hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

اللواء بصبوص يشيد باحباط العملية الارهابية

الأحد ١٥ كانون الثاني ٢٠١٧ - 16:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد الرائد المهندس وسام عيد ومرافقه المعاون أسامة مرعب، زار المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، ظهر اليوم 22/1/2017، على رأس وفد رفيع من الضباط، منزل عائلة الشهيد عيد، الكائن في بلدة دير عمار، مسقط رأس الشهيد، وقدّم التعازي لذويه، وألقى كلمةً أشاد خلالها بمزايا الشهيد، وهذا ما جاء فيها:
كلمة اللواء إبراهيم بصبوص:
كما في كلِّ عامِ نستذكرُ ذلك التفجيرَ المشؤومَ الذي أودى بحياةِ شهيدِنا البطلِ الرائد وسام عيد, ذكرى أليمةٌ, إلّا أنَّها عطرةٌ بعبقِ الشهادةِ وذكيةٌ بدمائِه الطاهرةِ التي روَتْ معَ دماءِ غيرِه من الشهداءِ أرضَ لبنانِنا الحبيب.
تسعُ سنواتٍ مضَتْ غابَ فيها الشهيدُ عنّا جسدًا, أمّا روحُه فلم تبارحْنا أبدًا, إذ بقيَتْ وستبقى ملهمةً لنا في كلِّ مقارعةٍ معَ الإرهابِ والإرهابيّين, وها هم زملاؤه في شعبةِ المعلوماتِ برئاسةِ العميد عماد عثمان يستقون ممّا إبتكرَه وأرساه من برمجياتٍ ذكيةٍ وتطويرٍ مميزٍ يستبسلون في كشفِ الشبكاتِ الإجراميةِ ومخطّطاتِها اللئيمةِ, وإحباطِها قبلَ تنفيذِها، وما العملية التي نفذتها هذه الشعبة مساء امس بالتعاون والتنسيق مع مخابرات الجيش اللبناني والتي ادت الى افشال محاولة تفجير انتحارية وتوقيف حامل الحزام الناسف إلا خير دليل على ذلك.
تسعُ سنواتٍ خلَتْ, وذكراه لم تبارحْ أروقةَ المديريةِ العامّةِ ولا مكاتبَ شعبةِ المعلوماتِ التي عملَ فيها طوالَ سنواتٍ متواصلةٍ معَ زملاءَ له أحبَّهم وأحبّوه, فكانوا شهداءَ على نبلِه ومناقبيّتِه وتفانيه في العطاءِ حتّى الشهادةِ بحيث أنجزَ خلالَ سنواتِ خدمتِه القليلةِ الكثيرَ الكثيرَ من الإنجازاتِ، رغمَ تعرُّضِه لعدّةِ محاولاتِ اغتيالٍ لم تثنِه عن مواصلةِ عملِه الفنّي والميداني.
لقد كانَ للشهيدِ البطلِ بصماتُه الواضحةُ في إماطةِ اللثامِ عن خفايا جريمةِ العصرِ التي أودَتْ بحياةِ صانعِ الوفاقِ ورمزِ إعادةِ الإعمارِ في لبنان, صاحبِ الأيادي البيضاء، دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري, وشهدت المحكمةُ الجنائيةُ الخاصّةُ بلبنانَ، بأهميّةِ ما توصّلَ إليه الشهيدُ من استنتاجاتٍ، وما كشفَه من أدلّةٍ وقرائنَ هامّةٍ بنيَتْ على أسسٍ علميةٍ ومنطقيّة, إذ تمكّنَ بفطنتِه وذكائِه المعهودِ، من كشفِ خيوطِها والشبكاتِ والخلايا التي أُنشئَت وكلّفت بتنفيذِها بإتقانِ قَلَّ نظيرُه، ولم تقتصرْ إنجازاتُ الشهيدِ على كشفِ خفايا جريمةِ اغتيالِ دولةِ الرئيسِ الشهيدِ رفيق الحريري؛ إنّما تمكّنَ بفضلِ عقلِه النيِّرِ من كشفِ العديدِ من شبكاتِ التجسّسِ التي كانت تعملُ على الأراضي اللبنانية لصالحِ العدوِّ الإسرائيلي، والعديدِ من الشبكاتِ الإرهابية, كلُّ ذلك من خلالِ اعتمادِه لمنهجيّةٍ علميّةٍ ذكيّةٍ في تحليلِ (داتا) الاتّصالاتِ الهاتفيّةِ وشبكةِ الإنترنيت، بمساعدةِ فريقِ عملٍ متواضعٍ، بإمكانيّاتِه وعديدِه وبإشرافِ الشهيدِ البطلِ وسام الحسن، من إحرازِ الإنجازِ الأمنيِّ تلوَ الأخر, إلى أن أضحى لبنانَ مثلًا يُحتذى به، في كشفِه للشبكاتِ التجسّسيةِ وتصدّيه للخلايا الإرهابيةِ، وفي إرسائِه لفلسفةِ الأمنِ الوقائيِّ، من جرّاءِ كشفِ تلك الشبكاتِ وتفكيكِها، ومشاركتِه الميدانيّةِ في إحباطِ مخطّطاتِها واعتداءاتِها الإرهابيةِ قبلَ وقوعِها, الأمرُ الذي وفَّرَ على لبنانَ وشعبِه العديدَ من الخسائرِ البشريةِ والمادّية.
لقد كانَ وسام في حياتِه مثالًا للنزاهةِ والبطولةِ، وسيبقى في عليائِه حيثُ يرقدُ بجوارِ الأبرارِ, ملهمًا لزملائِه ولكلِّ المواطنين الأحرار, في مواجهتِهم للمخاطرِ، وفي زودِهم عن الحقوقِ وصونِهم لكرامةِ الأوطان.
وها نحن في قوى الأمنِ، وبتوجيهاتٍ من معالي وزير الداخلية والبلديات، الاستاذ نهاد المشنوق, نجدِّدُ العهدَ لروحِه الطاهرةِ، ولأرواحِ كلِّ الشهداءِ الأبرارِ, ونحن على العهدِ باقون ولأمانتِه لحافظونَ، وإنّنا في رسالتِنا ماضون في سبيلِ حمايةِ لبنانَ، وكلِّ اللبنانيّين من جميعِ الأخطارِ التي تتهدّدُهم، طالما بقيَتْ الدماءُ تجري في عروقِنا.
رحمَ الله شهيدَنا الغالي ورفيقَه المعاون الشهيد أسامة مرعب والمدنيّين الأربعةَ الذين أستُشهدوا معَه, وأسكنَهم فسيحَ جنّاتِه, لهم المغفرَةُ، ولذويهم الصبرُ والسلوان.
عشتم, عاشت قوى الأمن الداخلي, عاش لبنان.
ثم انتقل الجميع الى جبّانة البلدة، حيث وضع اللواء بصبوص إكليلاً من الزهر على ضريح الشهيد.
وصباحاً، أقامت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وذوو الشهداء المدنيين الأربعة: رجا المغربي، سعيد عازار، آلان صندوق والياس فارس، الذين سقطوا في موقع الانفجار في محلة الحازمية قرب تقاطع الشيفروليه، مراسم تكريم لهم، حيث قدمت مجموعة من عناصر قوى الأمن مراسم التشريفات، وأضيئت الشموع عن أرواحهم، كما وضع وفدٌ من الضباط ستة أكاليل من الزهر بإسم المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، على وقع عزف موسيقى قوى الأمن الداخلي، التي عزفت لحن الموتى، تحيةً للشهداء واكراماً لهم.
 

  • شارك الخبر