اختتمت الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب مشروع "إعداد 96 ناشطا في مجال السلامة المرورية في محافظة بعلبك الهرمل"، خلال احتفال أقامته في أوتيل كنعان، بحضور قائد الجيش ممثلا بالعميد حسين حسن، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد صلح، رئيس منطقة بعلبك الهرمل الاقليمية في الأمن العام الرائد غياث زعيتر، آمر مفرزة سير بعلبك النقيب محمد رباح، رؤساء وأعضاء مجالس بلدية واختيارية، وفعاليات تربوية واجتماعية.

وأكدت عريفة الاحتفال وفاء خير الدين ان "حوادث السير هي السبب الرئيسي للوفاة وخصوصا من فئة الشباب، لذلك فان الجمعية بالشراكة مع الوكالة الاميركية للتنمية الدولية عمدت الى تنفيذ مشروع السلامة المرورية".

اللقيس
بدوره، قال مؤسس الجمعية رامي اللقيس: "المشروع هدف الى تطوير مهارات 96 شابا وشابة، وتحويلهم إلى ناشطين في مجال السلامة المرورية، وهدف الى الحد من حوادث السير واعداد الضحايا، كما هدف الى تفعيل التعاون مع القوى الامنية والشرطة البلدية والجهات المعنية بالاهتمام بالسلامة المرورية. ومن ضمن نشاطات المشروع قامت الجمعية بتوزيع 55 كرسي أمان في بلدة دير الأحمر، وتوزيع خوذ الأمان لسائقي الدارجات النارية، ونفذت سلسلة حملات توعية في مدارس المحافظة، ووضعت اشارات مرور وتركيب مطبات في العديد من البلدات بالإضافة إلى تدريب الشباب على القيادة الآمنة والسليمة، وتحفيزهم على إحترام القانون وتطبيق قانون السير وتدريب اساتذة المدارس على كيفية التعامل مع الطلاب في مجال السلامة المرورية".

وأمل ان "نصل من خلال الناشطين والناشطات المتدربين في مجال السلامة المرورية الى نتائج ايجابية فيها الخير والحماية للانسان والمجتمع. ونحن عملنا في هذا المشروع لان هناك مشكلة كبيرة في منطقة بعلبك الهرمل تحصد ضحية كل خمسة ايام، وهذا رقم كبير، فلا يوجد اي حدث يحصد شخصا منا كل خمسة ايام ولا حتى الامراض المستعصية، وإننا نعتبر انفسنا نضيء شمعة، ولا ندعي اننا نعالج المشكلة، ولكي نحقق ذلك نحن بحاجة اولا الى تعاون الجميع من خلال التخطيط السليم والتنسيق الفعال، فما رأيناه من اعمال تقوم فيها فعاليات على الارض كوضع اشارات لا تراعي السلامة المرورية، وتنفذ من دون تنسيق. ومحافظة بعلبك الهرمل هي المحافظة الأكثر ضررا من حوادث السير في كل لبنان، والارقام تشير الى ان هناك تحسنا في هذا المجال في كل المناطق الا في منطقتنا التي تشهد زيادة في عدد الضحايا، وهذا يعني انه في مكان ما لا يوجد الانتباه الكامل لمعالجة هذه المشكلة، من هنا ومن خلال هذا المشروع ومن خلال مشاريع أخرى، سنتابع العمل في هذا المجال مع الجميع، فكفانا ضحايا وكفانا سماع كل يوم خبرا عن فقدان احد منا".

أضاف: "يجب العمل على برامج التوعية خاصة عند الشباب، فكل شخص مسؤول وله محبون ولا يجب ان تذهب حياة الشباب بسبب حادث سير، لذلك نحن والشباب علينا ان نعمل للتخفيف من الاخطاء السريعة التي تكون نتيجتها فقدان الأرواح".

وشدد اللقيس على "ضرورة العمل على تطبيق القوانين"، متوجها الى الشباب بالقول: "ليس من المعيب ان تضع حزام الأمان بمجرد ركوبك السيارة، ولكن العيب ان تعمد الى السرعة والتشفيط، واذا اصبحنا نعتبر ان التشفيط صح وحزام الأمان خطأ، فهذا يعني اننا نعاني من مرض اجتماعي".

وتحدث عن التكلفة الكبيرة لحوادث السير على الصعيد المادي والاجتماعي والامني، "والتي حكما تفوق كثيرا كلفة التوعية وتأمين السلامة المرورية".

إبراهيم
وتكلم رئيس الأكاديمية اللبنانية الدولية للسلامة المرورية كامل إبراهيم، عن واقع السلامة المرورية في بعلبك الهرمل "التي هي الأكثر خطورة في لبنان، بالرغم من تطبيق قانون السير الجديد، وهذا يعود إلى الحرمان الذي تعانيه المنطقة، والمرتبط بسوء صيانة الطرق، وبغياب الثقافة حول أهمية الالتزام بالقوانين والأنظمة، من هنا أهمية هذا المشروع الذي امتد لفترة ستة أشهر، بأنه وضع أسس السلامة المرورية على صعيد الشباب في المنطقة من خلال تنوع المشاريع التي نفذت".

ونوه بدور "المجلس الوطني للسلامة المرورية الذي يولي الأهمية لمنطقة بعلبك الهرمل لتعزيز السلامة المرورية فيها من خلال خططه المستقبلية، ودور الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب التي آمنت بهذا المشروع وتبنته وأدركت أهمية استمراريته، وحماس المشاركين ومدراء المدارس والطلاب".

وختم داعيا المحافظ والبلديات والمعنيين في المنطقة إلى "إعطاء ملف السلامة المرورية الأولوية لما فيه مصلحة أهالي هذه المنطقة والوافدين إليها".

وختاما، تم توزيع الشهادات على المشاركين في المشروع.