hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

مؤسسة مي شدياق تفتتح مؤتمر "نساء على خطوط المواجهة" تحت رعاية الملكة رانيا

السبت ١٥ كانون الأول ٢٠١٦ - 07:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بعد أربع نسخٍ ناجحة في لبنان ، أراد القيّمون على مؤتمر "نساء على خطوط المواجهة" ان ينتقلوا به الى فضاءِ أوسع ليصل الى كل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكان الخيارالأفضل لمؤسسة مي شدياق الانطلاق من الأردن وكان مؤتمر WOMEN ON THE FRONT LINES MENA CHAPTER AMMAN برعاية وحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله صباح الأربعاء الواقع في 7 ديسمبر 2016، بحضور فاق كل التوقعات ضم نخبة من أبرز النساء المؤثرات في مجال الإعلام والسياسة والإقتصاد على المستوى العالمي، إلى جانب ممثلين عن قطاع الأعمال والإقتصاد. تميّزالمؤتمر بغنى حلقاته الحوارية وأهمية المشاركين فيه.

افتتحت رئيسة مؤسسة MCF Foundationالدكتورة مي شدياق كلمتها بالترحيب بالشعب الأردني الذي حضن هذا المؤتمر في دياره مشيرة أنه " ليس من المستغرب أن تكون عمّان هي ملتقانا الأوّل خارج لبنان خصوصاً عندما نرى الدورَ الريادي التي تلعبه المرأة في هذا الوطن العزيزمن أعلى الهرم حتى أدناه في تحدٍّ لكلّ تمييز.
وأضافت شدياق "نحن اليوم في مؤسسة مي شدياق، نرغبُ في مؤتمرِنا هذا بإلقاء الضوء على تجاربَ فريدة من نوعِها لنساء مبادرات، مناضلات، مفكّرات، ثائرات، قياديات، وزيرات، إعلاميات…
نساء صنعنَ التغيير أينما وجدنَ سِرنَ في المقدّمة تمكّنَ من قلبِ كل المقاييس وغيّرنَ المعادلات."
وأضافت شدياق "ينتابني حزنٌ وألمٌ عميق عندما أفكّر بواقع المرأة في شرقنا الغالي، منبعِ الحضارات ، مهد الأديان السماوية.
كيف لهذه المنطقة التي كرّمت المرأة على مرّ التاريخ أن تتحوّل بفعل بعض الطارئين عليها الى أرضٍ محروقة تُذاقُ المرأةُ فيها شتى أنواع العذاب؟
كيف لهذه الأرض التي تمتلئ بالكنائس والجوامع أن تُقتل الأمّ فيها حاملةً أطفالَها بصواريخَ جهنّمية من دون رأفة ولا رحمة!؟
هل هذه هي تعاليمنا وثقافتنا التي نفتخر بها؟
لماذا يرفض بعضُ المتحجّرين مواكبة العصر ويتجاهلون الحداثة لماذا يصرّون على استعباد المرأة وجعلِها سلعةً في سوق النخاسة؟
لكن البكاء على الأطلال في أيّامنا السوداويّة هذه لا ينفع.
فكما يقول المناضل الحقوقي مارتن لوثر كينغ:
"اذا لم تتمكن من أن تطير فاركض
واذا لم تتمكن من أن تركض فامشي
واذا لم تتمكن من المشي فازحف
لكن مهما فعلت عليك أن تستمر بالسير الى الأمام"
فيا أيتها المناضلات، علينا أن نسير الى الأمام مهما كلّف الأمر!


واختتمت كلمتها بدعوة "لكل امرأة رضخت للأمر الواقع واستسلمت لحاضرٍ أليم:
حان الوقتُ لتتجرّأي، حانَ الوقتُ لتتكلّمي، حانَ الوقتُ لتواجهي...
إنهضي من كبوتكِ، فلا خلاصَ لك إلاّ بالمبادرة والعقلِ السليم.
كوني دائماً في الصفوفِ الأمامية، فإرادتُك وحدها هي التي تصيب العابثين بحقوقِك في الصميم."

