hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

المعرض العربي والدولي للكتاب في يومه الثامن أمسيات راوحت بين الشعر والفن

الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠١٦ - 21:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تواصلت نشاطات وفعاليات المعرض العربي والدولي للكتاب ال60 في يومه الثامن، ومن أبرز نشاطاته اليوم:

امسية بعنوان "ربي زدني عشقا" للشاعر لامع الحر، نظمتها دار نلسن وشارك فيها الناقد والشاعر سلمان زين الدين، والدكتورة جنان بلوط، وقدمها مدير الدار سليمان بختي، في حضور حشد من المهتمين والمثقفين.

اعتبر بختي أن لامع الحر يمزج الحاضر بالغائب، الحسي بالصوفي، ويبحث عن الذات وعلاقتها بالآخر والوجود، ثمة نبض بشعوري يمخر عباب القصيدة يبدأ بالتراب ولا ينتهي بالسماء. فاذا هو الموضوع في عين القصيدة حيث تمازج الظلال والألوان.

وتساءل بختي: وبعد ماذا يريد لا مع الحر من الشعر في اللغة؟ اجابني وأن تعطي اللغة للشعر حياة جديدة وآفاق جديدة وايقاعات جديدة تنهل من تواشيح الزمن ما يهمه حقا ان يكون الشعر خشبة خلاص تعبر الى ما وراء الزمان والمكان. ما يهمه حقا أن يبقى الشعر وحدة يصفق وقوفا على المحب للحياة "بكلمات الشاعر شوقي ابي شقرا.

وختم بالقول: ما يهمه حقا أن يجعل القلب يتسع للهوى والشوق للنار والحب ان يتخضب بالشوق الالهي، واذا تم ذلك تحول الهوى الى الشعر الصافي وبات كما الصمت كالتصوف كالعود الابدي الى المطق الالهي فتذوب الحجب ويرى العاشق نفسه يقول "ربي زدني عشقا".

وتوجهت بلوط الى الحر بالقول: يا شاعر، العشق البهي، المتلفع عباءة الشعر والشعرية: أن القراءة النقدية، لقصيدتك هذه أو تلك، تضع الناقد، أمام، تموجات ذاتك المتحركة أو تلك، تضع الناقد امام تموجات ذاتك المتحركة في كل قصيدة كأنك: الخمر الليل، الوجد، الآه، الصمت تموجات توحي لك أحاسيسك فتزرع الشعر حبا قصيدة- قصيدة حتى الوله وليست تلك آخر المزايا فالخلف اللغوي، حمل انفعالاتك....

بدوره تناول فخر الدين شعر لامع الحر وقال: نطل على "ربي زدني عشقا"، المجموعة الشعرية الثامنة للشاعر لامع الحر، فمنذ ربع قرن ونيف يوغل لامع الحر في اجتراح مسيرته الشعرية الخاصة ويراكم المجموعات الشعرية واحدة بعد أخرى حتى بلغ حصاده في هذا الحقل المعرفي الجميل ثماني مجموعات شعرية واحدة بعد أخرى حتى تاريخه و "الحبل على الجرار"، كما يقول المثل الشعبي على ان اللافت في هذه المجموعات شعرية هو أن الجذر اللغوي "عشق" ومشتقاته تتكرر في خمس من عناوينها التي تحاكي التركيب القرآني وتأتي المتون لتتكامل مع العناوين، وتكرس لامع الحر شاعرا عاشقا والعشق في اللغة هو التعلق والإفراط في الحب فهل يوافق المعنى الشعري المعنى اللغوي في "ربي زدني عشقا"؟

واعتبر أن قصائد المجموعة تقوم على جدلية محورية، طرفاها الأنا الشاعرة من جهة والحبيبة الغائبة من جهة ثانية، وتتفرغ منها جدليات مختلفة في الشكل والمضمون. ففي الشكل، نرى الترجح بين صيغتي الغائب والمخاطب النحويتين والتنقل بين صيغتي الإستفهام والإثبات البلاغيتين.... تتخذ تجليات العلاقة بين الشاعر والحبيبة انصهارات مختلفة من قصيدة الى أخرى وهي علاقة تتدرج من التفكير فيها ليرتاح ويهدأ روعة في الحد الأدنى، كما في قصيدة "آخر التجليات": أفكر فيك قليلا ليهدأ روعي وبالي (ص42)، الى التكامل معها والتكون بها، في الحد الاقصى.

