hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ملاك عقيل

"لا تفكّروا... انا أفكّر عنكم"، زعامات وتوارث... يا عيبو!

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٧ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

سيصعب ان نتخيّل الـ "نيو" تركيبة سياسية لبنانية، على أنقاض التحوّلات الهائلة التي تعصف بالمنطقة والتي سترسو على معالم خارطة جديدة في الجغرافيا وموازين القوى والوجوه، من دون ورثة الزعامات التقليدية. 

الورثة جاهزون ومستعدّون ومحرّضون كفاية ليبرهنوا، أقلّهم من وجهة نظرهم، أنهم ليسوا نسخة "أصلية" عن آبائهم وأجدادهم، وأنهم سيأتون في مهمّة إنقاذية للتأكيد "بأنهم غير".
سامي الجميل صار رئيسا لحزب لكن خارج الحكومة ويستعد لمنازلة قد تكون الاقسى في مسيرته السياسية الطرية العود. قريبا تيمور جنبلاط نائبا وزعيما، وإن لا يزال والده "البيك" يتمسّك برئاسة الحزب الاشتراكي رغم إعلانه الصريح قبل سنوات أنها ستكون ولايته الاخيرة. طوني فرنجية قريبا نائبا وزعيما فيما والده "البيك" مرشح دائم لرئاسة الجمهورية. والعين تتفتّح أكثر فأكثر على مجيد طلال ارسلان بعد طلال أرسلان الذي يأبى مغادرة السرايا بسهولة. هؤلاء يضافون الى الموجود أصلا. الياس المر بعد ميشال المر. أميل لحود بعد الرئيس أميل لحود. ميشال معوض بعد رينية معوض ونايلة معوض. دوري شمعون بعد كميل وداني، ثم الى كميل مجددا. كارلوس إده الغائب كليا عن الشاشة بعد العميد ريمون إده.
الرئيس سعد الحريري عاد مجددا الى الواجهة وجلس على كرسي الرئاسة الثالثة والتوقعات تشي بإقامة طويلة، وطويلة جدا.
الرئيس نبيه بري الحرّيف ليس بحاجة لهذا النوع من مشاهد التسلّم والتسليم بين الاباء والابناء، فأزلامه وورثته وشجرة العائلة، بكل أغصانها، متجذّرة في كل مؤسسات الدولة والوزارات والمناصب العليا وسفارات العالم وفي كل أنواع "بيزنس" الدرجة الاولى. منظومة بري المقيمة في عروق الدولة تحتاج الى أجيال لكي تسلّم الامانة!
لا يقتصر الامر فقط على التوريث العائلي التقليدي. في كتلة المستقبل، واللقاء الديموقراطي، وكتلة "التغيير والاصلاح"، وحزب الكتائب، والقوات، وكتلة التحرير والتنمية نواب بالجملة وَرثوا مقاعدهم النيابية على "باب المستريح". فقط رغبة رئيس اسمه ميشال عون بتغيير قواعد اللعبة يمكن ان يقود، عبر قانون انتخاب جديد، الى قلب الطاولة عبر تحويل ساحة النجمة الى مكان التقاء لطاقات وكفاءات تصل بجهدها وليس بالمحادل والجرافات.
لا يريد الوَرَثة بطبيعة الحال ان يُصوّرا بأنهم يشكّلون امتدادا للماضي، وهمّ يتصرّفون على هذا الاساس. وبالتأكيد سيسعون للقول بأن التوريث السياسي ليس دائما نقمة. يمكن التسليم بهذه المقاربة ويمكن افتراض العكس تماما ايضا.
الزعيم عادة يفكّر عن غيره. عن جماعته وطائفته وقواعده الانتخابية. وعن الامثل حيال خياراتهم السياسية. الورثة الجدد "يفكّرون غير". يفترضون أنهم سيوسّعون دائرة النقاش والتفاعل وتقسيم الادوار منعا للاحتكار، والأهمّ إرساء مفهوم المحاسبة، وطرح مفاهيم تغييرية وتحديثية ضمن النظام السياسي المهترئ.
سيكون صعبا توقّع ما ستكون عليه الامور في المستقبل القريب. لذلك الاستناد الى المسلّمات سيكون أسهل الامور. من يولد "شيخا" او "ميرا" او"بيكا" او زعيما بحكم البيت السياسي لا يتوقّع منه ان يخلع رداء الزعامة بسهولة. على الارجح، سيبقى يردّد بكل فخر وثقة "لا تفكّروا أنا اعرف كيف أفكّر عنكم".
 

  • شارك الخبر