hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - سعد حسامي

هل يؤتي التقارب السعودي - الإيراني حيال سوريا ثمارهُ في استانا؟

السبت ١٥ كانون الثاني ٢٠١٧ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا تزال الهدنة التي فرضها الاتفاق الروسي – التركي سارية في مناطق سورية عدة، وقد استُثنِيٓت منها منطقة وادي بردى في دمشق التي تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، وفصائل المعارضة، بينها تنظيما "داعش" و"النصرة" من جهة ثانية.
توازياً، شنّ الجيشان الروسيّ والتركي للمرة الاولى عملية ضد "داعش" في حلب، فضلا عن تقديم "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن دعماً لانقرة في ضرب داعش في منطقة الباب، بعدما انتقدت تركيا الولايات المتحدة سابقاً بسبب عدم مساعدتها في معركتها ضد داعش.
في الغُضون، نشهد انطلاق مفاوضات أستانا التي تكتسب اهمّيةً قُصوى، بعد فشل اخر جولة مفاوضات في جنيف خلال نيسان الماضي. والنقطة الاهم هي تغيّر كثيرٍ من التحالفات السياسية منذ ذلك التاريخ حتّى اليوم، فتركيا وروسيا فرضتا خياراتهما على الساحة السورية، ما ساهمٓ في التوصل الى تفاهم على اطلاق مفاوضات استانا.
نجحت تركيا وروسيا في استغلال الفراغ الاميركي الذي حصل خلال مرحلة تسليم السلطة الى الرئيس الاميركي الجديد دولاند ترامب، وعمِلٓ البلدان على ايجاد حلول للازمة السورية خارج تاثير واشنطن. والدليلُ على ذلك هو عدم توجيه روسيا او تركيا دعوةً للولايات المتحدة الى المفاوضات، وانتظرتا حتى اللحظة الاخيرة، لتعودٓ موسكو لاحقاً وتُوٓجّه الدعوة لواشنطن، رغم رفض ايران ودمشق.
وشجع وزير الخارجية الاميركية جون كيري ادراة ترامب على المشاركة في المفاوضات السورية التي يشارك فيها جميع اطراف المعارضة، السياسية منها والعسكرية باستثناء حركة "أحرار الشام".
وفي مؤشر الى تغير السياسة الاميركية تجاه الازمة السورية، شدد كيري على انه "يتوقّع حصول تغييرات في سياسة بلاده قريباً في سوريا".
إلى ذلك، شعرت ايران بتهديد وصول ترامب الى السلطة على مستقبلها في المنطقة، خصوصا خوفها من تخليه عن الاتفاق النووي. فخفّضت طهران نبرتها التصعيدية تجاه السعودية وسيتفاوض الطرفان على تفاصيل مشاركة الايرانيين في الحج بعد ان وجهت السعودية دعوةً الى ايران للمشاركة فيه. علماً انّ كبار المسؤولين الايرانيين كانوا شددوا قبل اشهر على ضرورة محاسبة المسؤوليين السعوديين عن مقتل حجاج ايرانيين ومن جنسيات اخرى اثر سقوط رافعة عليهم اثناءَ تأديتهم واجبهم الدينيّ.
وقال وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف: "يجب على السعودية وايران التقارب والتحاور لحل مشكلات المنطقة، خصوصا سوريا واليمن مثلما حلت مشكلة لبنان عبر وقف عرقلة الانتخابات الرئاسية".
وبعد سنة من المواقف الايرانية النارية تجاه الرياض، حيث توعد حكامها بانهاء حكم آل سعود ومحاكمتهم، واتهام طهران للرياض بدعم "داعش" والجماعات الارهابية في المنطقة، كان لافتا ومفاجئاً تصريح أمين المجلس الأعلي للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي أكّد أنّه "خلافاً لكافة التصورات فإن إيران لا تسعى لإسقاط آل سعود، بل تحرص على منع محاولات إسقاطهم". وأوضح أنّ “سقوط آل سعود لا يعني أن يكون البديل أفضل، بل من المحتمل جداً أن يؤدي ذلك إلى تقسيم السعودية وسيطرة الفكر المتطرف "الداعشي" المنحط علي أجزاء مهمة من السعودية".
هذه التطمينات الايرانية للرياض تاتي في خضم التحالف الروسي – التركي – الايراني، ووجود رغبة في اشراك الرياض به نظراً الى نفوذها في عدد من التطورات، خصوصا السورية منها.
وليسٓ ترؤّس محمد علوش، القيادي في "جيش الاسلام"، وهو فصيل نافذ في ريف دمشق والمدعوم سعوديا، لوفد المعارضة الى استانا، سوى خيرُ دليلٍ على توسيع هذا التحالف.
فهٓل يؤتي التقارب السعودي-الإيراني حيالٓ سوريا ثمارهُ في استانا؟ ام انّ القيادة الاميركية الجديدة تملك اجندةً غير معلنة قد تُطيح كلّ السيناريوهات والتحليلات؟
 

  • شارك الخبر