hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

بو عاصي: لنُربِّ أطفالنا على الإنفتاح على الآخر بإنسانيته وثقافته وهويته

الخميس ١٥ آذار ٢٠١٧ - 11:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اكد وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي أن الأطفال هم مستقبل الإنسانيّة ومستقبل مجتمعنا ولبناننا، وكل أمالهم معلقة علينا، مشدداً على أن الطفل ليس بحاجة إلى شرعة أو شريعة بل الى قلب يُحب. ودعا الى تربية أطفالنا على الإنفتاح على الآخر بإنسانيته وثقافته وهويته.
كلام بو عاصي جاء خلال رعايته الحفل الذي نظمته وزارة الشؤون الإجتماعيّة لمناسبة اليوم العالمي للطفل بمشاركة مدرسة الحكمة في بيروت، في مسرح وحضره رئيس المدرسة الخوري جان-بول أبو غزاله وأركان الوزارة والمسؤولين الإداريين والآكاديميين في المدرسة، وأطفال من عدة مدارس ومؤسسات تعليميّة واجتماعيّة تُعنى بشؤون الطفل. وقد وزع الوزير بو عاصي خلال الحفل هدايا لأكثر من 500 طفل وطفلة.
وقال بو عاصي: "عندما أنظر إلى الأطفال والبراءة في عيونهم تلهمني وجوههم على ما يجب أن أقوله في هذا الإحتفال العابق بالفرح والبراءة، فأتوجّه إلى أطفال كلّهم حياة وأمل وحيويّة، وأهم من كلّ ذلك كلّهم ثقة بنا. من هنا علينا نحن كمسؤولين ألا نخذل ثقتهم بنا. نعم، الأطفال هم مستقبل الإنسانيّة والبشريّة، هم مستقبل مجتمعنا ولبناننا، وكل أمالهم معلقة علينا.. من ينظر إلى عيني الطفل، يعرف ماذا عليه أن يفعل له. أن يؤمن له سلامته، والأهم، علينا أن نؤمن له كرامته، ومع الأسف هناك من ينسى أن يؤمن للطفل كرامته".
وتابع بو عاصي: "الطفل هو صفحة بيضاء في الحياة، وكل ما يراه ويسمعه، يؤثّر به كلّ حياته. كرامة الطفل، هي من ركائزها وممنوع على أحد أن يتسبب بألم معنوي أو جسدي للطفل. غذاء الطفل وإيواؤه من المسلمات التي يجب أن نؤمنّها له، ولكن أهم من هذا كلّه هو بحاجة إلى الغذاء العاطفي والحبّ. لقد سرّني كثيرًا أن في مدرسة الحكمة التي نحبّ ونقدّر قسمًا خاصًا للتلامذة الذين يعانون من صعوبات تعلّميّة".
واضاف وزير الشؤون الاجتماعية: "في هذه القاعة التي نجتمع فيها، اليوم، في رحاب الحكمة نرى كل المكوّنات الطائفيّة للشعب اللبناني. انها صورة لبنان الحقيقيّة. نعم من المهم جدًا أن نربّي أطفالنا على الإنفتاح على الآخر. الآخر بأنسانيته وثقافته وهويته. والإنفتاح على الآخر يتطّلب ثقة كبيرة بالنفس، ليتقبّل ذاته ومن يتقبّل ذاته حتمًا فإنه سيتقبّل الآخر. في هذه القاعة هناك أطفال يعانون من صعوبات تعلّميّة، جسديًا أو ذهنيًا. انهم الحلقة الأضعف التي يجب أن نوليها اهتمامًا كبيرًا من المربّي أو من رفاقهم التلامذة الذي عليهم أن يحبّوا رفاقهم ذوي الإحتياجات الخاصة ويحترمونهم".
وتوجّه بو عاصي الى الاطفال الحاضرين بالقول: "هناك أطفال معكم في الصف، يختلفون عنكم، ولكنهّم بحاجة إلى عاطفتكم ومحبتّكم واهتمامكم والتواصل معهم، وستكتشفون فيهم غنى بشريًا وإنسانيًا كبيرًا. وانتهز هذه المناسبة لأتوجه بالتهنئة إلى كل الأمهات خصوصًا الحاضرين معنا في هذا الإحتفال، وللأطفال أقول إذهبوا إلى أمهاتكم اليوم وعبّروا لهن عن محبتكم لهنّ، فهذا الأهم بالنسبة لهنّ ولا تنسوا أجدادكم وجدّاتكم الذين بحاجة إلى عاطفتكم واهتمامكم ومحبتّكم، كذلك أطلب منكم الإهتمام بكل مسنّ تلتقون به في الأحياء التي تسكنون فيها. كونوا إيجابيين ومنفتحين وافرحوا في هذه الحياة".