من جانبها أكدت رئيسة المؤتمر مها الشاعرأنه "عندما ننظر إلى مجتمعنا، نرى نساءً رائدات، وعندما نحضر مؤتمر "نساء على خطوط المواجهة" نتعرف إليهن ونتعلم من الصعوبات التي واجهنها بالإضافة إلى النجاحات التي حققنها، ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد لتنظيم هكذا مؤتمر. فالغاية الأساسية أن يتعلم الآخرون منهن ويتواصلون سوياً.

وقد أشادت الشاعربالدكتورة مي شدياق واصفة إياها "بالمرأة المندفعة والقوية على خطوط المواجهة.
وأضافت "أكثر ما استوحيت من مي هو كيف تمكنت من تحويل ألمها الجسدي إلى طاقة حيوية . فهي تمثل قوة المرأة العربية وعزمها لتخطي الصعوبات.

وفي كلمتها، أشارت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في الأردن أليس ويلز أنه "شهدنا تقدماً للمرأة الأردنية في تأثيرها السياسي ومشاركتها في النشاط الإجتماعي و التمكين الإقتصادي". وهذا الفضل يعود إلى نساء رائدات يشكلن قدوة للمرأة وهن موجودات معنا اليوم في هذا المؤتمر.
وأضافت ويلز أن "الولايات المتحدة الأميركية تتعاون مع الحكومة والمنظمات المدنية لدعم المبادرات التي تقوم بها المرأة الأردنية.
وأكدت " لقد قمنا بدعم التجمع النسائي في البرلمان الأردني سابقاً لكي يتبادلن الخبرات سوياً."
واختتمت بأن "الولايات المتحدة والأردن سيظلان يعملان سوياَ من أجل تمكين المرأة الأردنية لأجل عالم آمن ومزدهر.

وألقى المؤتمر الذي أقيم في فندق الفورسيزنز الضوء على قصص نساء رائدات في مجال القيادة والتغيير والإستدامة في مختلف القطاعات، ممن قدمن حلولاً مثلى لبناء المجتمع ودفع عجلة التنمية الإقتصادية والسياسية ،والمحافظة على المعايير الأخلاقية.

وتضمن المؤتمر حلقات نقاشية متعلقة بدور المرأة السياسي ومشاركتها في صنع القرار، ودور المرأة الريادية في عالم الأعمال، وجلسة متعلقة بقصص واقعية لأمهات متطرفين جهاديين، بالإضافة لفقرة خاصة يستضيف فيها المؤتمر إعلاميات مرموقات للإجابة على أسئلة الجمهور من ضمنهم لميس الحديدي وجزيل خوري وليلى الشيخلي.

وكان من أبرز المتحدثين خلال جلسات المؤتمر الوزير والنائب السابق السيدة نايلة معوّض، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ ، ومن مصر شاركت وزيرة التعاون الدولي سحر نصر، إضافة إلى مذيعة محطة السي إن إن العالمية المشهورة بيكي آندرسون، وعضو مجلس الأعيان الأردني رئيسة نادي صاحبات الأعمال والمهن هيفاء نجار، الوزيرة السابقة والرئيسة التنفيذية لصندوق الإستثمار الضمان الإجتماعي في الأردن سهير العلي، ورائدة الفضاء الأميركية من أصل إيراني أنوشة أنصاري، وهي أول سيدة تصل إلى الفضاء، مؤسسة ومديرة شركة Netways رولى موسى، الوزيرة السابقة للشؤون الخارجية والعضو السابق في البرلمان الأوروبي ومجلس الشيوخ الايطالي السيدة ايمّا بونينو، مقدمة برنامج ال CBC المصرية لميس الحديدي، مقدّمة البرامج في محطّة ال BBC الاعلامية جيزيل خوري، مقدّمة البرامج في محطّة العرب العراقية الصحافية ليلى الشيخلي وقدمت الصحافية الإستقصائية لانا القصوص تقرير عن الطيار معاذ الكساسبة الذي خطف وقتل من قبل داعش.

