hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - مازن عبّود

الازمة باختصار

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٧ - 06:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظر الى الشاشة فرأى أناسا وهياجا وساحة وخطابات وصراخ وجنود. سألني عن الغضب والحشد والناس والمدينة، فأبلغته انّ أولئك اجتمعوا في المدينة حيث القصر القابع على التلة كي يعبروا عن سخطهم. مشكلتهم انّ قدرتهم على شراء ما يسد رمقهم قد تقلصت وازدادت الفوارق بينهم وبين من يقيمون فوق. حملوهم ديونا والتزامات مقابل خدمات لم يتلقوها. أفقدوهم أموالهم، وما عادوا يمتلكون الا الضرائب والكمبيالات التي يتوجب تسديدها لمصارف يمتلك حكامهم ثلث ثرواتها. انهم حفنة تحكم البلد وعددهم لا يتخطى أصابع اليد، ومن اجلهم تنظم طاولات الحوار في السر والعلن. وهم غالبا يتفقون فيتقاسمون الأخضر واليابس ولا يتركون لاحد شيئا، وعندما يختلفون يحطمون كل شيء حتى ما تبقى من كرامات الناس وثرواتها وممتلكاتها. هذه القلة التي ينتفض أولئك المساكين في وجهها تعرف كيف تتحكم وتستثمر حتى في غضب الشعب وثوراته للحفاظ على مكتسباتها وتعزيز سطوتها. وهم قد حققوا أرقاما قياسية في صحن الحمص والتبولي والدين، فأضحت خدمة الدين العام عندنا تستهلك ثلث ما تنفق أي حكومة. قيل لي بأنهم وعائلاتهم يتحكمون بأكثر من ثلث الأصول في المصارف، وتمتلك مصارفهم تلك أكثر من 85 بالمائة من الدين العام، مما يعني انهم الدائنون والمدينون وهم محاربو الفساد ومسببيه، وهم القاضي والمتهم".

لم يفهم الصبي شيئا وانا ما اردت ان افهمه، فالزمن زمن ربيع وعيد أمهات، وعندما نرغب ان لا نفهم الأولاد نتفنن في البلاغة والعلم كي لا نكذب. ابلغته انّ الام ربيع وقيامة. ابلغته انّ الام حياة وما عداها خريف وموت. اوصيته ان لا يضيع البوصلة وان يعيش في افيائها طالما ان شمسها لم تغب. فالبلد ان لم يكن اما يصير منفى ويمسي الناس غرباء يهتفون في الساحات.
 

  • شارك الخبر