hit counter script
شريط الأحداث

- مايز عبيد - الجمهورية

المرجعيات العكارية تحت قبة واحدة: لا للتطرّف... نعم للأمن

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٧ - 06:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تحت عنوان «الأمن الروحي في مواجهة التطرف»، إجتمعت قيادات عكار وفاعلياتها الدينية والسياسية والاجتماعية والأمنية، تحت قبة واحدة، بهدف تفعيل الحوار وتعزيز التعاون بين الجهات الدينية والأمنية والتربوية والاجتماعية والهيئات المحلية التي من شأنها درء ومواجهة ومعالجة التطرف في المجتمع ونشر ثقافة التنوّع وحقوق الإنسان وتفعيل المواطنة الحاضنة للتنوّع.
حضر اللقاء الموسّع والجامع الذي انعقد في القاعة التابعة لبلدية بلدة برقايل بدعوة من جمعية «الحداثة» وبالتعاون مع مؤسسة «أديان» وبدعم من السفارة البريطانية في بيروت إلى جانب مفتي عكار زيد زكريا، مطران عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس باسيليوس منصور، النائب نضال طعمة، العميد الركن وليد الحاج ممثلاً قيادة الجيش، العقيد عبدالرزاق مالطي ممثلاً المدير العام للأمن العام، ممثل عن الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري وفاعليات سياسية وحزبية ودينية وبلدية واختيارية ومدنية وأمنية وإعلامية مختلفة.

صورة عكار

عكس اللقاء صورة عكار التنوّع، التي رغم حرمانها من الدولة إلّا أنها تبقى وفية ومتمسكة بالدولة إلى النهاية. كما بدت عكار بكل أطيافها موحّدة ومتآلفة ضد الإرهاب والتطرف فهذا المجتمع العكاري يتميّز بتنوّعه وعيشه الواحد رغم الحرمان الذي يطبع هذه المنطقة منذ فجر الإستقلال.

وكان واضحاً من تفاعل الحضور مع المتحدثين الأساسيين في اللقاء ومن الأجواء التي سادت طوال ساعاته الثلاث، أنّ المرجعيات جميعها في عكار متّحدة ومتفقة ومتعاونة ويد واحدة رفضاً للفتنة، ورفضاً للتطرف والإرهاب، وهي في الوقت نفسه وكما أكدت المداخلات والنقاش الذي دار بين الحضور والمتحدثين، «تريد تنمية عكار وتطوير الخدمات المختلفة فيها وتأمين فرص العمل لتبقى هذه المنطقة على الدوام بعيدة من كلّ أشكال التطرّف ويبقى وجهها المتنوّع كما هو».

المفتي زكريا الذي تحدث في بداية اللقاء أشار إلى «أنّ الوحدة الإسلامية والمسيحية ضد الإرهاب أمر مطلوب على الدوام ولا بد أولاً من محاربة أسباب التطرف والإرهاب وهي ثالوث: الجهل والفقر والتخلف»، مشدداً على أهمّية التعاون بين كلّ الأطراف وعلى التوعية السليمة في المساجد والكنائس في كل عكار لتكون منارة للحضارة والرقي.

أما المطران منصور فقال: «هذا الوطن الرائع بناسه وتاريخه وطبيعته نرى كم تتقاطع فيه المبادئ الأخلاقية الروحية الحميدة بين المسلمين والمسيحيين اعتماداً على القرآن والانجيل.

إن ترفّعنا إلى اليوم مسلمين ومسيحيين عن كل ما يعكر صفونا هو ما سيشكل دعامة بناء المجتمع الذي نريده». وأضاف: «لو رُبينا على مفهوم العدل لما اختصم اثنان في أي شيء وكل شيء واضح والضمير هو صوت الله فينا»، مشيراً إلى ضرورة التركيز في الخطاب الديني على إصلاح الإنسان داخلياً.

أما العقيد مالطي فعرّف التطرف بـ«أنه البعد عن الاعتدال وعندما يتحول هذا التطرف إلى إرهاب يُهدّد أمن الوطن يأتي دور المؤسسات الأمنية لمواجهته ضمن إطار القوانين والصلاحيات المناطة بها».

وأكد «جهوزية القوى الأمنية وتنسيقها المشترك لمواجهة الأخطار المحدقة بالبلد وأنها ستبقى تعمل ضمن سياسة الأمن الإستباقي لمكافحة الإرهاب وضربه في مهده».

مديرة معهد المواطنة وإدارة التنوّع في مؤسسة أديان الدكتورة نايلا طبارة اعتبرت «أنّ المجتمع المدني المعني بقضايا الدين في الشأن العام من شأنه أن يعمل مع المرجعيات الدينية التي تطوّر خطابها الديني في مواجهة التطرف».

مناقشات

ثم دارت مناقشات وحوار مفتوح وركزت الأسئلة والأجوبة على الشق الأمني والديني والسياسي والإجتماعي. فأعرب المجتمعون الذين تحدثت إليهم «الجمهورية» عن سعادتهم بمثل هذه اللقاءات التي اعتبروها ضرورية في كل الأوقات لأنها تعزّز العيش المشترك وتقوي أواصر اللحمة الوطنية والإنتماء الوطني والمناطقي، إذ تسود في عكار أجواء المحبة والاحترام المتبادل والتعايش بين المسلمين والمسيحيين وهذه ميزة عكار وصورتها التي يجب أن تتم المحافظة عليها حتى النهاية.

وخرج اللقاء الذي تخلّله تكريم للشخصيات الروحية والأمنية المشاركة بتوصيات أبرزها: تأكيد دور الخطاب الديني المعتدل الذي ينأى عن كل أشكال التحريض، وضرورة أن تهتم المؤسسات التربوية بما يعزّز القيم الجامعة، وألّا تترك المنابر الإعلامية مساحات لأصحاب الفكر الظلامي المتشدد مع التركيز على بثّ كل ما من شأنه تعزيز القيم التشاركية.

وخصّ اللقاء الملف الإنمائي بلفتة، فكان تركيز على ضرورة خلق فرص عمل ومشاريع إنتاجية أمام الشباب تسهم في ملء فراغهم وإبعادهم عمّا يؤدي إلى جنوحهم نحو التطرف والتفلت الأخلاقي والإجتماعي. كما ثمّن المجتمعون دور القوى الأمنية وما تقوم به من إنجازات في محاربة الإرهاب وحماية البلد، داعين إلى مزيد من الجهد الأمني.

ترك اللقاء صدى إيجابياً وارتياحاً عاماً في المنطقة من خلال ردود الفعل التي حصلت والتي أشارت إلى أنّ عكار ورغم ما يسودها من أجواء التلاقي والانفتاح الديني والمذهبي، فإنّ مثل هذه اللقاءات نراها ضرورية حتى لو حصلت يومياً، فهي صلة وصل بيننا وبين مرجعياتنا وقياداتنا الدينية والسياسية والأمنية تجعلنا على تماس معهم نستمع لإرشاداتهم مباشرة من جهة وصلة وصل بيننا كأبناء مجتمع واحد وبيئة واحدة تشد بعضنا إلى بعض من جهة ثانية.

مايز عبيد - الجمهورية

  • شارك الخبر