hit counter script
شريط الأحداث

وقائع المؤتمر الصحافي للرئيس أمين الجميل في 20-10-2011

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١١ - 15:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
دعا رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس امين الجميل، في مؤتمر صحافي عقده في البيت المركزي في الصيفي تناول فيه الأحداث الجارية في العالم العربي، الى "قراءة متأنية ان على الصعيد اللبناني او على صعيد المنطقة ككل فالشعب يطالب بتغيير النظام لكن يجب ان نتعاون ليكون البديل أفضل ويؤسس لمرحلة جديدة".وقال الرئيس الجميل: "دورنا في لبنان تجاه الثورات ليس تصدير الأسلحة أو إرسال مسلحين، بل وضع شرعة إطار لها. هذه الشرعة هي الإسهام الأساسي للبنان في التغيير. قوتنا الفكرية هي التي تؤثر في مجرى الأحداث وموازين القوى وليس الانحياز العسكري أو الأمني أو الديني أو المذهبي إلى هذا الفريق أو ذاك". وأعلن ان "زيارتنا إلى مصر الشقيقة جزء من تحرك أوسع يندرج في الخط التاريخي لحزب "الكتائب اللبنانية" الذي تميز في الدفاع عن الوجود المسيحي الحر والآمن في لبنان والشرق وبتأمين المناخ الوطني للتعايش المسيحي الإسلامي. وكانت الكتائب، ولا تزال في طليعة العاملين لتعزيز هذه الثوابت قبل حرب لبنان وفي أثناءها وبعدها وقبل الثورات العربية وفي أثناءها وبعدها. ونضالنا ليس بيانات وكلمات وشعارات وتأملات، بل تضحية حتى الاستشهاد".
وقال: "من هذه الخلفية التاريخية الثابتة والمنفتحة توجهت إلى مصر إثر الأحداث الأليمة التي تعرض لها الأقباط المسيحيون فأدمت قلوبنا واستنكرها العالم أجمع بمن فيه السلطات المصرية ومرجعية الأزهر. توجهت إلى مصر لأقول للأنبا شنودة الثالث، الصامد، وللأقباط: نحن معكم، ونحن معجبون بصمودكم وبحبكم لمصر وبإرادتكم بأن تعززوا وجودكم ودوركم في مصر مع أبناء مصر الآخرين في ظل دولة القانون. ونحن نرفض أن يدفع المسيحيون في مصر أو في أي دولة عربية ثمن الصراع بين الشرق والغرب وبين الأنظمة والثورات، وبين الاعتدال والتطرف. فمسيحييو لبنان والشرق ليسوا مكسر عصا لأي طرف وحان الوقت لأن يحمي وجودهم تشريع جديد حديث ومدني يثبت المساواة بينهم وبين أي مواطن آخر من دون تمييز ديني وإتني وطائفي، فلا يبقون في ذمة أحد ولا حتى في كنف أحد، ما عدا ذمة الحق والحقوق والدستور والقانون. بكلمة نرفض أن نكون، نحن مسيحيي الشرق ضحية مشروع التغيير لأننا شركاء فيه، لا بل ساهمنا في صنعه في بداية القرن الماضي وسنصنعه في بداية القرن الحالي".
أضاف: "بدأت هذا التحرك في وقت لاحظت فيه أن حراك الشعوب العربية يمر في مرحلة خطيرة لا بسبب قمع الأنظمة فحسب بل بسبب ضبابية تحيط بمسار هذه الثورات المفعمة بالأمل والباحثة، كما تقول شعاراتها، عن الحرية والديمقراطية. وهذه الضبابية تلف هوية الثائرين وهوية الأنظمة البديلة في آن معا. فغالبية الثورات لم توحد صفوفها وهيئاتها التمثيلية، كما أن السلطات الانتقالية في مختلف الدول التي شهدت أحداثا منذ بدء هذه السنة لم تتمكن بعد من تحديد لونها الوطني والسياسي ولا من ترجمة شعارات الحرية والديمقراطية والأمن. ولأننا نحرص على حركة التغيير ونتمنى أن تواصل الشعوب العربية مسيرة تحررها، نريدها واضحة وشفافة، ولا سيما أن هذه الضبابية تستغلها الأنظمة الديكتاتورية لتنقض على الثورات واللعب على تناقضات مكوناتها وتخويف أطراف عديدة منها عربيا ودوليا".
