hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - د. جيرار ديب - الجمهورية

عودة الدور الأميركي من البوّابة الإيرانية

الخميس ١٥ شباط ٢٠١٧ - 06:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حذّر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، منذ نحو أسبوعين، إيران، من اختبار حزم إدارة الرئيس دولاند ترامب. وذلك بعد فرضِ واشنطن مجموعةً من العقوبات الجديدة على طهران، عقب إجرائها تجربةً صاروخية باليستية. وقال بنس: «مِن الأفضل لإيران أن تدرك أنّ هناك رئيساً جديداً في المكتب البيضاوي، وأن لا تختبر حزم هذا الرئيس».أتى التحذير الأميركي، بعد أن اعتبرَت إدارة الرئيس ترامب «أنّ إيران، لم تستفِد من سياسة اللطف التي مارسَتها إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما تجاهها، والتي كانت تنظر إليها كلاعبة إقليمية».

وقد أصدرَ مستشار الأمن القومي الأميركي، مايكل فلين، بياناً نهار الجمعة 3-2-2017، اتّهَم فيه المجتمع الدولي بأنّه كان «متساهلاً أكثر من اللازم مع سلوك إيران السيّئ».

يُنذر توتّر العلاقة الأميركية - الإيرانية، ببدء حرب في المنطقة. إذ قابلت إيران، التحذير الأميركي الشديد اللهجة، وإرسال أميركا مدمّرتَها إلى الساحل اليمني لحماية حركة الملاحة في باب المندب، بتعنّتٍ تُرجِم في قيامها بمناورات عسكرية - صاروخية، استعرضَت فيها قدراتها التدميرية.

إذ أورَد موقع الحرس الثوري «سباه نيوز»، نبأ بدءِ مناورات عسكرية، تَهدف إلى إظهار الاستعداد التامّ لمواجهة التهديدات، بما فيها العقوبات المهينة ضد إيران.

وشكّلت التجارب الصاروخية الإيرانية، استفزازاً، وعاملاً مزعزعاً لاستقرار دول الجوار العربي تحديداً. الأمر الذي استغلّته الإدارة الأميركية، لتجدَ في هذه المناورات بوّابة العودة العسكرية لها في المنطقة. فمع امتلاك إيران منظومةً صاروخية تدميرية عابرة للقارات، تكون قد نَقلت المعركة من الساحة الإيرانية إلى العالمية. فتنتقل معها من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم، وتصبح دولةً فارضة لقراراتها، وليس مفاوضة على مصالحها.

سببان دفعا القيادة الأميركية لتوجيه إنذار حازم لإيران، هما:

- الأول، يتمثّل بنِيّة أميركا في العودة إلى المنطقة، كقوّة عالمية، بعد أن انكفَأ دورها في ظلّ إدارة الرئيس أوباما، مقتصرةً على الدور الديبلوماسي. هذا ما جاء على لسان الرئيس ترامب في أكثر من مناسبة متحدّثاً عن القيادة الأميركية لكلّ الأوراق، مترجماً ذلك بالتحذير الحازم تجاه إيران.

- الثانية، كسبُ ثقة حلفائها العرب في المنطقة مُجدّداً، عبر ردعِ المدّ الإيراني في الشرق. هذا المدّ الذي بات يقلِق الدول العربية، مع انتشار الأحزاب والقوى المدعومة من إيران بدءاً من اليمن، وصولاً إلى لبنان.

لذلك وجّهت إليها تحذيراً شديد اللهجة، أتى على لسان المتحدّث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، تَرافقَ مع فرضِها عقوبات على نحو 8 كيانات إيرانية، ونحو 17 كياناً في أنشطة مرتبطة بالصواريخ الباليسية.

إنّ التخوّف الإقليمي والدولي من تفاعلِ الدور الإيراني، هو في محلّه. مع انتشار النفوذ الإيراني في أكثر من منطقة عربية، من خلال المجموعات الشيعية الداعمة لها، والتي تمدّها بالمنظومات الصاروخية القادرة على تغيّرِ المعادلة ميدانياً.

إضافةً إلى الدعم الروسي، الذي أتى على لسان المتحدّث باسمِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، بأنّ الكرملين، لا يتّفق مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي قال فيها إنّ إيران دولة إرهابية.

أخيراً، إنّ سياسة التصعيد الإيراني، وضَعتها في مسار اللاعودة في النزاع الدائر في الساحة العربية. مشكّلةً جسرَ عبور للقوات الأميركية إلى دخول المنطقة مجدداً، تحت شعار «وضع حدّ لسياسة إيران الاستفزازية»، وحماية حلفائها.

الأمر الذي سيزيد من النزاع تعقيداً، في ظلّ التواجد الإيراني في المنطقة ككلّ، وحلفها المتين مع روسيا القيصرية. هذا ما يوجب تقديم الحلّ الديبلوماسي على غيره من الحلول، لأنّ أيّ مغامرة عسكرية من الطرفين ستُدفّع الجميعَ الثمن.
د. جيرار ديب - الجمهورية

  • شارك الخبر