hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

الأشقر تقارع بحثاً حول ضمور الرغبة والمثلية الجنسيّة

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٧ - 15:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قاربت رانيا الأشقر في فترة أسبوع واحد موضوعيْن يرتبطان بعلائقيّة الثنائي من خارج التابوهات المعاشة، لكن بطريقة راقية، علميّة ومن خلفية نفسيّة، تتداخل فيها المشاعر والعوامل الجينيّة أو الوراثيّة والتربية المجتمعيّة والثقافة العامة.

لم تطرح الأشقر تراجع الرغبة الجنسيّة لدى الثنائي لدى إعدادها وتقديمها حلقتها في برنامج ALIVE على محطة الـ"أم تي في" لتقارع المفاهيم السائدة، ولا موضوع المثلية الجنسيّة لتطرح إشكالية الأمر مع الأديان.
جلّ ما فعلت الإعلامية الآتية من عالم الكلمة واللغة والإدارة التربوية هو تخصيص المرأة والرجل على السواء، والعائلة بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام، خلاصة رزمة من التجارب القائمة التي يطغى عليها طابع الحذر والخجل والتعمية، في سبيل الإضاءة العلميّة والتثقيفيّة الجريئة حولها. وهو ما بات أمراً نادراً في عالم غير مقنع من التنافس التلفزيوني القائم.
في الموضوع الأوّل، عرضت الأشقر مع الاختصاصية في علم النفس العيادي الدكتور ألين الحسيني خطى ومسالك كل ما يمكن أن يؤدّي إلى إبقاء النبض حيّاً بين الثنائي وفي مختلف المراحل، عبر تطوير العلاقة الجنسيّة كواحد من الأعمدة الأساسيّة للإبقاء على الشعلة متّقدة بين المرأة والرجل في حياتهما الزوجيّة.
وفي سبيل السعي الدائم لاكتشاف مكامن السعادة المشتركة التي تبقي على الرغبة والحبّ بين الزوجيْن، كانت التوصية باعتماد الموضوعيّة والايجابيّة كلما شعر أحدهما بالبرودة أو بالروتين أو بالكسل، لمراجعة ما يحصل من ناحية، وعدم إسقاط المسؤولية على الآخر من ناحية ثانية، والدفع قدماً بالعلاقة لتعود إلى اتّزانها، الأمر الذي يعزّز في مسيرة هذا الثنائي في مواجهة دروب الحياة.
طبعاً تمّ عرض المسبّبات وطرق المعالجة، مع تركيز على تعزيز الثقة بالذات، والنوم والطعام السليميْن، وعدم الإحساس بالذنب، وقتل الروتين، وتعزيز سمات الأنوثة وإظهارها لدى المرأة واعتماد الرومنسية من قبل الرجل. وذلك يستدعي من المرأة والرجل استدراك الامور والبحث معاً عن كيفيّة تجاوز المشاعر الباردة عبر المكاشفة والصراحة واعتماد سلوكيات تعيد للمخيّلة انتظاراتها وللمشاعر دفئها.
في موضوع المثلية الجنسيّة، استضافت الأشقر الدكتور وسام عيسى الاختصاصي في علم النفس الجنسيّ الذي استفاض في التدليل التاريخيّ على مساوئ ما قامت به المجتمعات البشريّة من استغلال للأطفال ومن انتهاك لحرّيتهم ومن ارتكاب لأبشع الجرائم الجنسيّة في حقّهم في ظل قبول سلوكيّ لما كان يتمّ إزاء براءتهم. ويفصل ما بين هذه التجربة التاريخيّة الشاذة والمرفوضة وبين ما بينّه العلم والطبّ حول العوامل التربويّة والجينيّة والبيولوجيّة والوراثيّة والنفسيّة وغيرها من العوامل المرتبطة بالمثلية الجنسيّة، التي بدورها لا تتعلّق لا بسلّم القيم المجتمعيّة ولا بموقف الأديان منها.
شكّلت حلقة الأشقر دعوة إلى أهمية مقاربة العلاقة المرفوضة لتاريخه مجتمعياً ودينياً وحتى قانونياً، من منظار علميّ وطبيّ، لا سيّما في حالات تطغى الأنوثة الجينية والبيولوجية على شخص، بشكل تنتفي لديه إمكانية التحكم بها. وهناك حالات نفسية أخرى، يرفض فيها الشخص مثال الأهل، الأم أو الأب، في مسيرة تفتيشه عن جنس ثالث. وهذا ينشأ لديه منذ الطفولة لتأتي المراهقة لتظهّر مرآة ما سيكون عليه لاحقاً.
وإذا ما تدخلّت الخليّة المجتمعيّة الصغرى أي العائلة، أو الخليّة المجتمعيّة الكبرى، أو حتى الطب النفسيّ أو الجنسيّ في سبيل فرض علاجات وبدائل على من يعتبر نفسه "مرتاحاً" في وضعيّته وفي خياره، فالمحاذير السلبية ستكون حتميّة على صعيد تحطيم شخصيّة وكيانيّة المعني. لقد باتت المفاهيم العلميّة والطبيّة الحديثة قادرة على تحديد توجهات معيّنة والحكم على إمكانية معالجتها، وفقاً وحصراً لرغبة وقناعة وحريّة الشخص المعني. خارج الرغبة والقناعة والحريّة، ومن حيث ندري أو لا ندري، إنما نحكم على الشخص بالألم وكسره مع ما يحمل الألم والكسر من مسؤولية وتبعات.
الموضوع ليس أبيض أو أسود أو رمادياً. الموضوع دقيق جداً. وطبعاً ليس من السهولة على الأهل والمجتمع في عالمنا الشرقيّ تقبّل وجود المثلية الجنسيّة في الأصل ومن ثم ظهورها إلى العلن. تشير الأشقر في هذا المجال إلى "وجود جانب رجولي لدى كل امرأة وجانب أنثوي لدى كل رجل، لكن تحديد الهويّة الجنسيّة النهائية أمر آخر. ونحن نجد نمطاً مستجداً في الظهور والعلنيّة والمبالغة في سلوكيات التصرّف والكلام لدى المثليين"، الأمر الذي يقع في خانة ردة الفعل النفسيّة لدى هؤلاء لواقع رفضهم وتهميشهم يقول الدكتور عيسى. هو نوع من التحرّر الفج من "الغيتو" الذي أوجدناه لهم.
ما هو الحكم في هذه القضيّة؟ الحكم يمكن أن يعني اننا نريد التعامل مع هذه القضيّة وفق مفهوم معيّن أو ايمان محدّد أو تقليد مسار معاش أو رفضه. وعليه، تبقى المثلية الجنسيّة في مجتمعنا قضية شائكة دون أدنى شك، والموقف منها يختلف حكماً بين شخص أو جهة أو مرجع.
 

  • شارك الخبر