ماذا اهديك في ميلادك يا يسوع؟ ماذا اهديك يا ابن ارضي التي تغرب شعبها عنها فصارت الكثير من مدائنها نسيان؟

ماذا اهديك يا طفلا لم يجد نزلا كي يولد فيه فولد في مغارة ؟
ليس لدي بخور كي احرقه، وقد تعودنا على حريق النفايات والسموم وانت لا تطرب لكل هذا.
أأهديك ذهبا وقد سحب الذهب من التداول وحلّ محله الورق والوهم يا سيدي؟ زال زمان الذهب واستبدل بالأوراق التي تحملها الريح في خريف الكوكب.
أأهديك طيوبا وطيوب هذا العالم من مشتقات الوقود الاحفوري الذي باطنه موت؟ كلا لن اهدك عطور روائح الجنس والبزغ والموت لعصر الاستهلاك واناس النيلون والاسواق.
انا لست من ملوك الشرق يا سيدي ولا من بلاد المجوس ولا اتقن قراءة النجوم يا نجم ليالي الشتاء المعتمة والباردة، واني لن اتمكن من رصد نجمك يا الهي.
سيدي اتكون مغارتك قد قضمتها المقالع والكسارات؟
أيكون رعيانك قد هجروا بعد ان قضمت مراعيهم؟
البارحة عرجت على قريتنا فما وجدت في الحظائر حيوانات ولا وجدت حظائر ايضا.
أترى من سيدفئ مذودك يا سيدي بعد اليوم؟
سيدي لا اعلم اذا ما كان للملائكة مطرح بعد في هذا العالم الذي غرق في طقوس اله الشمس الاحتفالية وقد اهملوك انت يا شمس الحق.
لا اعلم اذا ما كنت ستولد في البطون المتخمة عشية العيد.
لا اعلم اذا ما كنت ستجد مكانا لك ما بين هدايانا وانشغالاتنا التي اخذت مكان مغارتك في منازلنا.
سيدي يا طفلا صغيرا، قل لي: "ماذا اتيت تفعل في ارضنا لهذا العام، لأي هدف؟ الا تخشى من هيرودس وقد كثر ابناؤه وهم يلاحقوك كي يقتلوك؟"
سيدي انّ رائحة الدم والعويل يطلع من كل مكان وصوت رحيل يخرج من اقبية حلب وبترا وبيت لحم والقدس وغزة وكل سوريا والعربية.
سيدي ماذا جئت تفعل؟ الكي تفقر الاغنياء وتسخف الملوك؟ سيدي اتعود كي تسترجع ملكك من خليقة لم تعرف كيف تنطره؟
سيدي ابلغني اين ستولد في عنف هذا الشرق، وكيف؟
هل مازالت ركب كثيرة تسجد لك؟ هل مازالت قلوب كثيرة مغاور لتجسدك؟
اني لا اعلم يا سيدي. الا اني اعدك ان اعدّ لك مغارة في قلبي ان رغبت ان تستوطنه.
ستجد لك حتما موطنا في قلوب النازحين والمحزونين والمقموعين والفقراء والمحتاجين. ستجد لك امكنة وستبقى تولد كما في كل عام.