وتابع: "أن نكون في الكتائب ضد الديكتاتورية، فهذا تحصيل حاصل، لكننا نحن مع البديل الديمقراطي المدني، فعار أن تفرز الشعوب في هذا القرن أنظمة دينية أو مستبدة تمارس التمييز الديني على أي مستوى من مستويات الدولة ومؤسساتها انتخابا أو تعيينا".ورأى "ان الأحداث التاريخية التي يشهدها العالم العربي توفر للجامعة العربية دورا جديدا يضاف إلى مسؤولياتها التقليدية. فترافق نهضة الشعوب العربية كما اعتادت أن ترافق علاقات الدول العربية، وهو دور نهضوي يعطيها قيمة إضافية جوهرية ويتمحور حول قضيتين أساسيتين: الأولى التدخل بين الثورات والأنظمة للحد من العنف وضمان مسيرة الإصلاح والتغيير وانتقال السلطات. والثانية، وهي الأهم، وضع شرعة ـ إطار لمستقبل الثورات العربية عموما. فإذا كان يوجد خصوصية لكل دولة عربية ولكل ثورة، فهناك مبادئ وقيم عامة يفترض أن تلتزم بها الثورات كافة وبالتالي الأنظمة الجديدة، لكي تكسب ثقة مختلف المكونات في كل مجتمع عربي، ولكي تطمئن هذه الثورات الحريصين عليها بأن مشروعها البديل هو الديمقراطية والحرية والمساواة والدولة المدنية واحترام التعددية عبر ضوابط دستورية تؤمن صحة التمثيل السياسي في مختلف مؤسسات الدول".
وقال: "في هذا الإطار، اقترحت على الأمين العام أن تعقد جامعة الدول العربية ندوة مغلقة تضم أكاديميين من مختلف الدول العربية لمناقشة هذه الأفكار والخروج بالشرعة- الإطار. وكم كان سروري هذا الصباح ان مثل هذه المبادرة تعزز دور الجامعة العربية وتعطي للثورات صدقية لدى مجتمعاتها والمجتمع الدولي، كما تبقي حركة التغيير رهن قرار الشعب ونخبه فيكون مستقبل الدول العربية الخارجية من الأحداث والثورات من صنع عربي ومعبر عن إرادة الشعوب الحرة".وأكد "ان نجاح التغيير يبقى رهن اطمئنان الشعوب إلى الثورات. ونجاح الثورات رهن وضوح مشاريعها الوطنية. ونجاح المشاريع الوطنية رهن مدنية دستور نظام الدولة الجديدة. المسيحيون في لبنان والشرق لا يقبلون لا العزل ولا الانعزال ولا الاعتزال، بل التعايش مع الآخر ولعب دور محوري والبقاء روادا في هذا الشرق".
أسئلة وأجوبة
سئل: هل لديك علم بأن المسيحيين في سوريا يشاركون في التظاهرات الجارية؟
أجاب: "الثورة التي تعم المدن السورية ثورة عامة شاملة ووطنية يشارك فيها كل أطياف المجتمع السوري من دون تمييز، وطالما ان المسيحيين رواد اصلاح وحداثة فمن الطبيعي ان يشاركوا بكل ما يحقق اهداف الشعب السوري".
سئل: هناك من يتخوف في ان يحصل للمسيحيين في سوريا ما حصل للاقباط في مصر؟
أجاب: "ان ما حصل في مصر من أحداث أليمة ليست مستجدة، حصلت قبل الثورة احداث كثيرة من هذا النوع، منها في الاسكندرية والصعيد، هذه مشكلة قائمة"، معربا عن سروره وارتياحه لما سمعه من المسؤولين المصريين من شعور بالمسؤولية وتحسس لخطورة الوضع وضرورة معالجته من خلال بعض التشريعات، مشيرا الى انه اطلع من وزير الخارجية المصرية على سلسلة من التدابير التي ستخذها الحكومة المصرية، داعيا الى عدم التعويل على الديكتاتوريات لحماية الشعوب بل التعويل على الديمقراطية، والقانون والدستور والمساواة بين المواطنين وغير ذلك خطر على مستقبل تلك الجماعات بالذات".
وردا على سؤال عن "الشرعة - الإطار"، أعلن الرئيس الجميل "ان "الشرعة - الإطار" اصبحت ضرورية طالما ان الشعب يريد اسقاط النظام، ولكن ما هي الصيغة البديلة؟ بنظري الصيغة البديلة هي اي نظام يحقق العدالة والطمأنينة ويؤمن المساواة بين الجميع وهذا فحوى الشرعة التي تقدمنا بها. فهناك قواسم مشتركة يقتضي ان تتبناها الثورات، ولا نخفي بأن هناك اشكالات وتصلنا صرخات استغاثة من قبل العديد من هذه الثورات ليس فقط من قبل المسيحيين انما من غيرهم نظرا للخوف من تداعيات هذه الثورات. وكما ذكرت بدأ أمين عام جامعة الدول العربية بهذه الخطوات، وقد صرح عن ذلك اليوم في الصحف، وهذا يعطي أملا بأن تتحقق هذه الأمنية وهذا شرط اساسي من أجل تأسيس النظام الجديد ولا سيما في الدول التي تواجه هذا النوع من الثورات والأحداث".
