hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

مؤسسة ناجي نعمان الثقافية كرمت المؤرخ جوزف أبو نهرا

الخميس ١٥ شباط ٢٠١٧ - 13:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إستقبل الأديب ناجي نعمان في مؤسسته الثقافية، وفي إطار الموسم التاسع لصالونه الأدبي الثقافي (2016-2017)، المؤرخ جوزيف أبو نهرا ضيفا مكرما في "لقاء الأربعاء" الثاني والخمسين.

بعد النشيد الوطني، تحدث نعمان وقال:"نحن في حضرة التاريخ والتأريخ، والتاريخ بحر، من حاول الغوص فيه، أو حتى مخوره، لا مندوحة له أن يفشل إن لم يتمتع بالمنطق والحيادية والمنهجية وطول الأناة. نحن في حضرة التاريخ والتأريخ، في حضرة أكاديمي تخرج على يديه كثيرون، أنا واحد منهم، وخرجت من يراعته أبحاث وكتب، في حضرة صديق طيب العشرة، يملأ الأرجاء طيبا أينما حل وكلما. نحن، بكلمة، في حضرة الدكتور جوزيف أبو نهرا".

ثم شرح الشاعر أنطوان رعد جوانب من نشاط أبي نهرا النقابي، وكيف أنه شارك في صياغة مقترحات منذ العام 1975 تطالب بالأخذ بالنسبية في انتخابات نقابة المعلمين في المحافظات الخمس، وكيف أن المذكور نال، مع كوكبة من رفاقه النقابيين، وسام الصرف الكيفي "من رتبة فارس" تقديرا لكفاءته العالية في التدريس، ولإخلاصه في العمل النقابي، ولكونه عصيا على التدجين. وأنهى رعد في أبي نهرا الصديق:"الصديق كنز ونعمة، وقد حباني الله من كنوز الأصدقاء ونعمهم فوق ما أنا أستحق. ويا صديقي جوزيف أنت زهرة نادرة لأن عطرها يشم بالقلب، وهو بكل تأكيد لا يتبدد مع الريح".

وتحدث منذر محمود جابر عن أبي نهرا "المؤرخ المتأهب دائما للبحث، وبتوجيه من غريزته التاريخية. وهو يأخذ على مؤرخين أنهم أخذوا تاريخهم على حين غرة، أو على حين مصلحة في طائفة أو منطقة أو سلطة، لأنهم لم يسألوا في مداولاتهم التاريخ عن المصادر، وإنما استرسلوا في قراءة هذا التاريخ من أيديولوجية في الطائفة أو المنطقة أو السلطة".

كما تحدث الدكتور عصام خليفة عن أبي نهرا الرفيق في الرحلات العلمية، ولاسيما في إطار الجمعية العربية للدراسات العثمانية، و"كيف كان للاثنين دور في تأسيس الجمعية اللبنانية للدراسات العثمانية".

وتكلم على أبي نهرا الزميل الأكاديمي، وكيف "أنه يتحلى بالإنصاف والنزاهة، ولا تخرج أطروحة من تحت يديه إلا متممة كل الشروط الأكاديمية العالية، وكيف عندما كان رئيس قسم التاريخ في الجامعة اللبنانية، لم يكن ليتهاون مع الزملاء، مع استخدامه اللطف ودماثة الأخلاق، وكيف كان يشارك في الاجتماعات، ويبدي الرأي السديد ويمد المعارك النقابية بجهده وثقافته القانونية".

بدوره تحدث أبو نهرا عن "أزمة الثقافة العربية، فوجد أن من مظاهر القصور الثقافي العربي الخلط بين الثقافة والمعرفة، لأن المثقف هو من يقارب أنواع المعارف بعقل منفتح وفكر نقدي"، واشار "إلى أن التقهقر الثقافي الحالي ليس أقل خطرا من التدمير والقتل. ومن مظاهر القصور أيضا الفصل بين العلم والثقافة، فنستورد من الغرب ونرفض ثقافته".

كما توقف عند "ثغرات الذاكرة التاريخية اللبنانية، ومنها توجيه التاريخ لمصلحة طائفة أو فئة، تشويه مفهوم استقلال لبنان، التركيز على تاريخ جبل لبنان وإهمال تاريخ المناطق وتجاهل تاريخ التفاعل بين مختلف الطوائف وتشويه الحقائق لتلميع الصورة والتركيز على أسباب النزاعات الطائفية وإهمال حساب الكلفة والربح".

وختم:"لو تأملنا في تاريخنا للافادة من عبره لوجدنا أن لا ضمانة للبنان إلا بالشعب اللبناني، ولا ضمانة للبناني إلا اللبناني الآخر. كل استقواء بالخارج غير ثابت، وكل حل لمشاكل الداخل مستورد من الخارج غير مضمون النتائج، ويعود في النهاية لمصلحة مهندسيه على حساب طالبيه، فآكل السم يبلى، وليس طابخه".

وبعد أبيات زجلية من الشاعر الياس خليل، سلم نعمان ضيفه شهادة التكريم، وانتقل الجميع إلى نخب المناسبة، وإلى توزيع مجاني لآخر إصدارات مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان ودار نعمان للثقافة، بالإضافة إلى كتاب "الإكليروس والملكية والسلطة" لأبي نهرا، وكتب لكل من الأديب إميل كبا وغادة الخرسا. كما جال الحاضرون في مكتبة المجموعات والأعمال الكاملة وصالة متري وأنجليك نعمان الاستعادية.
 

  • شارك الخبر