hit counter script

- مايز عبيد - الجمهورية

عن معاناة المختار والمواطن العكّاري مع قلم نفوس العبدة

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٧ - 07:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لطالما اعالت أصوات المخاتير، وكذلك المواطنين، من الإهمال اللاحق بقلم النفوس في العبدة - عكار ولكن من دون نتيجة. فبعد كلّ اعتصام أو وقفةِ احتجاج أو رفعٍ للصوت، يأتي مسؤولٌ ما ليزور قلمَ النفوس ويعاينه واعداً بإصلاح الحال... والسلام. فما هي القصّة؟
في البداية لا بدّ من الإشارة إلى أنّ قلم نفوس العبدة هو عبارة عن «كاراجات» مستأجَرة في منطقة العبدة - مدخل ببنين، وتُستعمل كقلم للنفوس، في حين أنّ هذا القلم الذي يضمّ في سجلّاته الأحوالَ الشخصية لعشرات القرى والبلدات، يفترض أن يكون مكانه في مبنى لائق وعصري بعيد من منطقة الازدحام اليومية، ولا سيّما عند مدخل ببنين، وأن تكون هناك مواقف للسيارات ملحَقة بهذا المركز لتخفيف زحمة السير والتقليل قدر الإمكان من معاناة الناس.

ويعاني هذا القلم أيضاً من نقصٍ في عدد الموظفين إلى جانب غياب المكنَنة الضرورية لتسريع وتيرة العمل وخدمة المواطنين يومياً.

أكثر من اعتصام نُفّذ، ولا يزال المخاتير يرفعون الصوت، وكان آخرها اعتصام لمخاتير بلدة ببنين الذين استعجلوا «إصلاح وضعِ قلم نفوس العبدة وإعادة نسخِ سجلّات بلدة ببنين التالفة»، كما طالبوا في بيان أخيراً وزيرَ الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ومحافظ عكار عماد اللبكي والمعنيين بهذا الملف إيجادَ حلّ لهذا الموضوع المطلبي في أسرع وقت، مؤكّدين لجوءَهم إلى خطوات تصعيدية قد تصل إلى التوقّف عن إنجاز المعاملات في حال لم تلبَّ مطالبُهم».

معاناة حقيقية

رئيس اتّحاد روابط مخاتير عكار، مختار ببنين، زاهر الكسار يقول لـ«الجمهورية»، إنّ «ما يحصل في قلم النفوس هو معاناة بكلّ ما للكلمة من معنى. ولطالما حذّرنا ورفعنا الصوت، ولا نجد إلّا الآذان الصمّاء حيال مطالبنا.

فعلى سبيل المثال سجلّات عدة عائدة لبلدة ببنين تعرّضَت للتلف شبهِ الكامل، وهناك صعوبة بالغة في تنفيذ معاملة إخراج قيد أو وثيقة زواج أو غيرها لهذا السبب. ومعاناتُنا كمخاتير لم تعد تحتمل، ونريد حلّاً من أجل المواطن في الدرجة الأولى، لأنّ المواطن من حقّه الحصول على معاملاته بسرعة وسهولة».

ويلفت إلى وجود «معاملات تستغرق أسابيع وأحياناً أشهراً نظراً إلى فقدان السجلات لقيمتها. أمّا سجلّات ببنين التي تآكلَها التلف، فإنّ المواطن يضطرّ أحياناً للذهاب إلى حلبا للبحث عن معلوماته، ونحن محرَجون أمام المواطن في بلدتنا، إذ له الحقّ علينا أن ننجز له معاملاته في أسرع وقت».

المكننة

الحلّ الأنسب بحسب الكسار لقلم نفوس العبدة يكون باعتماد المكننة للسجلّات، «ولكن متى ستبدأ الدولة بتطبيق هذا الخيار، لا أحد يَعلم. بالتالي وحتى اعتماد المكننة، من المفترض تكليف موظفين بإعادة نسخِ سجلّات تالفة في النفوس، وأبرزُها سجلّات عائدة لبلدة ببنين على دفاتر جديدة لتسهيل عمل المخاتير والمواطنين، وتسهيل السير بالمكننة الشاملة في حال اتّخِذ القرار باعتمادها قريباً.

الوضع في قلم النفوس غير طبيعي والمشاكل تتراكم وتزداد، ونحن كمخاتير محرومون من حقوقنا في الضمان والتعويضات، ومحرومون كذلك من حقّنا في خدمة المواطن الذي وضَع ثقته فينا بأمان واطمئنان».

... نحو التصعيد

ويُحذّر الكسار من أنه «إذا لم يُصَر إلى تحديث سجلّات قلم النفوس ومكننتِها في أسرع وقت واعتماد الإصلاحات التي نطالب بها، ولا سيّما الآنية منها وغير الآنية، فإنّ المخاتير في ببنين وفي المناطق الأخرى سيُصعّدون وسيتوقّفون عن متابعة المعاملات وكلّ ما يتعلّق بأعمال النفوس، وسنلجأ إلى الاعتصام، ولن نقوم بأيّ عمل إلى حين اتّخاذ قرار واضح بمكننة سجلّات نفوس العبدة، لأنّ الأمور لم تعد تُحتمل».

من أصعب الأعمال لا بل أكثرها مشقّةً على المواطن، أن يجد مكاناً لرَكن سيارته أمام قلم نفوس العبدة، ومن أصعبِ المهمّات على المخاتير الوصول إلى سجلّ محدّد من بين السجلات في ظلّ هذه الفوضى، وعليه، فإنّ مطلب إيجاد مركز لائق لقلم النفوس يُعدّ مطلباً مشتركاً لدى المختار والمواطن، فهل مَن يسمع؟

مايز عبيد - الجمهورية

  • شارك الخبر