وكان الاحتفال بدأ بالنشيد الوطني وبنشيد الحكمة وبوثائقي عن الطفل وبكلمة ترحيب وتعريف للمساعدة الإجتماعيّة في المدرسة السيدة نادين أبي راشد إسبر، تحدّثت فيها عن الطفل وأهمية الإعتناء والإهتمام به، وقالت: "نجتمعُ اليومَ في هذا الجوِّ المفعمِ بالبراءةِ والمحبةِ غير المشروطة، فالحديثُ عن موضوعِ الطفولةِ في كلِّ مفاهيمِها متوازٍ مع الحديثِ عنِ الشأنِ العامِ والتَّنميةِ وتحديثِ المجتمع. فالتَّطلعُ الى التنميةِ لا يستقيمُ، الاّ في تأكيدِ الحقِّ في التَّعلُّمِ، والديموقراطيةِ وحريةِ الرأي، وعلى الاختلافِ والمساواةِ، وعلى الكرامةِ والتسامحِ، وعلى احترامِ القانونِ واحترام الإنسان. إنَّ موضوعَ الطفولةِ يطرحُ الموضوعَ الانسانيَّ الكبيرَ ألا وهو موضوع حقوقِ الطفلِ وهي حقوقٌ متأصلةٌ في طبيعتِنا، ومن دونها لا يمكننا العيش كبشرٍ ننتسبُ الى أرضٍ وشعبٍ ودولةٍ لها دستورها وقوانينها وأنظمتها (...).

وبعد لوحة فنيّة غنائيّة، ألقى الخوري جان- بول أبو غزاله كلمة حيّا فيها بادرة الوزير، الذي يجب أن يطلق عليه وعلى كل وزير للشؤون الإجتماعيّة وزير الإنسانيّة، وقال: "منذ ثمانٍ وعشرين سنة أقرّ رؤساء الدول والحكومات بحاجة الأطفال في العالم إلى اتفاقية خاصة بهم، ترعى حقوقهم وتحميهم من أي ضرر. وهذه الاتفاقية تشمل جميع الأطفال في أي مكان ودون أي تمييز، كحق الطفل في البقاء أي الحق في الحياة، وحقّه في النماء أي التطور والنمو إلى أقصى حدّ، والحماية من التأثيرات المضرّة، وسوء المعاملة والاستغلال، والمشاركة الكاملة في الأسرة، وفي الحياة الثقافية والاجتماعية".
وتابع أبو غزاله: "قبل أن نعيّد عيد الطفل، نسأل عن هذه الاتفاقية أين تُطبّق اليوم بموادها 54، كما نسأل عن كرامة الطفل الانسانية المنتهكة، في بلد صارت فيه حقوق الانسان بشكل عام يُسأل عنها، وأحيانأً صارت طي النسيان.
وكيف نعيّد عيد الطفل وهناك المئات لا بل الآلاف مَن أطفالنا اليوم الذين يفتقدون الى مَن يحميهم أو يقدّم لهم أبسط أنواع الرعاية أياً كانت، صحية أو تعليمية أو خدمات اجتماعية أو مدنية أو قانونية ؟
وأين حكوماتنا الوطنية المتتالية التي بموافقتها على الالتزام بهذه الشرعة، تكون قد ألزمت نفسها بحماية وضمان حقوق أطفال بلادنا، ووافقت على تحمّل مسؤولية هذا الالتزام أمام المجتمع الدولي. فأين هي من المصالح الفضلى لهذا الطفل؟".
وتوجه رئيس مدرسة الحكمة الى وزير الشؤون الاجتماعية بالقول: "مَن لنا سواكم يا وزير الانسان المتحسّس وجع أطفالنا وألم فقرائنا، كي نوصل اليه هذه الصرخة من حناجر الأطفال البريئة، ومعاليكم آتٍ إلى العمل الحكومي بعد مسيرة نضال طويلة في لبنان وأوروبا من أجل لبنان الحاضن لأبنائه وأطفاله. وأنتم عانيتم كما عانى الكثير من اللبنانيين من تلك الهجرة القسريّة عن ربوع الوطن" .
نلتقي معكم في رحاب مدرسة نشأت منذ 142 سنة حاملة همّ الطفل والطفولة، وفيها ترعرع الأطفال وكبروا، ومنها انطلقوا إلى رحاب الحياة الواسعة، رؤساء وقادة ومسؤولين مزودين بالعلم والمعرفة وحبّ الله والوطن.
الطفل في يومه العالمي، له منّا كل محبّة وتحيّة، اليوم وفي كل يوم، لأننا نرى فيه الأمل والسعادة والمستقبل... وهو يجب أن يكون من أولى إهتماماتنا لبناء مجتمع صالح يستطيع أن يقود الوطن إلى السلام.
الإهتمام بالطفل والعناية به، ثابتتان علينا التمسك بهما نحن المسؤولين اليوم كل من موقعه، إذا أردنا العمل لغد مشرق ومستقبل زاهر، في عالم مليء بالتحديات التي إذا لم نعرف مواجهتها والتعامل معها، قضت على أحلامنا وتطلعاتنا من أجل عالم يعيش بسلام ومحبة وطمأنينة ولا مكان فيه للحروب والتقاتل والبغض والكراهيّة.
الطفل اليوم، الذي نعتني به هو رجل المستقبل وسيدة المستقبل، وعليه نعوّل ليكون قادة بلادنا فيما بعد متسلحين بالإيمان والعلم والثقافة والمعرفة.
بارك الله جهودكم معالي الوزير من أجل خير مجتمعنا وخير عائلاتنا وأطفالنا الذين نعيّد معهم اليوم عيد أمهاتهم، الأم التي تحمل وتحتضن وتربي وتسهر على راحة أطفالها، أمل المستقبل. حمى الله أطفالنا ليكبروا بالنعمة والحكمة والقامة".
 

  • شارك الخبر