hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - جورج العاقوري

"القوات" بين وجع "جبل محسن" و"التبانة"

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٧ - 11:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

طرابلس كانت على موعد الاثنين مع جولة لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، جولة ذو وجهين سياسي وصحي ووجهة واحدة بالنسبة الى "القوات اللبنانية" كرامة الانسان والعبور الى الدولة في لبنان.

فالعبور الى الدولة ليس بشعار بل فعل ممارسة تعمل "القوات" على تجسيده عبر مشاركتها بالحكومة، حيث يتعاطى وزراؤها بمنطق "رجل الدولة" الذي لا يعرف التمييز أو الكيدية ولا يتفنن في ممارسة السياسات "البهلوانية" او تعزيز الزبائنية.

وزراؤها حيث لا يجرؤ الاخرون: وزير الاعلام ملحم الرياشي يشارك في حفل تكريم "حزب الله" لرئيس تحرير صحيفة "السفير" طلال سلمان، وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي يقدم التعازي بإسم حزبه في السفارة الايرانية ووزير الصحة يعاين ميدانياً وجع الناس في جبل محسن.

قد يقول قائل، هذا اقل واجبات وزير الصحة، ولكن الجواب اتى من معاناة اهل الجبل الذين أعلنوا أن وزيراً لم تطأ قدماه ارضهم منذ إثنين وعشرين عاماً وبالتأكيد لم يزرهم لا نائب رئيس ولا رئيس.

إثنان وعشرون عاماً تبوأ حلفاؤهم وزارات عدة، زاروا طرابلس مراراً وتكراراً، ولم تعاين عيون هؤلاء الحلفاء وبؤسهم وتصغي الى أنينهم. هم شرحوا لحاصباني الغبن الذي يطالهم ليس فقط في الصحة بل في الوظائف وهو اكد لهم انه ايا يكن الانتماء الطائفي والمناطقي لبنان يجمعنا وكرامة الإنسان وصحته. مشهد يعكس قناعة "القوات" بأن الخلاف السياسي لا يفسد في الواجب الوطني والبعد الانساني قضية.

من "جبل محسن" الى "التبانة" الوجع واحد والنسيان واحد وصحة الانسان وكرامته واحدة. في أزقة التبانة، يتملكك الخجل أن في لبنان القرن الواحد والعشرين هناك مواطنين الى الفقر والاهمال منفيين. ولكن تعتمرك الفرحة من طيبتهم ويغمرونك بمحبتهم، ويزرعون فيك الامل من شدة إندفاعهم للخدمة والعمل الاهلي التطوعي.

في "التبانة"، كان الجواب الشافي لبعض خبثاء النفوس الذين راح يروجون ان الزيارة إنتخابية و"القوات" تفتح طرابلس، وكان الترحيب: "نقول لمن يدأبون على التشويش والنكد السياسي، إنكم يا معالي الوزير غسان حاصباني، بمن تمثلون سياسيا، مرحب بكم. فـ"القوات اللبنانية" حزب لبناني سيادي، له في طرابلس أبناء ورفاق، من قلب نسيجها نبتوا وفي أحيائها عاشوا وفيها يواصلون حياتهم. ونحن متمسكون بشراكتنا معكم وبطي صفحة الحرب إلى غير رجعة ولو كره الكارهون".

الجولات الميدانية على المستشفيات والمراكز الصحية، والاجتماعات النقابية واللقاءات السياسية والروحية جسّدت دينامية وزارية مرفقة ببعد رؤية ومناقبية وحنكة حزبية بمعايير وطنية. فهل من يخطو خطوة "القوات"؟!

بقلم جورج العاقوري

  • شارك الخبر