hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - سعد حسامي

ايران تعيد فتح جبهة الجولان... وجسٌّ لنبض دمشق

الخميس ١٥ آذار ٢٠١٧ - 06:19

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

برز تطوران ميدانيان لافتان هذا الأسبوع في سوريا:

أولاً، أطلقت المضادات الأرضية السورية الصواريخ نحو طائرات إسرائيلية أغارت فجر الجمعة 17 آذار على مواقع داخل الأراضي السورية، وفق ما أفاد الجيش الإسرائيلي موضحاً أنّ "للمرّة الأولى منذ 6 سنوات، تطلق المضادات الأرضية السورية صواريخ باتجاه مقاتلات سلاح الجو التي اعترضت أحدها، وهو ما شكل خطراً".

وأشار الجيش الى أنّ "الطائرات الإسرائيلية قصفت قافلة سلاح استراتيجي شمال سوريا يزعم أنّها كانت متجهة إلى حزب الله".
ولفتت مصادر قريبة من الحادثة إلى أنّ "روسيا على علم بنية ايران الامساك بالساحة الجنوبية السورية، في مقابل ترك بقية الساحة لموسكو، وذلك لتشكيل مجموعات هناك لمقاومة "إسرائيل"، مثل "حركة النجباء". وأردفت أنّ "موسكو نسّقت مع الاسرائيليين خلال زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي الاخيرة الى موسكو، الجهودٓ في سوريا، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبنيامين نتناهو ان لا علاقة للروس بما تفعله ايران هناك".

والدليل على هذه المقاربة هو ما كشفته مصادر اعلامية عن أنّ "الإيرانيين غيروا في الفترة الأخيرة شيفرات أنظمة الدفاع الجوي السورية، ما أدى إلى تفعيلها وانطلاق صواريخها نحو الطائرات الإسرائيلية". وأضافت أنّ "مهندسين عسكريين إيرانيين اُرسِلوا إلى سوريا لتغيير شيفرات منظومات الدفاع الجوي الصاروخية لتفعيلها، وقد نجحوا الشهر الماضي في تغيير بعضها، فتمكنت المنظومة المعدّلة في رصد الطائرات الإسرائيلية المغيرة وانطلاق الصواريخ باتجاهها".

ولفتت المصادر الاعلامية إلى أنّ "حزب الله اطلق صاروخاً نحو القاعدة التي انطلقت منها الطائرات الاسرائيلية"، مؤكدةً أنّ "كلفة تصنيع الصاروخ الذي أطلقه الحزب تبلغ نحو ألفي دولار، في حين أن الصواريخ التي استعملتها إسرائيل لاعتراضه وتدميره تبلغ تكلفتها نحو 3 ملايين دولار".

إلى جانب ذلك، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن الجيش الإسرائيلي تأكيده سقوط طائرة بلا طيار تابعة له في سوريا مطلع الأسبوع الماضي في ظروف غامضة".

وكانت القيادة العامة للجيش السوري أعلنت إسقاط طائرة إسرائيلية وإصابة أخرى خلال غارات، فيما نفى بيان عن الجيش الإسرائيلي تضرر أي طائرة .

هذه التطورات تؤكد ان ايران جدية في سعيها لاعادة فتح جبهة الجولان عبر تغيير موازين القوى، فضلاً عن تغيير قواعد الاشتباك التي ظلت نفسها آخر 40 سنة.

يمكن قول ان إجراء الجيش الإسرائيلي الأحد 19 آذار تدريباً مفاجئاً على مستوى الأركان العامة لقوات الاحتياط في المنطقة الجنوبية العسكرية، للتدرّب على سيناريوهات متنوعة بخصوص الجبهة الجنوبية، يؤكد ان الاسرائيليين يأخذون تهديد فتح حرب من هذه الجبهة بنحو جدي جدا، محاولين اخذ ضمانات من الروس بالسيطرة على ايران.

ثانياً، المعارك الطاحنة التي تدور شرق دمشق للمرة الاولى منذ بدء الحرب بعد هجومين متتالين للمعارضة على مواقع القوات الحكومية السورية، وذلك توازياً مع الاستعداد لجولة جديدة من المفاوضات في جنيف الخميس في رعاية الامم المتحدة توٓصّلاً الى حل للنزاع.
وشنت الفصائل مع "جبهة فتح الشام" هجومها انطلاقا من حيّ القابون شمال شرق دمشق حيث تدور المعارك على بعد نحو عشرة كيلومترات من وسط دمشق التي كانت بمنأى نسبياً عن ويلات الحرب.

وحصول المعارك في هذا التوقيت في العاصمة يشير الى ان هذا التطور هو لجسّ نبض الرئيس بشار الاسد، إذ إنّ من المفترض ان تغير هذه الاحداثُ المعادلةٓ لمصلحة المعارضة، فضلاً عن جس نبض الروس الذين يحمون الاسد.

الاحداث الميدانية تسبق السياسية منها، وهذا يدل على ان الحل السياسي لا يزال بعيد المدى على رغم التفاؤل بالدخول في مرحلة الحل.

  • شارك الخبر