استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، ممثل دار الفتوى في كندا الشيخ الدكتور جمال طالب، يرافقه رئيس الهيئة العليا للحوار الوطني المسيحي - الإسلامي في كندا المحامي احمد طالب، وتمحور الحديث حول العلاقة المميزة بين اللبنانيين من مختلف طوائفهم في كندا.

وأثنى طالب على "الخطاب الديني الراقي للبطريرك الراعي في هذه الظروف المفصلية"، وقال: "إن خطاب غبطته يترك أثرا ليس فقط في لبنان، وانما خارجه ايضا. كما أن زيارته الراعوية التي قام بها لكندا تركت اثرا كبيرا وطيبا بين ابناء الجالية اللبنانية على اختلاف مشاربهم وأديانهم، لما نشرته من وعي وادراك لمسائل عدة، اهمها ضرورة الحفاظ على صيغة العيش المشترك بين ابناء الوطن الواحد أينما وجدوا".

أضاف: "الإرهاب لن يتوقف، الا اذا بنينا جسورا قوية بين رجالات الدين، الذين يحملون الفكر الصحيح ويعطون الرسالة حقها سواء في الديانة المسيحية او في الديانة الإسلامية. يجب ان نفوت الفرصة على من يصطاد في الماء العكر، كما فعلوا باعتدائهم على مركز الثقافة الإسلامي في كيبك او على الكنيسة القبطية في مصر او على اي مركز عبادة في اي بلد، فهذا لن يواجه الا بوجود شخصيات كشخصية صاحب الغبطة بخطابها الديني الراقي ووجود مراجع دينية كدار الفتوى والأزهر الشريف".

وتابع طالب: "نحن هنا لشكر صاحب الغبطة على زيارته لكندا، ولكي ننقل اليه أن الكنيسة والمسجد هناك يعملان سويا لمواجهة الإرهاب، واننا لن نسمح بإخلاء الشرق الأوسط من مسيحييه. كما اننا لن نسمح ككنيسة ومسجد بأن تخلو بلاد الغرب من المسلمين. كلانا سنعمل سويا وبجد وجهد لإيصال هذه الرسالة، وأن نعمل من اجل انسان افضل وغد افضل للجميع. كما أشكر الإخوة في الكنيسة المارونية على المواقف المؤازرة والمتضامنة مع اخوتهم المسلمين ضد أي اعتداء يرتكب بحقهم".

والتقى الراعي سفير بريطانيا هيوغو شورتر، وكان عرض للوضع العام في لبنان والمنطقة.

واستقبل الراعي رئيس بلدية جونية السابق انطوان افرام، الذي شدد على "أهمية حماية جبل حريصا الأخضر من أي مضرات بيئية"، لافتا إلى "تقلص المساحات الخضراء في لبنان بشكل ملحوظ سواء بفعل اندلاع الحرائق او بفعل البنيان، وهذا م شأنه احداث تغييرات بيئية لها انعكاساتها السلبية على الحياة عموما في لبنان". 

هذا وتلقى الراعي اتصالا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي أثنى على "مواقف غبطته الداعمة للقضية الفلسطينية ولحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم ووطنهم".

كما شكر عباس للراعي "زيارته للاراضي المقدسة التي تركت الأثر الطيب، ليس في نفوس المسيحيين وحسب، وانما في نفوس ابناء الشعب الفلسطيني، لما حملته من رسائل محبة واحترام لحق وكرامة الإنسان".