أضاء المحور الأول على مشاركة المرأة في الحقل السياسي ودورها في هذا المجال وكذلك التحديات التي تواجهها خلال تأديتها هذا الدور. وناقشت في هذا الفصل المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ حول "ضرورة إلتفات المرأة لنفسها والتمثل بغيرها من النساء الناجحات من أجل التقدم نحو الأمام وعدم التطلع إلى الوراء. وأضافت أنه "على كل امراة أن تأخذ كمرجع لها النساء الأخريات". أما الوزيرة سابقة نيلى معوض شددت على ضرورة خلق Win – Win Situation أي حالة ربح – ربح وإذا لم نتعاون كنساء مع بعضنا البعض لن نستطيع أن نتميز." وأكدت أنه "على المرأة التحلي الثقة بالنفس وعليها أن تدعم النساء الأخريات". أما العضو السابق في مجلس الأعيان الأردني ورئيسة رابطة سيدات الأعمال في الأردن السيدة هيفا النجار أكدت على "أهمية تحويل التحديات إلى فرصة وبناء تحالفات والتجند بالثقة بالنفس من أجل تقدم المرأة" وأضافت أن "المرأة تنجح أكثر عندما يكون بجانبها رجل يساندها". أما وزيرة التعاون الدولي في مصر السيدة سحر نصرتطرقت إلى التطور التاريخي الذي حصل في تمثيل المرأة في البرلمان. فقد ارتفع تمثيلها من 6% إلى 15% في الوقت الحالي. وأكدت أنه "للمرأة دور ناشط داخل البرلمان من خلال وضع القوانين المختصة بشؤون المرأة. وقد حاورهن في هذا المحور الصحافي الدولي جيم كلنسي.

في المحور الثاني تم التركيز على النجاحات التي حصلت في عالم الأعمال والقدرة على التحول من موقع نجاح إلى موقع آخر مختلف وتم تداول الأحداث الكبرى التي غيرت مجرى حياتهن. وشارك في هذا المحور الوزيرة السابقة والرئيسة التنفيذية لصندوق الإستثمار الضمان الإجتماعي في الأردن سهير العلي التي أشارت إلى أن " أكبر تحدي لها كان عملها في عاصمة المال والأعمال الولايات المتحدة الأميركية حيث لاحظت التمييز السلبي ضد المرأة وكان عليها أن العمل أكثر فأكثر لتبرز عن نفسها. وأضافت أن "التحدي الآخر كان الإنتقال من القطاع الخاص وهو بيئة مؤسسية فيها هيكل واضح ورؤية واضحة إلى القطاع العام في بيئة سياسية تضمن مسؤولية كبيرة." أما مؤسسة ومديرة شركة Netways رولى موسى أشارت إلى "أن الجهد والتحدي كونها فتاة وحيدة في عائلتها هما العاملان الأبرز لتأسيسها ونجاحها كأول شركة بالتكنولوجيا في لبنان والشرق الأوسط." وأكدت أنه "على النساء أن تجتمع بين بعضها لتضع رؤية واضحة نحو المستقبل." أما المؤسسة والمديرة لشركة Pharmamed في لبنان نوهت بالحرب الأهلية التي غيرت مجرى حياتها وعلمتها التخلي عن الخوف والتقدم في مجال الصيدلة على صعيد إقليمي. أما الوزيرة السابقة والمديرة التنفيذية لبنك الإتحاد في الأردن ناديا الصعيد ألقت الضوء علي "التحدي الذي واجهته في انتقالها من العالم المصرفي إلى القطاع العام وخصوصا تكنولوجيا المعلومات والإتصالات حيث التركيزعلى البنية التحتية والتمكين وتأهيل الشباب وزيادة مساهمة هذا القطاع في الناتج القومي." وقد حاورهن الرئيس التنفيذي لGreycoats”" السيد غسان حاصباني.