سئل: هل تدعو المجلس الوطني السوري المعارض الى اصدار ورقة مبادىء للديموقراطية والحريات.
أجاب: "ان موقفنا واضح لجهة المساهمة في نشر الديمقراطية والحرية والمساواة التي تطمئن كل الجماعات. الموضوع ليس فقط بين الاقباط والمسلمين في مصر او بين المسلمين والمسيحيين في سوريا، فمعظم المجتمعات العربية مركبة وفيها اتنيات وفئات متعددة".
وأشار الى ما طرحه حزب "الكتائب" في هذا الإطار وهو "معالجة التحديات التي يواجهها المسيحيون اضافة الى ايجاد حل لهذه المجتمعات المركبة". وقال: "اما في ما يتعلق بسوريا فلا نريد الدخول في الخصوصية السورية في ظل غياب فريق واحد يمثل المعارضة السورية، هناك عدة اطراف في الداخل والخارج، فلننتظر حتى تتوحد كلمة المعارضة والثورة، و لننتظر المساعي التي تقوم بها الجامعة العربية، وعندها لكل حادث حديث".
ولفت الرئيس الجميل، ردا على سؤال عن الدولة المدنية، الى "ان مفهوم الدولة المدنية واسع جدا وما نقترحه هو التفاهم حول بعض المبادىء المشتركة والثوابت الدولية المعترف بها وتقر بها كل الديانات السماوية"، وقال: "فلنتفق على هذا القاسم المشترك الذي سيكون اساس الشرعة. بعض الثورات العربية تعلن مبادئ عامة وتطالب بالحرية والديمقراطية، لكن مفهوم هذه الشعارات ضبابي ويجب ان نساعد الثورات ان تبلور مفهوم هذه الكلمات وان نتفق على مبادىء مشتركة يقر بها الشعب العربي لمعالجة المشاكل المستعصية والقديمة فيه".
وأعلن "اننا على تواصل مع الجميع، وتصلنا نداءات استغاثة من بعض الثوار في بعض المدن العربية للمساعدة في ايجاد مخرج، وكأن البعض يشعر بوقوعه في مأزق سياسي ويطالب بضرورة انتشاله منه. فمن السهل المطالبة بإسقاط النظام، ولكن الأصعب هو البلوغ الى النظام الأمثل والأفضل"، وقال: "ان "ما يسعى اليه حزب الكتائب هو التعاون والمساعدة من أجل الخروج من نظام مرفوض الى نظام افضل من دون الوقوع في الفوضى. ففي غياب المشروع الذي نقترح هناك الفوضى او الأصولية المتزمتة المتشددة او الديكتاتورية، نحن مع هذه الطروحات ولمست من شيخ الأزهر تفهما كاملا وهو يطرح وثيقة اسلامية مهمة تطرح التطور والإنفتاح والإعتدال في مقاربة المشاكل المعاصرة...ولمست لديه استعدادا للإنطلاق بحوار مسيحي اسلامي يكون في الأزهر لتقريب وجهات النظر". وأكد "أن المسؤولين المصريين يشعرون بأخطاء الماضي وهم تقدموا بسلسلة تدابير نظرا لادراكهم بوجود خلل في التركيبة الوطنية، خصوصا من ناحية ضمان مشاركة كل اطياف المجتمع، وقدمت الحكومة سلسلة تدابير ومشاريع قوانين تعالج مشاكل الماضي". وقال: "نتمنى ان تحقق هذه المساعي تقدما، اذ انه بقدر ما يمكن ان نساهم في معالجة هذه الامور يكون الوضع أفضل. وللبنان مساع عريقة في هذا الصدد ويمكن ان يكون للاقتراحات اللبنانية المصداقية الكاملة".
وعن لقائه حركة "الاخوان المسلمين" في مصر، قال الجميل: "التقيت بعض القادة من كل الإتجاهات، ولمست لدى "الإخوان المسلمين" في مصر تفهما لضرورة معالجة بعض الأمور التي يقتضي معالجتها حرصا على الأستقرار والسلام الأهلي في مصر".
  • شارك الخبر