hit counter script

مقالات مختارة - غسان المفلح - السياسة

حصيلة أوباما? تأهيل الجريمة

الأحد ١٥ كانون الثاني ٢٠١٧ - 06:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ثماني سنوات قضاها باراك أوباما في البيت الأبيض، كانت عنوانا لاراقة دماء شعوب المنطقة. شعوب المنطقة التي كرس أوباما فيها خط الحزب الديمقراطي الاميركي، المتمثل بمنع الحرية والديمقراطية عن هذه الشعوب”. بل أوباما كان اكثر صفاقة وتبجحا في تطبيق هذه السياسة التي عود الحزب الديمقراطي العالم الديكتاتوري الفاشي لانظمة القتل والجريمة والفساد في العالم. على رأس هذه الأنظمة بالطبع الانظمة الروسية والإيرانية والاسدية. العالم الشرق اوسطي انظمته فاسدة بلاشك، لكن الخامنئية والاسدية فاقت كل وصف في جريمتها. عندما قام أوباما بعقد الاتفاق النووي مع خامنئي، لم يكن القصد ابدا تدمير النووي الإيراني لانه في النهاية عبارة عن خردة! الغاية كانت بالضبط تأهيل نظام مجرم لعقود مقبلة،. هذا اول انجاز لاوباما. الإنجاز الثاني عمل بكل جهده لاغراق شعوب الربيع العربي بالدم، وإعادة تأهيل جريمة الأنظمة المجرمة، واعتبارها امرا طبيعيا. كان هناك ادعاء يتشدق به أوباما ومعه اعلام ومراكز بحوث مشكوك في نزاهتها وموضوعيتها، ان أوباما لن يتدخل في أي بلد خارج أميركا!! هذا محض افتراء، اميركا متدخلة أساسا في هذه الدول. ساوضح نقطة بسيطة غفل عنها « يسار وطني معفن» من كان يطالب أوباما بالتدخل عسكريا لصالح حماية الشعوب من أنظمتها المجرمة، إنما يطالب بذلك كي تجد أجهزة القمع والقتل في هذه الأنظمة، من يردعها ويتفوق عليها عسكريا، امام شعوب لا تملك إلا هتافاتها من اجل الحرية والكرامة والعيش الطبيعي، كبقية شعوب الأرض. مافعله أوباما انه استند بتدخله في سورية مثلا الى قوات الأسد وايران وروسيا من اجل الاجرام بحق الشعب السوري الذي طالب بحرية وسطر اعظم ثورة في التاريخ. نعم إنها اعظم ثورة بالتاريخ لانها واجهت نظاما عالميا بكامل عدته وعتاده العسكري والسياسي والاقتصادي والايديولوجي والإعلامي. دول تقتل الشعب السوري مباشرة روسيا وايران والعراق ولبنان مع الأسد، دول تغطي الجريمة وتضغط على قوى الثورة واستطاعت تشتيتها وشرذمتها. يعترف سيرغي لافروف وسبقه كثر من مسؤولي العالم بأنه لولا التدخل الإيراني والروسي لسقطت الاسدية المجرمة في السنة الأولى للثورة. المغزى ان الشعوب عندما تستنجد باميركا لانها بحسها العفوي تعرف ان من يحمي هذه الأنظمة المجرمة هي اميركا. ما قام به أوباما في سورية انه تدخل بطريقة شرسة في القتل مستخدما جيش الأسد وميليشيات ايران، وقوة روسيا الجوية، بغض النظر عن حسابات أوباما مع خامنئي وبوتين، لانها ثانوية الأساس هي إعطاء درس اميركي اوبامي طويل المدى لشعوب المنطقة مفاده: إما البسطار او يحدث فيكم ما يحدث في سورية وليبيا. هذه حصيلة أوباما بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط. مثال آخر قبل عهد أوباما كنا نسمع دوما عن حركة معارضة مجتمعية داخل ايران، لكن منذ تسلم أوباما منع حتى الهواء عن المعارضة السلمية الإيرانية في الداخل والخارج. دعونا أن وصلت درجة التدخل الاوبامي إلى تعيين جون كيري صديق آل الأسد ومموليه في اكل الحمص الدمشقي في باب توما، هذا ماكتبت عنه عندما تم تعيين كيري قبل اربع سنوات. جون كيري الذي لايفقه بأي ملف خارج ملف الأسد وايران و”حزب الله”. اذا ادركنا لماذا اتى جون كيري وزير خارجية لاميركا بولاية أوباما الثانية، نعرف حجم التدخل الاوبامي في سورية ولبنان وايران، لكن تدخل لصالح الجريمة واستمرارها وإعادة تاهيلها. تهميش الدور الأوروبي في سورية ولبنان لصالح الدورين الإيراني والروسي. من يتحدث عن أن روسيا قطب دولي لم يستطع قراءة سياسة أوباما، روسيا في ظل بوتين بأي لحظة ويجعلها الاميركان، بؤرة لانقسامات اثنية ودينية وقومية، ويتركون النفط الروسي في مكانه. تأهيل الجريمة هذه الحصيلة لسياسة أوباما في الشرق الأوسط.

غسان المفلح - السياسة

  • شارك الخبر