في خطاب القسم تحدث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن العمل على وضع قانون انتخابي جديد، كما هي الحال في البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري، وكل الطرق اليوم تعيدنا عشرات السنوات الى الخلف الى ما بعد الانتداب الفرنسي بقليل للعمل بقانون قديم هالك ومهلك للجميع، لماذا؟

لأن البعض يفكر بروح طائفية إلغائية ويريد استمرارية سيطرته على نواب الطوائف الاخرى، فمثالا على ذلك فإن جنبلاط يخشى ان يخسر النواب المسيحيين من حصته النيابية الحالية وعددهم 5 من 11، كما ان الرئيس سعد الحريري يخشى ايضا خسارة النواب المسيحيين في كل لبنان وعددهم 11 من 34.
التيار الوطني الحر اعلن اليوم حربا لا هوادة فيها على قانون الستين، والتيار اجرى حساباته مع القوات اللبنانية وأدركوا ان النسبية افضل بالنسبة لهما، اما تيار المستقبل فكل يوم يأتي بنغمة وبتصريح جديد، بالأمس كان يريد الستين وقبله بيوم قانون جديد نسبي واليوم قانون جديد مختلط، اما غدا ماذا يحمل؟ فالمستقبل لا يعرف بعد.
لن يقبل التيار الوطني الحر بأن يفشل أي بند من خطاب القسم الرئاسي، كما ان القوات اللبنانية لن تقبل بهذا الأمر وهي ستساند الرئيس كما يسانده ابناء البيت. مبادرة الهجوم من جهة التيار أتت خاطفة والتهديد بالشارع والثورة على الستين والتمديد إقتربوا جدا، وهذا الأمر يضع الجميع أمام احتمال واحد، وهو الانتخابات على المختلط... ربما لأننا بتنا نحتاج إلى منجمين.
7 سنوات ونصف من الحديث عن قانون انتخابي جديد من دون أفعال، ويبدو اليوم ان الأفعال ستظهر قريبا، لأن ساعة قرب الامتحان دقت، وبعد موقف التيار بدأ الجميع يعيد حساباتهم لأن هناك أحزابا كبيرة تساند رئيس الجمهورية، وحكما قد نكون امام قانون جديد، ولكن ما هو شكله لا أحد يعلم بعد، سوى من يتحرك بين بعبدا ومعراب.
أول سند لرئيس الجمهورية في معركته أتى من حيث لا يتوقع أي شخص، فهو أتى من حزب الكتائب، ولدى وقوف القوات الى جانب الرئيس كما هو متوقع، فسيشكلون جبهة مسيحية رافضة للستين في وجه النائب وليد جنبلاط وكل من يحاول دعمه، لذلك اصبحنا أمام حل آخر مجددا، وغدا قد تتبدل البورصة الانتخابية الى قانون جديد قد يرضي هواجس جنبلاط ورغبته بالبقاء بيضة القبان السياسية.
التيار يقول اليوم ما لا يستطيع الرئيس عون قوله، لأن عون لم يعد رئيسا ومحركا للتيار بل اصبح رئيسا لكل تيارات لبنان من دون تمييز، كما ان التيار يتسلح برغبة حزب الله وبري والكتائب بقانون جديد، وبوقوف القوات منتظرة تملص الموقعين معها على القانون المختلط من توقيعاتهم لكي تتمكن من التحرك انتخابيا بحرية. وها هو رئيس التيار جبران باسيل يعلن موقف القوات بالأمس ويقول "متفقون والقوات على خوض الانتخابات معا ووفق النظام الاكثري سنفوز لكننا لا نسعى للثنائية والالغاء ونريد التفكير بالمستقبل ولن نقبل بالستين"، ما يعني ان الستين سقط نهائيا، ولكن الخوف يبقى ان يطل الستين بإسم جديد وجسم منتفخ.