انتقلت اليوم، مبادرة "من أجل راشيا نظيفة"، التي أطلقها اتحاد بلديات جبل الشيخ في قضاء راشيا، بالتعاون مع شركة RCM، بعد لقاءين تحضيريين، من حيز التنظير والمناقشة إلى حيز التنفيذ والعمل المباشر، حيث نزل أكثر من مئة شابة وشاب من مختلف قرى الاتحاد، ينتمون ل"مجموعة الشباب التطوعية"، إلى الطرقات، مبتدئين حملة نظافة واسعة، استمرت أربع ساعات، وشملت في مرحلتها الأولى تنظيف جانبي الطريق الرئيسة عند مستديرة ضهر الأحمر باتجاه بلدة راشيا وصولا إلى سوقها الأثري، وجمعوا أكثر من 160 كيسا من الحجم الكبير، من النفايات تم فرزها قبل نقلها إلى الاماكن المخصصة لها.

رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ، الشيخ صالح أبو منصور الذي شارك في الحملة واشرف عليها، أكد أن "النشاط الأول لمجموعة الشباب التطوعية، كان رسالة قوية ومدوية لتنبيه المواطنين العابرين على الطرق ممن يستسهلون رمي النفايات المنوعة اثناء مرورهم، حيث استمرت الحملة لأكثر من اربع ساعات، الأمر الذي سمح لمئات السيارات العابرة بتلقف الرسالة، خاصة ان العشرات استوقفهم المشهد الحضاري المنظم، وبعضهم عرض المساعدة والتطوع من افراد واصحاب مؤسسات وشركات".

ولفت إلى أن "حصيلة الحملة فاقت كل التوقعات وكانت المفاجأة بجمع أكثر من 160 كيسا من القياس الكبير الحجم، حيث تم فرزها مباشرة اثناء الحملة، وعملت سيارة تابعة للاتحاد وحافلة مخصصة لنقل النفايات على جمعها ونقلها إلى الاماكن المخصصة لها، ريثما ننجز معمل فرز النفايات".

وأشار إلى أن "المتطوعين عملوا بفرح وباندفاع وبجو ايجابي، مما يؤكد أن فكرة التطوع تحتاج إلى وضع اهداف وتنظيم ومؤازرة ودعم، والتعامل بايجابية مع ردات الفعل وبالتالي تجاوز ردات الفعل السلبية التي تؤدي الى الاحباط".

ووعد أن "راشيا ستكون أحلى في القادم من الايام، وأن وظيفة اي مسؤول ان يقابل الخير بالخير بعيدا عن الأنانية والتفرد، لأن في التطوع شراكة حقيقة وتعزيز للتلاقي والتعاون"، مثنيا على "دور المتطوعين من مختلف مشاربهم الحزبية والطائفية ومن الجمعيات الكشفية والرياضية"، منوها ب"بعض القيمين على القطاع الخاص، لا سيما شركة RCM، التي تغطي نصف كلفة المشروع وتجهيزاته"، مشيرا الى "استعداد اكثر من شركة لدعم المشروع".

من جهته، اعلن نائب رئيس الاتحاد جريس الحداد عن "ثقة الاتحاد باهالي المنطقة لا سيما جيل الشباب"، داعيا الى ان "تكون الحملة درسا في السلوك العام لجهة حماية البيئة والنظافة العامة وتعميم ثقافة التطوع، التي تخدم المصلحة العامة في المنطقة وتؤسس لشراكة حقيقية في مواجهة الهموم التي تواجهنا".

وأعرب عن "ارتياحه لنجاح الحملة واهمية استمرار مبادرة التطوع لتطال الجيل الشاب بهمومه واهتماماته، وتؤسس لعلاقة مستدامة بين المؤسسات وابناء المنطقة، ولعلاقة انفتاح بين المكونات الشبابية".

من جهته، رأى مدير شركة RCM الشيخ حسن جمال أبو ابراهيم ان "النشاط كان ناجحا بكل المعايير، وهو يحتاج الى مواكبة دائمة، والى تفعيل الطاقات الشابة وفتح الافق امامها من اجل مستقبل افضل وذهنية تلامس ما نحتاجه في بيئتنا"، مؤكدا ان "التطوع رسالة نبيلة وعيلنا مواكبتها وتشجيعها وتوفير فرص نجاحها بعيدا عن اية حسابات"، لافتا الى "اهمية مواكبة المتطوعين وملاقاة الافكار البناءة والهادفة الى الخدمة العامة وتقدم وازدهار المنطقة، وبالتالي تمتين العلاقة بين القطاعين العام والخاص".

من ناحيتهم، اعرب عدد من المتطوعين عن سعادتهم ب"هذا النشاط الذي تميز بالجدية وحقق غاياته، رغم الظروف المناخية الباردة"، مؤكدين أن "ارادة التطوع أقوى من سياط البرد"، منوهين ب"اهمية تعاون المجتمع مع مضمون رسالة التطوع وتجنب رمي النفايات من ركاب السيارات العابرة".