أما في المحور الثالث، فقد كان بعنوان "الأسئلة الصعبة" وقد حاور الاعلامي ريكاردو كرم اعلاميين من مختلف الدول العربية . وشارك في هذا المحور مذيعة برنامج ال CBC المصرية لميس الحديدي التي أشارت الى "أنها تعمل في عملها بالطريقة التي تقتنع بها واصفةً العمل السياسي بالكذب وليس بالوقاحة. أما مقدّمة البرامج في محطّة ال BBC الاعلامية جيزيل خوري فقد أكّدت أنّ "سمير قصير لم يكن فقط صحافي بل كاتب ومفكّرة. وأضافت أن هناك بعض الخطوط الحمر للصحافيين كالتعرّض بالمباشر الى الديكتاتوريين في المنطقة العربية. وأوضحت أن لا أحد يمكن اعطاؤها دروس عن رأيها بالنظام السوري." وفي الحديث مع مقدّمة البرامج في محطّة العرب العراقية الصحافية ليلى الشيخلي، "فقد أشارت الى أنها تحب طرح الأسئلة بصدق لأنّها تريد أن تكون الاجابة عن السؤال بصدقٍ أيضاً. ومن أهم الأشياء تحضير الأسئلة من خلال بعض النقاط لكي تتعامل بحريّة مع الضيف."

أما مقدّمة البرامج في محطة ال CNN الصحافية بيكي اندرسن فقد تحدّثت عن الصورة الخاطئة التي تعطى عن المرأة العربية وقد برهنت اندرسن عن عدم صوابية هذه النظرة في فيديو لأربع دقائق. وقد أبدت عن فخرها لإكتشاف خطأ هذه النظرية وأظهرت بشريطها نشاط النساء بالتعاون مع المنظمات النسائية لتقوية دور المرأة.

وقد حاورالاعلامي ريكاردو كرم الوزيرة السابقة للشؤون الخارجية في ايطاليا السيدة ايما بونينوالتي شاركت الحضور بمسيرتها المهنيّة في السياسة التي دامت أربعين عاما وقد تطرّقت الى صراعها مع المرض كرسالةٍ للنساء لتحدّي كل الصعاب والمثابرة أمام عوائق الحياة. وأضافت خلال الحوار "أن على الانسان المحاولة دائماً حتى لو لم يستطع تغيير شيئ"

كما تخلل المؤتمر حديث خاص مع رائدة الفضاء الاميركية من أصل ايراني الانسة انوشي انصاري التي تكلمت عن تجربتها كأول سائحة في الفضاء. وأرادت أن تشارك قصتها لتكون مثالاً وقدوة للنساء في الشرق الأوسط لتشجيعهن. وأظهرت في حديثها عن الضغط الكبير الذي تواجهه لتبرز عن نفسها وخصوصا جراء التربية اللامتساوية بين الفتيات والفتيان منذ صغرهن حتى في الغرب.

كما عرض تقريراً استقصائياً من إعداد الإعلامية الأردنية لانا القسوس حول اغتيال الطيار الأردني معاذ الكساسبة يتضمن مقابلة خاصة مع والدته.

أما الفقرة الأخيرة كانت مع نساء هن أمهات لشبان التحقوا بمنظمات متطرفة أدلين بشهادتهن حول معاناتهن من وجود فرد من العائلة ضمن مجموعات إرهابية. وقد شرحن عن صدمتهن لما حدث مع أولادهم ولفتت إحدى الأمهات أن "الميول نحو هكذا انحراف يبدأ مع رغبة الولد بالإنعزال عن محيطه ومجتمعه" وشددت على ضرورة وعي الأهل لتصرفات أولادهم.

