hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - سعد حسامي

التحالف الروسي - التركي... ضحيته طهران

الإثنين ١٥ كانون الثاني ٢٠١٧ - 06:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نجحت تركيا خلال فترة قصيرة وبعد تحسين علاقاتها بروسيا في العودة الى تادية دور محوري ومهم على الساحة السورية. فبعد اعادة تطبيع العلاقات التركية – الروسية، بدأ التعاون بين الدولتين في مجالات عدة تتعلق بالتطورات الميدانية والسياسية السورية.
نقطة انطلاق هذا التعاون كان عندما تشاورت انقرة مع موسكو لاخذ غطاء منها للتدخل في سوريا لمحاربة تنظيم "داعش" وتنظيف حدودها منه، فحصلت عملية "درع الفرات" المستمرة حتى اليوم والتي تمتد نحو مناطق مهمة وصولا الى الباب ومنبج والرقة، وفق الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
ولاحقا الاتفاق الذي توصلت اليه موسكو وانقرة في شان حلب لاجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق المدينة الى غربها او الى ادلب لتفادي مزيد من اراقة الدماء، ما ادى الى تسهيل سيطرة الجيش السوري وحلفائه على حلب، فضلاً عن ادخال المساعدات الانسانية الى المدينة.
أما التطور الاخير، فهو الاتفاق الروسي – التركي الذي اقر هدنة في كل انحاء سوريا اخترقت قليلا لكنها مستمرة وتستثني المنظمات الارهابية، اضافة الى تحديد انقرة 23 الحالي موعدا للمفاوضات السورية في استانا.
هذا التعاون اربك الحلفاء قبل الخضوم، تحديدا الايرانيين والاميركيين الذين يمرون بمرحلة فراغ حتى استلام الرئيس الاميركي المنتخب دولاند ترامب الحكم في 20 الجاري. اكتشف الروس ان الاتراك، الذين كانوا حلفاء واشنطن، سلسين في مفاوضاتهم معهم بخصوص الامور في سوريا، ويمكن ملاحظة النتائج الايجابية لهذا التعاون ميدانياً وهذا ما لم يكن يحصل مع الاميركيين اطلاقا، وفق ما تؤكد مصادر روسية بارزة.
النتائج الايجابية شجعت موسكو على المضي قدما في تعاونها مع انقرة ولمست جديتها في ايجاد حلول للازمة السورية على عكس الاميركيين. وعندما اعلن الروس ان لا نفوذ لواشنطن في الاتفاقات الاخيرة وانها اصبحت بعيدة عن التاثير، جاء رد واشنطن عبر طرد ديبلوماسيين روس وتاكيد اميركا ان الهدنة السورية ستلحقُ سابقاتها، اي انّ مصيرٓها الفشل.
نصلُ هنا الى الدور المحوري الذي ادته طهران خلال كل سنوات الازمة السورية والاثمان العسكرية والبشرية الباهظة التي دفعتها. فبعد استجابة موسكو لطلب ايران التدخل في سوريا لانقاذ النظام السوري وتحقيق هذا الهدف، ثم استخدام روسيا قاعدة "همدان" الايرانية لضرب سوريا ما ادى الى توتر العلاقات الايرانية – الروسية وتراجع طهران عن السماح لروسيا باستخدام تلك القاعدة، بدأت الاختلافاتُ بين الطرفين تزيد لان ايران لاحظت ان روسيا اصبحت تمسك بزمام الامور في سوريا وتتصرف مثلما يحلو لها من دون استشارة احد، وتركيا تتوسع في سوريا على حسابها.
اختلفت الاجندات السياسية والعسكرية، حيث كانت تريد طهران حسم معركة حلب قبل فترة طويلة لكن روسيا رفضت وحددت موعد "تحريرها" بنفسها، ورفضت ايران الاتفاقات الروسية – التركية المتعلقة بحلب محاولة عرقلتها، ما ادى الى توجيه موسكو تحذيرات غير مباشرة الى ايران بقصف الميليشيات التي تدعمها.
سيطر الجيش السوري على حلب وظهر قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثور الايراني قاسم سليماني يجول حول قلعة حلب القديمة كأنهُ يتبنى الانتصار في حلب مثلما فعل عدد من المسؤولين الايرانيين، وهذا ما اغضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي منع الرئيس بشار الاسد من القاء "خطاب النصر" في حلب، معتبرا ان هذا التحرير ما كان ليحصل بلا دعم روسي واتفاق مع تركيا، وفق المصادر.
انتقدت اطراف ايرانية عدة التعاون بين روسيا وتركيا واعتبرته يهمش دور ايران المهم والمؤثر في سوريا، على رغم وجود تنسيق بين روسيا وتركيا وايران، كان اخره الاجتماع الثلاثي بينها في موسكو.
ولاسترجاع دورها على الساحة السورية، وصل وفد برلماني إيراني برئاسة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي علاء الدين بروجردي إلى دمشق، حيث قابل الاسد وعدد من المسؤولين السوريين. واكد بعد اللقاءات معارضة طهران لعدد من نقاط الاتفاق الروسي – التركي، معتبرا بعض بنوده "دعاية الاعداء"، فضلا عن دعوته كل من دخل سوريا بلا اذنها الى الخروج منها، في اشارة الى عملية "درع الفرات" شمال سوريا. وذلك بعد اتهام تركيا ايران بخرق الهدن وتحذيرها من ان هذه الاختراقات يمكن ان تعرقل مفاوضات استانا.
وجاءت هذه الزيارة بعد وقت قصير من زيارة وزير الخارجية السورية وليد المعلم إلى طهران.
تحاول ايران مجددا فرض هيمنتها على الاحداث الاقليمية، خصوصا السورية لتجبر الاطراف على اخذ نصيحتها في اي اتفاق يتعلق باهم ازمة عالمية.
  

  • شارك الخبر