hit counter script

أخبار محليّة

لوبان: سوريا ليست كلها في حال حرب وعليها استرداد مواطنيها

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠١٧ - 18:27

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 عقدت رئيسة "الجبهة الوطنية المرشحة" الرئاسية الفرنسية مارين لوبن مؤتمرا صحافيا عرضت خلاله لزيارتها لبنان ولقائها المسؤولين، وقالت: "من المهم والأساسي بالنسبة إلي لقاء السياسيين في لبنان والوقوف عند رأيهم حول الوضع في لبنان وإعطائهم تحليلي للوضع في المنطقة. لقد تحدثنا عن الوضع الإقتصادي الهش في لبنان، نظرا لاستقباله نصف مليون لاجىء سوري، وهذا كرم كبير منه".

أضافت: "إن المجموعة الدولية اتخذت خيارا بأن تأخذ على عاتقها مساعدة البلدان المضيفة، ولكن هذه المساعدة ليست كافية، لأن الإتحاد الأوروبي عندما فتح حدوده أمام اللاجئين خفض مساعدة البلدان المضيفة، خصوصا تطوير المخيمات الإنسانية للاجئين، ولكنه أخذ برأيي أخيرا حول ضرورة تطوير هذه المخيمات".

وأشارت إلى أن "لبنان لن يتمكن الى ما لا نهاية من تحمل كل هذه الأعباء التي تمثل نحو خمسين بالمئة من مجموع سكانه"، وقالت: "يجب ان تقوم سوريا بخطوات لاسترداد هؤلاء اللاجئين للاقامة في مناطق آمنة، فسوريا ليست كلها في حال حرب، ويجب عليها أن تسترد مواطنيها، وان تؤمن لهم، بالتعاون مع المجموعة الدولية، الوسائل التي تمكنهم من العودة إلى أماكن إقامتهم، فهذا واجب على النظام السوري أن يتخذه".

وأردفت: "كما تطرقنا إلى المواقف التي عبرت عنها، وهي مواقف تهدف إلى الدفاع عن مصالح فرنسا. وعن الوضع الذي لا يبدو فيه أن هناك قوى بديلة للاختيار بين نظام بشار الأسد والدولة الإسلامية، قلت، وبطريقة واضحة جدا، إن فرنسا كانت ضحية مباشرة لهجمات من الدولة الإسلامية. ولذلك، واجبها الأول تجنب الخطر الذي تشكله الدولة الإسلامية على المواطنين الفرنسيين. وفي الوقت الحالي، يبدو أن مصلحة فرنسا هي بشار الأسد. لقد سمعت مخاوف عدة، عبر عنها العديد ممن زرتهم، نظرا للدور الذي لعبه في السابق النظام السوري في الحياة السياسية اللبنانية. وسمعت هذه المخاوف، وقلت للمحاورين إن موقفي هو الدفاع اليوم عن مصالح فرنسا. وعندما تنتهي الدولة الإسلامية يمكن إعادة النظر بالأوضاع".

وقالت: "كما تطرقنا إلى نوعية العلاقة بين فرنسا ولبنان، والتي هي أبعد من البعد العاطفي، فهي اليوم متوقفة، وأتمنى أن أعطيها الدينامية. أنا أؤمن بالعلاقات اللبنانية - الفرنسية بتاريخها ومستقبلها، بين قوتين متوازنتين، فلبنان نموذج في العالم العربي نظرا للتوازن والإحترام والعيش سويا، وهي تشكل خصوصية الثقافة اللبنانية، وأطالب منذ فترة بأن تستعيد مكانتها بين مجموعة الدول، وأن تكون عامل توازن بين القوى الكبرى أي الولايات المتحدة وروسيا. لقد تمت إضاعة هذه المكانة، لأن فرنسا اتخذت خيارا منذ سنوات طويلة بأن تكون قوة ناقلة للسياسات الأميركية، التي ساهمت في شكل كبير بعدم استقرار المنطقة".

أضافت: "كجبهة وطنية نحن كنا ضد حرب العراق وضد التدخل في ليبيا وسوريا، فالعملية التي أدت إلى إزالة صدام حسين زرعت الفوضى في العراق وأنشأت الدولة الإسلامية، والعملية التي ادت الى قتل القذافي زرعت هي ايضا خلفها الفوضى، والعمليات في سوريا لم تأت بالنجاح".

ورأت أن "التدخلات يجب ألا تساهم في جعل الأوضاع اكثر خطورة، وفي تقوية سلطة المتطرفين الإسلاميين، الذين هم اليوم الخطر الأكبر الذي يجسم على فرنسا"، وقالت: "هدفي هو توطيد أواصر العلاقات مع لبنان، وبإمكان فرنسا مساعدة لبنان على تقوية جيشه، فلا دولة مستقرة من دون جيش، جيش وطني قادر بحرية على حماية البلد والحكومة. وإن العلاقة بين فرنسا ولبنان يمكن أن تساعد لبنان على تقوية الجيش اللبناني وتأمين الإستقلال والسيادة التي يتعلق بهما جدا الشعب اللبناني، وكذلك فرنسا".

