hit counter script

أخبار محليّة

الراعي: لسن قانون انتخابات على أساس المشاركة والتعددية

الأحد ١٥ كانون الثاني ٢٠١٧ - 16:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان "الهوية والرسالة تعنيان الجميع في الكنيسة والمجتمع والدولة، وهما حاجة ماسة لقيام مجتمع سليم ودولة عادلة تقدر المواطنين، فلا تسمح بسياسة الإقصاء والإستئثار وما يتنافى وحق كل مواطن في تطلعاته وطموحاته ويناقض الممارسة الديموقراطية السليمة، فلا محادل ذهبية او حزبية في الإنتخابات، ولا يحق لهذا ان يطغى على التنافس الديموقراطي المطلوب. مطلوب من العهد الجديد الرئاسي والحكومي ان يواصل خط المشاركة والتعددية من اجل بناء الوحدة الوطنية التي تستجمع كل الطاقات على تنوعها، وعلى هذا الأساس يجب سن قانون للانتخابات".

كلام الراعي جاء خلال ترؤسه قداس الشكر لمناسبة مرور 400 عام على كاريزما مار منصور في بازيليك سيدة الأيقونة العجائبية، بمعاونة المطرانين بولس مطر وجورج ابو جودة ولفيف من الكهنة ومشاركة المطارنة سليم بسترس وسيزار اسايان وخليل علوان، الرئيس العام للرهبانية الأنطونية الأب داود رعيدي، الرئيس العام للرهبانية الكريمية الأب مالك ابو طنوس، الرئيس الأقليمي للأباء اللعازريين الأب زياد حداد والرئيسة الإقليمية الأخت مادلين بستاني، وحضره الوزير نقولا تويني ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الوزيران ميشال فرعون وجان اوغاسابيان، النائب نعمة الله ابي نصر، الوزراء السابقون يوسف سلامة ودميانوس قطار وزياد بارود وابراهيم نجار، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، الجنرال شامل روكز وعقيلته كلودين، رئيس الرابطة المارونية انطوان اقليموس وعدد من الشخصيات السياسية والدينية والمؤمنين.

بداية ألقى حداد كلمة قال فيها: "أتشرف باسمي وباسم كل عائلة القديس مار منصور دو بول في لبنان، واعني المؤسسات الثلاث الكبرى وهي اخويات سيدات المحبة، الآباء اللعازريين وجمعيات بنات المحبة وست جمعيات استلهمت كاريزما القديس منصور اي اكثر من مليون مكرس ومتطوع اتبعوا القديس منصور دو بول في العالم كله، ليكونوا رسل المسيح الى الفقراء. باسم هؤلاء جميعهم يسعدني ان ارحب بغبطتكم وبالجماعة الكنسية الموقرة، ويشرفني ان ارحب بممثل رئيس الجمهورية الوزير التويني والنواب والوزراء وكل من يشاركون فرحنا لمناسبة يوبيل مرور 400 عام على كاريزما القديس منصور. هذه البازيليك الذي بناها اسلافي وكرسها السفير البابوي عام 1954 وشفيعتها سيدة الأيقونة العجائبية، وهي التوأم الروحي الأول لمزار سيدة لورد في فرنسا تكرست منذ انشائها لخدمة الكنيسة الكاثوليكية بمختلف طقوسها. ان حضور غبطتكم اليوم بيننا يأتي في سياق طبيعي، فسلفكم غبطة البطريرك الياس المعوشي والبطريرك مار نصرالله صفير احتفلا هنا بالذبيحة الإلهية".

وختم: "بيديك المباركتين يا صاحب الغبطة سنرفع كلنا هنا من كل قلوبنا شكرنا لكل الخير الروحي الذي تدفق منذ تكريس هذه البازيليك. لقد اضحت مركز حج وطنيا ومزارا مريميا للصلاة والتنشئة الدينية في قلب المدنية".

الراعي
بعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى الراعي عظة قال فيها: "عندما قام الرب يسوع ذات سبت ليقرأ في مجمع الناصرة، كان النص من نبوءة اشعيا:" روح الرب علي مسحني وارسلني لأبشر المساكين". فقال للشعب الحاضر:" اليوم تمت هذه الكتابة، ليعني ان النبوءة كتبت عنه قبل ستماية سنة، وانها تتحقق فيه اليوم، هو الذي مسحه الروح وارسله ليحمل البشارة للمساكين. وبذلك تحددت هويته ورسالته. هذه الهوية والرسالة شكلتا الموهبة الخاصة، اي كاريسما القديس منصور دي بول. وجمعية الرسالة للآباء اللعازريين، وجمعية راهبات بنات المحبة، وجمعية سيدات المحبةـ بالإضافة الى جمعيات خيرية ورهبنات ارسالية، هذه كلها مجتمعة تشكل عائلة مار منصور دي بول".

أضاف: "يسعدنا ان نحتفل معكم بهذه الليتورجيا على مرور 400 سنة من عيش الكاريسما، واننا نهنىء عائلة مار منصور بهذا اليوبيل المئوي الرابع، وبخاصة على ان عناية الله بشفاعة القديس منصور تحفظ الموهبة التي خص بها الروح القدس مؤسس هذه العائلة، ويجددها ويرسخها. واننا نتمنى لهذه العائلة دوام التقدم والإزدهار في مساحات الرسالة، وفي تلبية نداءات المحبة المتزايدة بسبب الظروف الإقتصادية والمعيشية الضاغطة. اكتشف القديس منصور هويته ورسالته، من خلال ممارسته الكهنوتية، الهوية هي اياها التي نالها من مسحة الروح في سري المعمودية والميرون كمسيحي، ثم من مسحة الميرون في الكهنوت المقدس، الذي كان يبغي منه في الأساس وسيلة عيش مضمون وهادىء بقرب امه العجوز، لكن عين الله كانت ترى في كهنوته ابعد من ذلك، وكانت دعوة الله الخفية تريده ليكون الرسول الكبير لبشارة الإنجيل ولرسالة محبة الفقراء".