جلالة الملكة رانيا العبد الله المحترمة،

أصحاب المعالي والسعادة،
أيها الحضور الكريم،
نلتقي اليوم في عمّان، عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، برعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله مشكورةً لعقد مؤتمر "نساء على خطوط المواجهة" في نسخته الشرق الأوسطية الأولى.
ليس من المستغرب أن تكون عمّان هي ملتقانا الأوّل خارج لبنان/ خصوصاً عندما نرى الدورَ الريادي التي تلعبه المرأة في هذا الوطن العزيز/ من أعلى الهرم حتى أدناه في تحدٍّ لكلّ تمييز.
هنيئاً لوطنٍ يحكُمُه جلالةُ ملكٍ معطاء يسهر على أمنِ واستقرارِ بلادِه ورخاءِ شعبِه/
وهنيئاً لوطنٍ ملكتُه مكلّلٌ رأسُها بتاج العزِّ والعزيمة، تسهر على راحة مواطنيها وحقوق نسائها.
هنيئاً للملكة الأردنية الهاشميّة بجلالة الملكة رانيا العبدالله ، وهنيئاً لجلالة الملكة بالشعب الأردنيّ العظيم.
نلتقي اليوم في مؤتمر WOFL أو Women On the Front Lines لنتحاورَ في شؤون المرأة وشجونِها/ ولنستخلص العبر من تجارب وخبرات سيدات تحدّين الأعراف التي تكبّلُ المرأة بسلاسل من العُقد والأحكام الموروثة البالية.
نشكرُ كلَّ المؤسسات والأصدقاء الذي تعاونوا معنا وشجعّونا/ والذين لولا دعمُهم لما رأى هذا المؤتمر النور/ ولما استطعنا أن نلتقيَ بهذا الجمع المؤمن بأهميةِ رسالةِ المرأة ودورِها على مرِّ الدهور.
إنها بارقةُ أمل في أرضِ سلام/ تنأى بنفسِها عن موجاتِ تطرفٍ تكفيرية تحرُمُ المنطقة الأمان/ منطقة تقهقرَ وضعُ المرأة في بعضِ دولِها ليعودَ بها الى زمن السبايا والعبودية والإذعان.
في الواقع، ينتابني حزنٌ وألمٌ عميق عندما أفكّر بواقع المرأة في شرقنا الغالي، منبعِ الحضارات ، مهد الأديان السماوية.
كيف لهذه المنطقة التي كرّمت المرأة على مرّ التاريخ أن تتحوّل بفعل بعض الطارئين عليها الى أرضٍ محروقة تُذاقُ المرأةُ فيها شتى أنواع العذاب؟
كيف لهذه الأرض التي تمتلئ بالكنائس والجوامع أن تُقتل الأمّ فيها حاملةً أطفالَها بصواريخَ جهنّمية من دون رأفة ولا رحمة!؟
هل هذه هي تعاليمنا وثقافتنا التي نفتخر بها؟
لماذا يرفض بعضُ المتحجّرين مواكبة العصر ويتجاهلون الحداثة لماذا يصرّون على استعباد المرأة وجعلِها سلعةً في سوق النخاسة؟
لكن البكاء على الأطلال في أيّامنا السوداويّة هذه لا ينفع.
فكما يقول المناضل الحقوقي مارتن لوثر كينغ:
"اذا لم تتمكن من أن تطير فاركض
واذا لم تتمكن من أن تركض فامشي
واذا لم تتمكن من المشي فازحف
لكن مهما فعلت عليك أن تستمر بالسير الى الأمام"
فيا أيتها المناضلات، علينا أن نسير الى الأمام مهما كلّف الأمر!
فلا أحد يحاول ابقائنا وراء القضبان...
ليس هناك أسوأ من نير العبودية، وليس هناك أسوأ من العودة للعصور الجاهلية...
ولكي ننسى هذا الواقع الأليم ونعمل لمستقبلٍ مشرق لنسائنا في الشرق والعالم، لا بدّ من أن نستذكر سيدّات رائدات بطلات تفوّقنَ على ذاتهنَّ/ وقدّمن كل ما يمكنهن لأجل كرامتهن/ فنستلهمَ القوّة والعزم من شجاعتِهنّ...
