تركزت مداخلات الجلسة السادسة من مؤتمر "الاعلام ناشر الحضارات وهمزة وصل للحوار" على موضوع "التعاون العابر للحدود بين وسائل الاعلام". أدارت الجلسة الاعلامية سنا نعمة وتحدث فيها كل من: رئيسة تحرير وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" خلود عطاري، مدير رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية علاء حيدر، رئيس تحرير وكالة تونس أفريقيا للأنباء جمال بن قيراط، ممثل المدير العام لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" Mingzhao Cai المدير العام للمكتب الاقليمي للشرق الأوسط في الوكالة السيد زينغ هو، مدير قسم التكنولوجيا لوكالة YONHP الكورية تاي سونغ يونغ.

وعرضت عطاري في مداخلتها لواقع الاعلام وتحدياته داخل الاراضي الفلسطينية عبر التاريخ، وقالت: "ان اذاعات الثورة الفلسطينية استخدمت الاذاعات التي كانت تبث من لبنان وعمان والقاهرة، وكانت تتضمن شيفرات للشباب المقاوم في الداخل ونقل رسائل تشجيع للاسرى داخل السجون".

وتحدثت عن "الصعوبات التي طاولت الوسائل الاعلامية من قصف على مبنى التلفزيون الفلسطيني واعتقال 26 صحافيا فلسطينيا وتحكم سلطات الاحتلال بترددات البث، لذلك تعتمد الاذاعات الفلسطينية البث على موجة ال "اف.ام"، مشيرة الى ان "سلطات الاحتلال تمنع الصحافيين من الانتقال من مدينة الى أخرى، ومن دخول القدس المحتلة واراضي عام 1948، معددة "الانتهاكات التي تستخدم ضد الصحافيين، فلغاية هذه السنة سجل 317 انتهاكا بين اصابة واعتقال واصابات بالغاز، وقد لجأ الفلسطينيون الى تغطية هذه الانتهاكات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك عمدت إحدى الوزيرات في حكومة العدو الى التواصل مع القيمين على ادارة "فيسبوك" فتم اغلاق اكثر من 70 بالمئة من الصفحات الشخصية المؤيدة للفلسطينيين، واعلن نتانياهو في مؤتمر صحافي أخيرا تشكيل طاقم كبير ممن يتحدثون العربية لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي ومراقبة الشباب الفلسطينييين ومعاقبتهم، ولاحق نشطاء واعتقل طفلة عمرها 15 عاما وتدعى لمى ابو لبن ولا تزال معتقلة حتى الان، وتم تغريم والدها بنحو 4 الاف دولار اميركي لانها كتبت على فيسبوك "سامحوني". وهذا يدل كما لو ان الاعلام الفلسطيني اوجع الاحتلال من خلال نقله الحقيقة".

اما حيدر فرأى في مداخلته أن "التعاون بين وسائل الاعلام ممكن أن يكون ايجابيا او سلبيا"، عارضا للتعاون الايجابي في مجال الحفاظ على البيئة، المطالبة بحقوق الانسان وحقوق المرأة، مستشهدا بالتجربة المصرية حيث تمكنت المرأة من ان تحجز لها مئة مقعد في البرلمان".

كما تناول "مشروع محور قناة السويس الذي تنشئه الدولة المصرية والتعاون مع وكالة الانباء شينخوا الصينية في تعريف الجمهور الصيني على أهميته"، معددا الجوانب السلبية والمتمثلة باستخدام الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي لغسل أدمغة الشبان وأخذهم نحو الاصولية وتشويه صورة الاسلام"، مفندا بالتفصيل الاساليب المعتمدة للتأثير على عقولهم كالحوريات وغيرها، ونشر الاسلاموفوبيا في العالم الغربي"، عارضا لتجربة أسامة بن لادن، داعيا إلى "اتخاذ موقف موحد ضد كل من يرعى الارهاب".

واعتبر بن قيراط في مداخلته أن "التعاون العابر للحدود بين وسائل الاعلام هو مسلمة اساسية وضرورة تفرضها الثورة الرقمية التي قربت الحدود"، مؤكدا ان "التعاون هو الخيار للتعاطي الموضوعي مع الواقع"، لافتا الى ان "الوكالة تنبهت الى اهمية ربط اطر تعاون وطيدة مع وكالات انباء من نظيرتها، معددا اتفاقيات التعاون التي وقعت ومن أهمها اقامة شبكة اتصالات بين الوكالة والوكالات العربية والاوروبية عام 1976، تأسيس رابطة وكالة انباء حول البحر الابيض المتوسط عام 1990، تأسيس وكالة الانباء الافريقية ومساعدتها على الاستقرار في داكار، تأسيس اتحاد وكالات افريقية، وكل ذلك من اجل تعزيز علاقاتها مع نظيراتها العربية والاجنبية، بالاعتماد على تكنولوجيا الاتصالات الحديثة والتبادل الاخباري".

وتطرق الى "الثورة التونسية عام 2011 حيث أصبحت حرية الصحافة أمرا واقعا بعد سنوات من القيود ومهدت للانتقال السياسي والديموقراطي، فرحب بها المجتمع الدولي باعتبار انها نجحت بعيدا عن منطق العنف وعبرت العديد الدول عن استعدادها لدعم التجربة التونسية من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي للوكالة التونسية".

وتلا زينغ هو بداية رسالة مدير عام "شينخوا" الذي لم يتمكن من الحضور الى المؤتمر وقال فيها: "وكالتنا تسلط الضوء على التبادل بين وسائل الاعلام في العالم بما فيه الوكالة الوطنية للاعلام في لبنان، التي ننوي اجراء اتفاقيات تعاون معها من اجل تعزيز مجالات التعاون والتواصل، ان هذا التفاهم المتبادل مهم على صعيد البلدين"، متمنيا للوكالة الوطنية ان تتمكن من تحقيق النجاحات التي تصبو اليها".

وشدد في مداخلته على "أهمية التعاون العابر للحدود بين وسائل الاعلام، وخصوصا بين الدول النامية"، داعيا الى "ضرورة اتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة في ما يتعلق بتغطية الاخبار"، معتبرا أن "هذا المؤتمر يشكل دليلا مهما على هذا النوع من التعاون"، معتبرا أن "وكالات الانباء تواجه ظروفا جديدة تتمثل في الاعلام الحديث الذي يرتكز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالاضافة الى مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها، مما يخلق صعوبات وتحديات كبيرة لا يمكن حلها الا بتعاوننا المشترك.

وعرض يونغ خطة بناء منصة لدعم التعاون بين مختلف وسائل الاعلام في العالم، شارحا آليتها وهي تتطلب قدرات كبيرة من اجل تعاون وطيد ومن اجل خلق مجتمع رقمي واعلامي يجمع الصحافيين عبر العالم، وترتكز الفكرة على بناء منصة ارشيف في الاخبار ويمكن تحويل محتواها الى كل المشاركين وبهذه الطريقة تتمكن وكالات الانباء من التواصل وتبادل الاخبار فورا مع المشاركين عبر تخطيط تقني مرتبط بتبادل محتويات الاخبار، وفي خلال العمل تتحول هذه الاخبار الى صيغة معيارية عالمية لبيانات الاخبار".

وأكد أنه "يمكن تطوير برمجيات اخرى بشكل سهل يمكن من خلالها تبادل الاخبار عبر تسجيل واحد ولمرة واحدة".