hit counter script

أخبار محليّة

يوحنا العاشر: صعوبات كثيرة تواجهنا لكننا لن نخاف وسنبقى متكاتفين

الأحد ١٥ كانون الثاني ٢٠١٧ - 15:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر، قداس الاحد في دير مار الياس شويا البطريركي في المتن الشمالي في حضور شخصيات رسمية وسياسية وروحية واجتماعية وحشد من المؤمنين.

والقى البطريرك يوحنا العاشر عظة شرح فيها الانجيل المقدس وتناول قصة زكا العشار الذي " كان رئيس العشارين وسمع عن يسوع المسيح واراد في داخله مشاهدته فصعد الى الشجرة لمشاهدته اثناء مروره بسبب كثرة الجموع وقصر قامته، وعندما مر يسوع طلب منه النزول عن الشجرة وقال له: "انزل يا زكا لقد تم خلاص في بيتك اليوم وسوف اذهب وامكث فيه" عندها اعلن زكا فرحه وتأثره بقبول يسوع له وقرر ان يعطي نصف ماله للفقراء والمساكين".

وتابع " نحن منذ ايام قليلة امضينا عيدي الميلاد ورأس السنة وحدث التجسد الالهي ليسوع المسيح، واتمنى لكم ان تكون اعيادا مباركة للجميع وللبنان والمنطقة ونأمل ان تكون سنة مباركة وتحمل في طياتها بشرى السلام والطمأنينة والاستقرار للبنان والمنطقة. والآن انهينا ليتورجيا طقوسية وهذه الحلقة التي نمر بها كل سنة التي هي الميلاد لندخل الى الحلقة الليتورجية الثانية، وهي الصوم الكبير الذي يحضرنا لعيد الفصح المجيد والقيامة ويفصل بين الفترتين احدان، احد زكا العشار واحد الكنعانية".

وتحدث يوحنا العاشر عن "اهمية الفعل الذي نقوم به في الصوم من اعمال الفضيلة والاحسان والصلوات"، داعيا الى "التوقف عند حادثة زكا العشار التي تنطبق على كل واحد منا لنتعلم منها في حياتنا اليومية. يجب ان يكون كل واحد منا زكا لانه يريد الحقيقة ويسعى اليها ويبحث عنها ويريد الحق وفي الوقت نفسه هناك ما يمنعه وهي ضعفه والمصالح واغراءات الحياة. هناك صعوبات ومعوقات كثيرة تحول دون بلوغنا الى الحق سواء من الداخل او من الخارج، لذلك يجب ان يكون كل واحد منا زكا ويكون بطلا وجريئا مثله".

وشكر الرب "لانه في الآونة الاخيرة كان المسؤولون مثل زكا وارادوا للبنان الخير وبارادة صادقة تنازلوا عن مصالحهم الخاصة وحصل التوافق الذي آل الى انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تشكيل الحكومة، والآن نأمل ان يوضع قانون انتخاب وان تتم الانتخابات النيابية في موعدها، وهكذا تنتظم كل المؤسسات الدستورية في هذا البلد ويسير كل شيء على ما يجب ان يسير عليه من اجل انتظامه ومن اجل هذا الشعب الطيب الذي يطالب بلقمة عيشه وكرامته".


وتابع: "يجب ان نتعلم كرجال دين وسياسيين ومؤمنين من زكا ونكون طلاب حق ونريد لبنان بلد الرسالة والمواطنة والدولة المدنية التي نرفع رأسنا بها، والتي تساوي بين كل الناس وكل اطياف ومكونات هذا البلد، فاذا قمنا بما قام به زكا نستطيع ان نحقق البسمة والفرح لجميع ابناء هذا البلد، وبالتالي يكون لبنان رسالة للبلدان المجاورة ولكل البلدان. هذا ما نسعى اليه ونصلي من اجله ونحيي من هذا الدير الشريف فخامة رئيس الجمهورية وندعو له في هذا العهد الجديد بالصحة والقوة ليقود هذا البلد مع كل معاونيه الى بر الامان والسلام والاستقرار ويحقق الشعار الذي اطلقه وهو الاصلاح والتغيير كما غير واصلح زكا نفسه وليتم هذا الاصلاح والتغيير في هذا البلد العزيز على قلوبنا من اجل ان نهتم بشؤون وقضايا الناس"، سائلا "ما اهمية ان نتكلم عن حقوق الانسان والحرية والديمقراطية اذا كان الانسان لا يعيش بكرامة".

واردف: "نتمنى ان يقودنا الرب جميعا، فخامة الرئيس ومعاونيه وكل الشعب الطيب حتى نعيش بامان وسلام واستقرار خصوصا في ظل هذا العالم المضطرب من حولنا. ففي عيد الميلاد توجهت الى حلب لاكون الى جانب ابنائنا هناك الذين يعيشون ظروفا امنية ومعيشية صعبة ورفعت الصلاة في كنيسة السيدة الاثرية التاريخية وقلت لهم ان من هذا المكان الشريف تخرج رجال عظام وليست هامات روحية وكنسية فحسب بل هامات وطنية وثقافية وعلمية، ساعدت وخدمت واحترمت من قبل الجميع نذكر منها في العصر الحديث البطريرك الياس الرابع والمطران الياس يوسف وسيدنا بولس اعاده الله الينا بالسلامة، فهذه اماكن لها اهميتها ليس فقط الدينية وانما الثقافية والتاريخية والحضارية ونأسف اليوم لعدم احترامها".

واكد يوحنا العاشر "اننا باقون وثابتون وموجودون، هنا ولدنا، هنا نعيش وهنا سنبقى كشعبين سوري ولبناني وكمسيحيين في هذه المنطقة وهذا هو قرارنا، هناك صعوبات كثيرة وهناك مصالح دول تلعب بنا ولكننا لن نخاف وسنتحدى كل الصعوبات التي نواجهها رغم انهم يعتبروننا دولا من العالم الثالث، ولكن مقاييس هذا الدهر غير مقاييس ربنا، فعلى الرغم من الصعوبات الداخلية والخارجية نحن متكاتفون، صامدون باقون وسنبقى حاملين تلك الرسالة العظيمة، رسالة السلام، رسالة الفرح والمحبة والعلم والثقافة والعيش المشترك".


وختم " هذا هو تاريخنا، هذا التاريخ الذي سطره اجدادنا وآباؤنا بدمائهم عبر سنوات طويلة من اجل هذا الحق وهذه الحقيقة وهو مجبول بدم اجدادنا وآبائنا الذين حافظوا على هذا الارث واعطونا اياه لنحافظ عليه ونورثه لابنائنا".
 

  • شارك الخبر