فلنرفع القبّعة اكباراً للباكستانية "ملالا يوسف زاي"، أصغر الحائزين على جائزة نوبل/ والتي واجهت ببراءتها وطفولتها ارهاباً فشلت جيوشُ العالم في ضربه.
ولنوجّه تحيةَ للمناضلة "أونغ سان سو كيي" التي هزمت الجنتا العسكرية في ميانمار من دون ضربة كف...
والتحيّة أيضاً توجّه لنساءٍ كثيرات في العالم وفي مجتمعِنا العربي، أظهرن قوّةَ أمام التحدّيات واخترقنَ بتصميمهنّ المحظورات.
وكما لكلِّ امرأة دورٌ في استعادةِ حقوقِها والتألّقِ بحرية،
لكل رجلٍ دورٌ أساسيٌّ في الوقوفِ الى جانب المرأة في مواجهتِها لبعضِ العقول الخشبيّة.
وقوف كل رجل على الحياد في المواجهة التاريخية التي تخوضها المرأة لكسب حقوقها وحضورِها/ هو موازٍ للمشاركة بالظلم والاجحاف الذي يُمارسُ يومياً بحقّها.
وليس هناك أجمل من تعبير Dante عندما قال:
" The Hottest Places in Hell Are Reserved for Those Who in a Period of Moral Crisis Maintain Their Neutrality"
إذاً، ومن هذا المنبر، أوجّه تحيّةً لكلِّ رجلٍ يحضُرُ المؤتمرَ معنا اليوم بالذات/ ولكلِ رجلٍ يساهمُ في اعطاءِ دفعٍ للمرأةِ كي تنالَ حقوقَها وتحظى بالمساواة.
نحن اليوم في مؤسسة مي شدياق، نرغبُ في مؤتمرِنا هذا بإلقاء الضوء على تجاربَ فريدة من نوعِها لنساء مبادرات، مناضلات، مفكّرات، ثائرات، قياديات، وزيرات، إعلاميات…
نساء صنعنَ التغيير أينما وجدنَ/ سِرنَ في المقدّمة/ تمكّنَ من قلبِ كل المقاييس وغيّرنَ المعادلات.
نفخر اليوم بأنْ نستضيفَ سيدة مِقدامة، رائدة فضاء، خرقت كلَّ معايير النجاح التقليدية؛ وكذلك نساء تمكنَّ من البروز بجدارة في المجال السياسي، وبرهنّ عن حسن أدائهنّ في البرلمانات والحكومات والمؤسّسات الدولية.
مجال الأعمال لم يعُد بدورِه حكراً على الجنس الخشن، فسيدات الأعمال في مختلف الأقطار العربيّة قلبنَ الأحوال/ وبرهنَّ أنّهنَ قادرات ساعةَ الجدّ على التفوّق على أعتى "رجال الأعمال" !!!
وسنستمتعُ اليوم أيضاً بحديثِ من أثّرنَ في الرأيِ العام، وأصبحن وجوهاً تُحاكي الناس/ يحديثِ إعلاميات إخترقنَ الشاشات/
طرحنَ الأسئلة الصعبة واستدرَجْنَ السياسيين وُصنّاعَ القرار/ للإجابة على أسئلة لا يستطيعون منها الفرار!
الأمهّات سيكون لهنّ شهاداتٌ إنسانية ذات طبيعة مختلفة اليوم.
وجعُهنَ النابعُ من القلب وخسارتُهنّ لفلذاتِ أكبادِهنَّ جعلت منهنّ ناشطاتٍ تنشُرنَ التوعية كي لا تقعَ أمهّاتٌ أخريات في الشركِ نفسِه ويخسَرْنَ أبناء ضلّوا الطريق المستقيم وأغرتهم الجماعاتُ الجهادية ومروّجو الإرهاب العقيم.
وفي الختام، كلمة لكل امرأة رضخت للأمر الواقع واستسلمت لحاضرٍ أليم:
حان الوقتُ لتتجرّأي، حانَ الوقتُ لتتكلّمي، حانَ الوقتُ لتواجهي...
إنهضي من كبوتكِ، فلا خلاصَ لك إلاّ بالمبادرة والعقلِ السليم.
كوني دائماً في الصفوفِ الأمامية، فإرادتُك وحدها هي التي تصيب العابثين بحقوقِك في الصميم.
أهلاً بكم جميعاَ في Women On the Front Lines MENA Chapter
عشتم، وعاشت المملكة الأردنية الهاشمية.

 


 


 

  • شارك الخبر