لَا أَبْكَى َشبَابُكِ يَا رِيتَا وَلَا شَبَابُكَ يَا إِلْيَاسَ وَلَا شَبَابُكَ يَا هَيْكَلُ. بَلْ أَبْكِي أَحْوَالَي وَأَحْوَالُ الحَيَاةِ الَّتِي عَجَزَتْ عَنْ اِحْتِمَالِ حُبِّكُمْ لِلحَيَاةِ وَالاِحْتِفَالِ بِهَا.
هَلْ لِي أَنْ أَكْرَهَ وَأَحْقِدُ وَأَغْضَبُ؟ كَيْفَ، أَنَا العَاجِزُ عَنْ الفِعْلِ لَكُمْ وَلَأَقْرَانَّكُمْ الجَرْحَى أَنْ أَغْفُوَ عَلَى الجَرِيمَةِ القَاتِلَةِ لِحُلْمٍ، وَأَنَا لَا أَمْلِكُ قَطْرَةَ نَدًى أَمْسَحُ بِهَا وُجُوهَكُمْ المُنْدَهِشَةُ لِضَوْءٍ لَا يُرْتَجَى. وَأَنَا يَدَاي تَخُونَانِي اِرْتِفَاعًا لِلصَّلَاةِ. وَأَنَا المَسْكُونُ بِكُمٍّ كَثِيفٍ مِنْ خيبات عَالَمٍ لَئِيمٍ أَقْفَلَ نَوَافِذَهِ عَلَى الحُبِّ وَالحَيَاةُ. كَيْفَ؟
كَانَ لِي أَنْ أَذْهَبَ مَعَكُمْ إِلَى المَكَانِ الَّذِي تَطْلُبُهُ الرُّوحُ لِإِقَامَتِهَا، لِأَسْتَكِينَ. لِأَنْسَى فَجَائِعٍ مُوحِشَةٍ تَرَكْتُمُوهَا لِعَائِلَاتِكُمْ وَمُحِبَّيْكُمْ وَمُوَاطِنِيكُمْ. وَلِأَسْقُطْ هَذَا العَالَمُ الوَحْشُ المشغوف بِالمَوْتِ.
كَمْ أَحْتَقِرُكَ أَيُّهَا العَالَمُ.
قَلْبَيْ جَرِيحٍ وَلَا مُبْتَغَى لِلحُرِّيَّةِ وَالحُبِّ وَذَلِكَ العَطَشُ إِلَى وَجْهِ الحُرِّيَّةِ وَالحُبِّ الشَّارِدِ بَيْنَ النُّجُومِ، إِلَّا مَعَكُمْ. سَلَامِي إِلَيْكُمْ.