hit counter script

أخبار محليّة

إشتباكات تُسابق ولادة القوة المشتركة

السبت ١٥ آذار ٢٠١٧ - 06:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ثمّة من يزرع الأفخاخ ويضع العقبات أمام انطلاقة القوة المشتركة لمخيم عين الحلوة التي تواجه ولادة عسيرة نتيجة عوائق تحاول الجماعات الاسلامية المتشدّدة وضعها أمامها. فهذه القوة، وإن أعلنت هيكليتها وعديدها ومراكزها، لكنها لم تخرج الى النور بعد، تزامناً مع توتر أمني جديد أوقَع قتيلين وجرحى وسط مخاوف من عدم القدرة على ضبط الأوضاع.يشهد مخيّما «عين الحلوة» و«المية ومية» منذ أسبوع خلط أوراق وتجاذبات وصراعاً على النفوذ والسيطرة، فبعد فَرط عقد القوة الأمنية في «المية ومية» تمكّنت حركة «أنصار الله» من السيطرة على المخيم واستأثرت بالنفوذ الأمني، أمّا «عين الحلوة» فهو يعيش في عين العاصفة الأمنية.

إذ وفيما تسعى القوى الفلسطينية الفاعلة لتجهيز القوة المشتركة وعديدها 100 عنصر وضابط، ظهَرت عقبات جديدة تمثّلت في عدم رِضا «جند الشام» بإمرة الارهابي هيثم الشعبي على أن تدشّم القوة المشتركة مقرّها في مدرسة الكفاح، وأن توضع كاميرات فيها حتى لا تنكشف جماعته أمنياً ما يُهدّد مصيره ومصير جماعته باعتقالهم وتسليمهم الى الدولة اللبنانية.

هدوء حذر

وأمس ساد هدوء حذر مخيم عين الحلوة بعد إشكال فردي في حيّ الطوارئ تطورَ الى اشتباك محدود حتى ساعات الفجر في الشارع الفوقاني بين حيّي الطوارئ والبركسات. وعلمت «الجمهورية» أنّ الإشكال وقع بين «ابو جندل»، وهو أحد عناصر «جند الشام»، وبين محمود وأياد سلوم، تطوّر الى إطلاق نار من مسدسات حربية، ما أدى الى مقتل محمود السيد الذي صودف مروره.

وعلى خلفية الاشكال، ألقيت قنبلة يدوية في الشارع الفوقاني قرب سنترال البراق أدّت الى اصابة امرأة، وأُتبعَت باغتيال أحد عناصر «فتح» ويدعى محمد الجنداوي. وسرعان ما تطوّرت هذه الأحداث الى اشتباك مسلّح بين حيّي الطوارئ والبركسات وصولاً الى سوق الخضار وحيّ صفوري الجميزه استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وقذائف الـ«ب 7».

وقد قطع أهل الجنداوي الشارع التحتاني احتجاجاً على مقتل ابنهم، واستمرّ سماع الرشقات النارية والقنص بين الحين والآخر، فيما فكّكت عبوة ناسفة عُثر عليها في حي سوق الخضار، وسط إقفال عام.

من جهته، ناشد أهالي المخيم المعنيين بوقف إطلاق النار، وسجّلت اتصالات على أعلى المستويات لمنع تفاقم الأوضاع نحو الأسوأ، شارك فيها عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الاحمد الموجود في لبنان مع مسؤولين أمنيّين وسياسيّين، وقد سّلمت «فتح» محمود سلوم الى مخابرات الجيش اللبناني لمشاركته في الأحداث التي جرت، فيما فرّ اياد سلوم الى جهة مجهولة.

وفيما تغيب اللقاءات، أكّدت مصادر فلسطينية لـ«الجمهورية» أنّ اتصالات تجري لتطويق ذيول الحادثين الأمنيّين، خصوصاً أنه لم يتم إعلان موعد لدفن الضحيّتين، في مؤشر لا يدلّ على التهدئة. فيما أعلن الشعبي حال الاستنفار في حيّ الطوارئ، وعزَّز الجيش من تدابيره على مداخل المخيم تحسّباً لأيّ تطورات أمنية.

وأكد عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية اللواء الركن صلاح اليوسف لـ«الجمهورية» أنّ «طابوراً لا يريد للقوة الأمنية أن تنطلق لحفظ الاستقرار في المخيم، والتي أنجَزنا كل متطلباتها، لكننا لن نسمح بإرسال رسائل إقليمية من المخيم، فهو ليس صندوقة بريد إنما هو عنوان لحق العودة».

وطالب بإجماع فلسطيني «لإدانة ما يجري ورفع الغطاء عن كل مُخلّ بالأمن وكلّ من يعبث باستقرار أهلنا»، منوّهاً بموقف «فتح» والامن الوطني الفلسطيني بتسليم أحد المشاركين في الاشكال الى مخابرات الجيش «لأنّ المخيم ليس بقعة معزولة عن الجوار اللبناني، فأمن عين الحلوة من أمن الجوار والعكس صحيح».

من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني اللواء غسان أيوب لـ«الجمهورية»، إنّ ما حدث «لا يخدم القضية الفلسطينية»، داعياً إلى «محاسبة جميع العابثين بأمن المخيم».

وأكّد أنّ «تشكيل القوة المشتركة يحتاج لبضعة أيام تقتضيها إجراءات لوجستية، ونحن نعدّها وفق المخطط وعلى نار هادئة، ولا شيء يُعرقل عملها»، لافتاً إلى أنّه تم تجهيز موقعها الرئيس وهو يحتاج لإصلاح، وعناصر القوة تمركزت فيه. كما يتمّ تجهيز المركزين الاخيرين لوجستياً وصيانتهما، والأطر الفلسطينية الأربعة فرَزت عناصرها واسماءهم الى القوة».

ونفى أيوب «أن يكون تنظيم «جند الشام» أو هيثم الشعبي يمنعان تَموضع القوة المشتركة في عين الحلوة أو تحديداً في مراكز الاتحادات»، لكنه كشف «أنّ الشعبي أبدى تخوّفه من وجود تدشيم للقوة المشتركة في تلك المنطقة».

وأبلغت مصادر في المخيم «الجمهورية» أنّ مخابرات الجيش تسلّمت الاسماء المفرزة الى القوة المشتركة للتدقيق فيها وغربلتها حتى لا تتضمّن أيّاً من المطلوبين للدولة اللبنانية، مشيرة الى انّ «جماعة الشعبي هي التي تعرقل تشكيل تلك القوة، وأنّ عزام الاحمد الموجود في لبنان يتابع مع المسؤولين الفلسطينيين والأمنيين اللبنانيين الاشتباكات وتذليل العقبات امام القوة المشتركة على رغم انّ زيارته كانت مقررة للبنان قبل الاشتباكات».

وفي السياق، عقدت القوى السياسية الفلسطينية اجتماعاً طارئاً في مقر «الجبهة الديموقراطية» للقيادة السياسية للقوى الوطنية والاسلامية، واتفق المجتمعون على «سحب جميع المسلحين، خصوصاً من منطقة السوق». وأشار اللقاء الى اجتماع عقد بين القيادة السياسية وابو العبد «اللينو» لمعالجة الوضع وتوحيد الجهود.

من جهة أخرى، توفّي الفلسطيني ابراهيم حسين متأثراً بجروح أصيب بها في إشكال فردي وقع في منطقة جبل الحليب مساء أمس، في عين الحلوة. وقد أوقفت حركة «فتح» الفلسطيني القاتل جهاد عبد المعطي، استعداداً لتسلميه لمخابرات الجيش.

علي داود - الجمهورية

  • شارك الخبر