شارك رئيس بلدية جبيل-بيبلوس زياد الحواط في مؤتمر حمل عنوان "الحوار العربي-الأوروبي-التواصل مع الآخر المختلف دينياً" الذي نظمته الأونيسكو في باريس. واعتبر الحواط في مداخلة له أثناء المؤتمر ضمن حلقة "دور البلديات في الحوار مع الآخر" أن موضوع الارهاب أو التطرف يأتي نتيجة بيئة حاضنة تنمو بغياب الدولة وتقاعسها عن تقديم خدمات اجتماعية وتربوية لأبنائها، مشدداً على أهمية دور البلديات نفسها في خلق تنمية متوازنة مبنية على التواصل مع مواطنيها، ومعرفة حاجاتهم، وخلق فرص عمل تمكّن الشباب من الانخراط في مجتمعهم بدل الانحراف نحو الجماعات المتطرفة التي غالباً ما تستخدم الدين وسيلةً لضرب ثقافة المجتمع. وتطرّق الى دور الأنظمة العربية في خلق بيئة مؤاتية للتطرّف كون بعضها مبني على أسس أنظمة قمعية اسكتت الصوت الآخر، وسجنت في سجونها معظم مثقفيها، ولم تفسج في المجال أمام شبابها للانخراط في الشأن العام والعمل السياسي من خلال مسار ديموقراطي لتبدّل السلطة.

وأشار الحواط الى المبادرات التي تقوم بها البلدية لمواجهة الأزمة التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط، حيث أعلنت البلدية عن خطة استراتيجية بالتعاون مع مؤسسة "روكفيلير"، لكي تكون مدينة جبيل مدينة ممانعة، تستطيع مواجهة الأزمات من أية طبيعة كانت، وتملك سبل التصدي لها ومكافحتها من خلال تبنّي محاور استراتيجية تخلق نمواً متوازناً في المدينة، وتشرك الاهالي والسكان في انشطتها وتتواصل معهم.
وتحدّث عن انفتاح المدينة على المدن الأخرى، العربية والأوروبية، اذ تنشط جبيل في عدد من الشبكات المدنية، وقد وقّعت اتفاقيات تعاون متعددة حول مشاريع نفذ قسم منها وحالياً يتم تنفيذ القسم الآخر. وذكر على سبيل المثالمشروع المسار السياحي الموجه للأطفال الذي يتم تنفيذه مع منطقة الاود الفرنسية، ومشروع مكتب التنمية السياحية الذي ينفذ مع جمعية رؤساء المدن الفرانكوفونية. وتطرّق أيضاً الى المشاريع التي تنفذ مع الاتحاد الاوروبي، اذ حصدت مدينة جبيل ثلاثة مشاريع تم تمويلها من المفوضية الاوروبية في اطار برنامج الشراكات الأورومتوسطية، ومنها مشروع لفرز النفايات، ومشروع عرض ثلاثي الأبعاد لتنشيط المعالم السياحية، ومشروع طريق الأمويين الذي سوف يختتم تنفيذه الأسبوع المقبل بافتتاح متحف للمدن التي مرّ بها الأمويين.