمسلمين"، فذكرت "العديد من الآيات والسور القرآنية والإنجيلية"، وتحدثت عن "تضحية مريم، التي حملت البشرى وكانت أنشودة الحياة في بناء الانسان والأوطان".

كما تخلل الاحتفال كلمات لكل من رئيس بلدية عين إبل واللجنة المنظمة ورئيسة الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا، قبل أن تقدم فرقة إنشاد مؤسسات الإمام الصدر وصلة فنية بالمناسبة. 

  • شارك الخبر