وتابع: "تبلورت موهبة الروح الخاصة به المعروفة بالكاريسما وهي الرسالة والمحبة من خلال حدثين حاسمين في بداية حياته الكهنوتية، الاول سماع اعتراف رجل عجوز على فراش الموت في رعية غان، اقر بجميع خطاياه الثقيلة التي كان يخفيها في اعترافاته السابقة، ولم يكن يجرؤ على ذكرها حياء، وكانت تعذب ضميره، فأدرك القديس منصور الفقر الروحي لدى الشعب، وإذ خصص عظة الأحد لضرورة الإعتراف الشامل بالخطايا، رأى المؤمنين يتهاتفون باعداد كبيرة الى سر التوبة، فأدرك في داخله موهبة الرسالة: الروح الرب علي مسحني وارسلني لأبشر المساكين. والحدث الثاني جرى في رعية شاتيون فعندما اطلع على وضع عائلة يموت افرادها من الجوع واكتشف الفقر المادي عند الناس، فألقى عظته ورأى المؤمنين يتهافتون لمساعدة تلك العائلة، فأدرك موهبة عمل الرحمة بالشكل المنظم. وهكذا اكتملت عنده الموهبة الخاصة ببعديها الرسالة والمحبة وعلى هذا الأساس انشأ جمعية الرسالة وبنات المحبة والعديد من الجمعيات من اجل الكرازة الفاعلة بالأنجيل والخدمة الروحية والمادية للفقراء".

وقال: "فيما تحتفل عائلة مار منصور بذكرى 400 سنة على عيش موهبتها هذه، فإنها تجدد عهدها بحفظ الهوية والرسالة، فتلبس الروح الذي مسح بنعمته افرادها، وتتحد اكثر فأكثر بشخص يسوع، وتواصل انطلاقتها بدافع من المحبة التي تحملها على ابتكار سبل جديدة وملائمة وفاعلة لمواجهة الفقر لدى العائلات المتواجدة في مؤسساتها وفي محيطها لمحاربة اسباب الفقر كالحرمان والظلم، والعنف والحرب وعدم المساواة في توزيع خيرات الأرض، وروح الأنانية والمادية، فيما خيرات الأرض معدة كلها من الله لجميع الناس. انها تفعل ذلك انطلاقا من اعمال الرحمة الجسدية والروحية التي عددها قداسة البابا فرنسيس في يوبيل سنة الرحمة واستوحاها من كلام الرب يسوع في انجيل القديس متى وهي على مستوى الجسد: اطعام الجائعين، وسقي العطشان، واستقبال الغرباء، وكسوة العريانين، والإعتناء بالمرضى، وزيادة المسجونين، وعلى مستوى الروح، هي اسداء المشورة لمن هم في الشك، وتعليم الأجيال، وتنبيه الخطأة، وتعزية الحزانى، ومغفرة الإساءة، واحتمال الإزعاج والعقليات الصعبة وما شابهها ومن وجوه الحياة الإجتماعية".

أضاف: "روح الرب علي مسحني وارسلني، انها هويتنا ورسالتنا نحن المسيحيين، بمسحة المعمودية والميرون جعلنا الروح:" مسيحيين لابسين المسيح" على ما يقول بولس الرسول في رسالته الى الغلاطيين، فتحددت هويتنا. وبحكم هذه المسحة تسلمنا رسالة ذات مساحات خمس: الوقوف الى جانب الفقراء ماديا وروحيا وثقافيا، تحرير المأسورين بالعدل والإنصاف، سواء كانوا مأسورين وراء قضبان الحديد ام داخل عاداتهم السيئة، ام مستعبدين لأشخاص او ايديولوجيات: اعادة ابصار لعميان العيون والبصائر والقلوب: رفع الظلم عن المقهورين، والمسلوبة حقوقهم والمكبلة طموحاتهم وجعل الزمن اكثر قبولا عند الله. هذه الهوية والرسالة تعنيان الجميع في الكنيسة والمجتمع والدولة، وهما حاجة ماسة لقيام مجتمع سليم ودولة عادلة تقدر المواطنين، فلا تعتمد ولا تسمح بسياسة الإقصاء والإستئثار، وهذا يتنافى وحق كل مواطن في تطلعاته وطموحاته، ويناقض الممارسة الديموقراطية السليمة. فلا محادل ذهبية او حزبية في الإنتخابات، ولا يحق لهذه ان تطغى على التنافس الديموقراطي المطلوب".

وختم الراعي: "مطلوب من العهد الجديد الرئاسي والحكومي ان يواصل خط المشاركة والتعددية من اجل بناء الوحدة الوطنية التي تستجمع كل الطاقات على تنوعها افردية كانت ام جماعية. وعلى هذا الأساس يجب سن قانون للانتخابات. وبهذه الروح يجب اجراؤها".

وقبل نهاية القداس قدم حداد للراعي مجسما مذهبا فيه ذخيرة مار منصور. وبعد القداس تقبل الراعي والآباء اللعازريين التهاني في صالون الكنيسة. 

  • شارك الخبر