أضافت: "سئلت بكثير من القلق عن مشروعنا في سحب الجنسية الفرنسية ممن يحملون جنسية اخرى، فلا مفعول رجعيا لهذا القانون، وسيبقى ضمن مشاريع القوانين لدينا. ولا أرى ضررا في المستقبل لمن يطلب الجنسية الفرنسية أن يعلن عن رغبته في التنازل عن جنسيته السابقة. كما يمكن العيش في فرنسا من دون الحصول على الجنسية الفرنسية، واعرف الكثيرين ممن عاشوا فيها نحو خمسين سنة من دون الحصول على الجنسية. وفي النهاية، هذا خيار".

وشكرت لبنان على حسن استقباله.


وردا على سؤال عما تعنيه في قولها لدينا مع لبنان رابط دم يجمعنا سويا، قالت: "وضعت اكليلا على نصب شهداء دراكار، الذي وضع لتخليد ذكرى 58 جنديا فرنسيا قتلوا واستشهدوا وكانوا منتشرين هنا. لقد كان هجوما ارهابيا مريعا، أتى الجنود الفرنسيون لحماية السكان، وقاموا بمهمتهم، وهذا هو الدم المسكوب سويا، وهو أيضا من أسس العلاقات القوية التي تربط لبنان وفرنسا، التي هي علاقات ثقافية وعلاقات مبنية على النضال من اجل الحرية والإستقلال، استقلال لبنان والمحافظة على امنه وسيادته".

وأشارت إلى أن "لبنان فعل الكثير من أجل اشعاع وتطور الفرنكوفونية في لبنان والمنطقة"، وقالت: "إن العلاقات الإقتصادية والاستراتيجية يجب توطيدها من جديد".

وردا على سؤال عما حدث اليوم في دار الفتوى، قالت: "منذ أشهر عدة، استقبلني شيخ الأزهر، وهو أكبر مرجعية للسنة في العالم، ولم يفرض أن أضع الحجاب. وعندما قمنا بالاتصال مساء أمس مع دار الفتوى، أخبر صديقي جامو الحاضر هنا مكتب المفتي بأني لا أرغب في وضع الحجاب، وكان بإمكان مكتب المفتي أن يقول لنا إنه لن يبقي على الزيارة، ولكن لم يردنا شيئا في هذا الخصوص، فأبقيت الزيارة، رغم أنني عبرت عن رغبتي هذه، ولكن عندما وصلت فرضوا علي وضع حجاب الرأس، فأجبت أنه ليس واردا ابدا أن أضعه، فانسحبت ولم أقابل المفتي".

أضافت: "الأمور واضحة جدا، أنا أحترم المفتي، وأكن له اعتبارا كبيرا. ولهذا، أردت أن أراه، ولكن ارفض أن أتحجب، وأعلمته بذلك، واعتقدت أن الإبقاء من جانبه على الزيارة كان قبولا لشرطي، ولهذا، لم تتم الزيارة".

وتابعت: "أما في خصوص المتظاهرين، فإنهم مخطئون، الجميع يعلم بأني لا أقوم بحرب دينية، بل أقوم بحرب ضد الأصولية الإسلامية، التي هي خطر على الإنسانية جمعاء، وعلى بلدي خصوصا، لم اخلط يوما بين الدين الإسلامي والأصولية، ولم أمزج يوما بين الإسلام كدين وبين الإسلام كمشروع سياسي، الذي يهدف، وفي عقول البعض، إلى تطبيق الشريعة ضد القانون والتقاليد ودساتير البلدان، وهذا واضح جدا. وصحيح ايضا بأني قلت للرئيس سعد الحريري بأني سعيدة لرؤيتي مسلمين معتدلين يناضلون ضد الأصوليات، وأتمنى أن يزداد عددهم وأن يسمع صوتهم، وقلت للرئيس سعد الحريري أن يأخذ حذره من الأصدقاء المزيفين، من الذين يتهمون من يحاربون الأصولية بالإسلاموفوبيا، لأنهم يخلقون حالا من الإرتباك بين الإسلام كدين والإسلام كمشروع سياسي، وانا لا انتمي للأصدقاء المزيفين، كنت دائما واضحة، فأنا أناضل ضد الإيديولوجية السياسية، التي هي الأصولية الإسلامية، ولكنني لا أشن حربا ضد أي دين على الإطلاق".

وردا على سؤال، قالت: "ليس لدي أي علاقة مع بشار الأسد، لم التقه يوما على خلاف العديد من المسؤولين السياسيين الفرنسيين. وذكرت أن اهتمامي الان هو مصلحة فرنسا، وليس هناك الآن أي بدائل لنظام الأسد، وأسوأ شيء يمكن ان يحدث في سوريا هو سيطرت الدولة الإسلامية عليها، مما يعني سقوط الدولة. ولذلك، لمصلحة بلدي فإن خياري هو المحافظة على الدولة السورية، وقلت وكررت دائما وأقول ليس من مصلحة فرنسا أن تتدخل عسكريا في سوريا، في الوقت الذي تتراجع فيه الدولة الإسلامية، وهذا ما يسر الجميع. وأؤمن بالديبلوماسية في المنطقة".

أضافت: "أعتقد أن الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي اعتمدا عادات سيئة تتمثل بأشكال من التدخل في المنطقة، والعالم يؤدي الى ازدياد الأوضاع سوءا بدلا من تحسينها، ويبدو لي أن العالم العربي مجتمعا يجب ان يجد مخارج للاوضاع الحالية في سوريا وليبيا. وانا ادعم اي خطوة تهدف الى احلال السلام في المنطقة".

  • شارك الخبر