hit counter script

- مايز عبيد - الجمهورية

موسم الليمون "انتهى"... فهل من يُنقذ موسم البطاطا العكّارية؟

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٧ - 06:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم تفلح كل المناشدات والمراجعات والزيارات والاعتصامات في إنقاذ موسم الليمون والحمضيات في سهل عكار من «الموت». الكارثة وقعت، والموسم «مات» بيعاً وتصديراً، ولم يجد المزارعون وأصحاب البساتين أي حلّ، فتركوا الحبّات على شجرها تتساقط مع شعور بالحسرة والألم، لكن ليس في اليد حيلة.
تعيش قرى وبلدات سهل عكار بشكل أساسي من القطاع الزراعي، خصوصاً من موسمي الليمون والبطاطا، لكنّ هذين الموسمين يتعرّضان كل سنة لانتكاسات تنعكس تردّياً على أوضاع المزارعين إقتصادياً واجتماعياً.

في جولة لـ«الجمهورية» على بساتين الليمون والحمضيات في سهل عكار، يمكن مشاهدة الكميّات الكبيرة من الليمون التي تحوّلت إلى متساقطات على الأرض، إذ عملت العواصف والرياح والعوامل الطبيعية على القضاء على الموسم بشكل كبير، وما تبقّى منه تعرّض للمنافسة الخارجية، وتحديداً من المحصول السوري الذي دخل لبنان مُكتسحاً السوق اللبنانية بكميات كبيرة وأسعار متدنية جداً، إذ لا إمكانية لتصديره أو لاستهلاكه في الداخل السوري فلم يبقَ إلّا السوق اللبناني أمامه.

المزارعون وأصحاب البساتين رَووا معاناتهم، مؤكدين أنّ أوضاعهم الإقتصادية باتت في الويل، والدولة اللبنانية لا تتدخل لإغاثتهم. فالسوق اللبناني قد غرق بالليمون السوري، وطريق التصدير مُقفل أحياناً ومُكلِف جداً أحياناً أخرى بسبب الأزمة في سوريا.

مطالب المزارعين

خلال الجولة كان لنا لقاء مع رئيس اتحاد بلديات سهل عكار ورئيس بلدية تلمعيان في سهل عكار، محمد المصري، وهو من مالكي بساتين الحمضيات في المنطقة، وقد شرح لـ«الجمهورية» واقع موسم الحمضيات والليمون والواقع الزراعي في عكار عموماً، فأوضح: «للأسف، ليس هناك حلول للواقع الزراعي المتردي في لبنان، وخصوصاً في عكار التي يعتمد أهلها بشكل أساس على الزراعة».

ولفت إلى أنّ «موسم الليمون والحمضيات في حُكم المنتهي، وعلى رغم كل المناشدات والمراجعات التي قمنا بها لم نجد من يتبنّى قضيتنا ويساعدنا.

من أيام حكومة الرئيس تمام سلام تواصَلنا مع وزير الزراعة آنذاك أكرم شهيّب الذي كلّف لجنة من مصلحة العبدة أجرت كشفاً مسجّلاً ومصوراً لرَفعه إلى الوزير لم يحصل بعده أيّ تطور.

وفي زمن هذه الحكومة كان لنا لقاء، أخيراً، مع رئيس الحكومة سعد الحريري وطلبنا منه التعويض على مزارعي الحمضيات عبر الهيئة العليا للإغاثة أسوة بمزارعي التفاح وغيرهم، وطبعاً هم على حق ونحن معهم ووجعنا واحد، ونحن أيضاً على حق. وخلال اللقاء وعَد الحريري بمتابعة الموضوع والبحث عن آليّة للتعويض لكن من دون أن نتلَمّس أي إيجابيات في هذا الملف حتى الساعة».

وشدّد المصري على «أنّ موسم الليمون والحمضيات في سهل عكار أصبح في خبر كان، وأصحاب البساتين يتفرّجون على محصولهم ينتهي أمام أعينهم من دون القدرة على القيام بأيّ عمل.

فهناك عائلات بأكملها في سهل عكار، كتلمعيان والقرى والبلدات المجاورة، تعيش من هذه المواسم سنوياً والخسائر التي تتكبّدها جعلت أوضاعها الاقتصادية مأسوية، وتحت ضغط الديون المتراكمة للبنوك والتجّار ولا إمكانية للخروج من هذه الحال في غياب التعويض».

موسم البطاطا

أمّا في ما يخصّ موسم البطاطا الذي تشتهر به منطقة سهل عكار، فأوضح المصري: «بعد قرابة الشهر سنكون أمام إنتاج محصول البطاطا، ولدينا إنتاج من أفضل الأنواع العالمية.

وقبل أن نبدأ «بالتقليع» بدأت البطاطا المصرية تدخل السوق. إعتصمنا قبل أيام احتجاجاً على ذلك وخوفاً من ضياع الموسم كما ضاع موسم الليمون، وحصلنا على وعد من رئيس الحكومة بألّا تدخل كمية فوق الـ40 ألف طن المتّفَق عليها مع الحكومة المصرية، ونأمل التزام هذا الأمر وإلّا فإنّ موسم البطاطا سيكون مصيره هذه السنة أيضاً كما مصير موسم الليمون».

إعتصامات شاملة

وذكر المصري: «ناشدنا الرؤساء الثلاثة وجميع المعنيين، ولا تزال أمورنا من سيئ إلى أسوأ. أنا على اتصال مباشر يومياً مع المزارعين وأتكلم باسمهم، نحن نريد من دولتنا أن تحمينا، فإذا كانت لا تستطيع أن تساعدنا وتحمينا، أقلّه يجب عليها أن توقِف الاستيراد وإدخال المواسم من الخارج. أمّا في حال استمرّ تجاهل مطالبنا، فسوف نذهب إلى الاعتصام أمام القصر الجمهوري والسراي الحكومي ومجلس النواب».

وشدّد على «أننا على تواصل مع مزارعي الجنوب وبقية المناطق، والجميع مُمتعض ممّا آلت إليه الأمور، وستكون لنا تحركات شاملة في المرحلة المقبلة، إذ لا يعقل أن نبقى نتفرّج على أرزاقنا وهي تموت أمام أعيننا، كما أننا لن نتخلى عن مواسمنا وعن أرضنا حتى لو كانت هناك سياسة متعمّدة للقضاء على القطاع الزراعي».

مايز عبيد - الجمهورية

  • شارك الخبر