خلق السجال - لا النقاش - حول قانون الانتخاب المستمر من اشهر طويلة وتنامى في الشهر الماضي، حالة من الانقسامات بين مكونات سياسية اساسية انعكست على القواعد الشعبية للقوى السياسية، تُرجمت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما خلق انطباعا بأن التسوية التي جاءت بالرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري الى رأس الحكم، باتت مهددة، برغم نفي الحريري حصول اي خلاف بينه وبين الرئيس عون.
هذه السجالات معطوف عليها التراكم الكمي للخلاف السياسي حول بعض الملفات، لا سيما بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، الذي اعاد الرئيس سعد الحريري التعبير عنه في كلمته خلال احياء ذكرى استشهاد الرئيس الراحل رفيق الحريري، عدا عن الخلاف بين التيار الوطني الحر وبين الحزب التقدمي الاشتراكي، والخلاف بين التيار الحر وبين "تيار المردة" وبين الاخير وبين "القوات اللبنانية"، وبين هذه "القوات" وبين "حزب الله" والحزب الاشتراكي، كل ذلك يوحي كأن البلد مقبل على حالة حرب سياسية عظمى قد تطيح كل الانجازات التي تحققت بعد انتخاب الرئيس عون .
كما ترى بعض الجهات السياسية البارزة ان بعض التحالفات الظرفية التي قامت خلال فترة التحضير للاستحقاق الرئاسي قد لا تستمر، خلال التحضير للاستحقاق الانتخابي، لا سيما بين "التيار الحر" وبين "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل"، ومبادرة الرئيس الحريري بترشيح العماد للرئاسة وموافقة الرئيس نبيه بري- ولو على مضض- ، قد تنتهي مفاعيلها امام اصرار رئيس الجمهورية على اعتماد النسبية ومعه تياره وحلفائه وابرزهم "حزب الله"، في قانون الانتخاب.
لكن مصادر "تيار المستقبل" تؤكد انه يقبل النسبية لكن بشروطه لا بشروط الاخرين وتقسيماتهم للدوائر الانتخابية، وعبر قانون مختلط لا النسبية الكاملة، لهذا رفض مشروع الرئيس نجيب ميقاتي القائم على النسبية الكاملة، الا ان التيار لا يقفل الابواب امام التسويات، شأنه شأن النائب وليد جنبلاط وطبعا الرئيس بري و"حزب الله".
وتعتبر الجهات السياسية ان تحالفات الرئاسات غير تحالفات الانتخابات، وان ما يصح في هذه قد يقوم عليه خلاف في تلك، وما يمكن ان يتم ترتيبه في منطقة او دائرة انتخابية ما قد لا ينجح في دائرة اخرى بين الفريقين نفسيهما، حتى الخلاف القائم بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" قد ينقلب تحالفا في احدى دوائر بيروت مثلا حيث الصوت الشيعي المرجح، كما سبق وحصل في انتخابات ماضية، كما قد يقوم تحالف بين الحزب التقدمي الاشتراكي و"التيار الحر" و"المستقبل" في الشوف مثلا، وكل ذلك رهن التسويات التي يراهن على حصولها الكثيرون برغم الخلافات وانفراط بعض التحالفات.