وختم بالقول: وهكذا، تكون القصائد تنويعات على الفكرة نفسها: ثمة حبيبة بعيدة، غائبة، راحلة من جهة وشاعر يحس بالنقص والفقد والقلق، ويتوق الى الوصال فيتخذ من القصيدة جسرا للعبور، ومسكنا للقلق، ومكملا للنقص، وعلاجا للألم...، وتغدو القصيدة الداء والدواء القصيدة ولامع المصاب بداء الشعر لا يشفى إلا به، محققا، بذلك قول ابي نواس: تداويت من ليلى بليلى من الهوى كما يتداوى شارب الخمر بالخمر.

وفي إطار نشاطاته لهذا العام، نظم النادي الثقافي العربي حفلا فنيا بعنوان "سيدر زيتون تغني سميح القاسم" - اعيش اشتياقا، مع فرقة لبنان السلام بقيادة المايسترو احسان المنذر في حضور حشد من المهتمين والمثقفين.

قدمت الأمسية واستهلتها بالرتحيب باسم النادي الثقافي العربي بصاحبة الصوت والأداء والحضور المميز الفنانة سيدر زيتون وبصاحب النوتات العذبة والالحان الراقية المايسترو إحسان المنذر وبالفرقة الموسيقية، وفرقة لبنان السلام، وقالت: لم تعد فلسطين هي الجرح الوحيد في الجسم العربي، لكنها بقيت الجرح الآكثر ايلاما ونزفا. فمنذ أن ضل الكثيرون عن نجمها تاهت السفينة وحطمت رياح التشتت والفرقة أشرعتها لنغرق جميعا في بحر ملحه دم وقاعه سراب. ولان النادي الثقافي العربي لم يضع البوصلة ولما يزل يرفع راية فلسطين والقضية عاليا فقد فرد على الدوام مساحاته البيضاء ومنبره النقي للمفكرين والمبدعين والفنانيين الفلسطينيين بارزا من خلالهم وجه فلسطين المقاوم وجه فلسطين الحضاري.

وأضافت: اليوم ومن على هذا المنبر نستقبل واياكم فنانة يافاوية احتضن اسمها حكاية وطنين وشعبين ورمزين. أرز لبنان الخالد وزيتون فلسطين المبارك. واحتضن صوتها كلمات شاعر كانت فلسطين ملهمته الأولى والوحيدة فحبك لها وللقضية عباءة من روائع فكره وقصائده ... طوبى لفلسطين وطوبى لشاعر الثورة الراحل سميح القاسم وطوبى لمن وهب الصوت للقضية ولمن طوع اللحن للحق. فالمقاومة ليست فقط حجارة وبندقية المقاومة ايضا فكر وصوت ونغم وقصيدة.

بعدها قدمت سيدر زيتون باقة من شعر سميح القاسم، كما غنت أغنتين للموسيقار الراحل ملحم بركات، وقدم رئيس النادي الثقافي العربي الأستاذ فادي تميم للفنانة زيتون درع النادي تكريما لها.

في اطار الفعاليات المختلفة الثقافية، نظمت دار المؤلف أمسية شعرية ومعرض الفنون التشكيلية بعنوان "الحذاء الصغير" أحيتها الشاعرة مريم مشتاوي، ورافقها أنغاما على العود الأستاذ "سعيد عبد الحي"، وتجسيدا بمنحوتات الفنان وليد العنداري
في حضور حشد من المهتمين والمثقفين.

بداية كلمة دار المؤلف، ألقاها علي عاصي: 25 سنة توجت بنشر أكثر من 500 عنوان في مجال الأدب وأدب الأطفال والموسوعات العلمية والأسر، 25 سنة مثلت بطباعة مئات الكتب لكبرى دور النشر في الوطن العربي، 25 سنة نورت بعلاقات وطيدة اكتسبناها من زملاء تحولوا الى أصدقاء المهنة والدرب، 25 سنة جسدت بصور ونشاطات واحتفالات ولقاءات ثقافية رسخت في ذاكرتنا للأبد.

بعدها تولت مديرة قسم جمع التبرعات في مركز سرطان الأطفال في لبنان الآنسة نسرين طنوس تقديم فيديو يعرض لأهداف والاعمال الخيرية لمركز سرطان الاطفال، ألقت الشاعرة واستاذة اللغة العربية مريم مشتاوي أبياتا شعرية من عدد من المجاميع الشعرية منها: "حبيب لم يكن يوما حبيبي"، "ممر وردي بين الحب والموت"، "هالوين الفراق الأبدي" وديوان "حين تبكي مريم" رافقها على أنغام العود "سعيد عبد الحي" وهو مخرج تلفزيوني متقاعد وملحن ومدرس موسيقي.

وجسد الأمسية الشعرية منحوتات وليد عنداري وهو اعلامي ورسام كاريكاتور سابق وفنان تشكيلي خارج الاطر التقليديه المدارس الفنيه . ومنحوتاته المشاركة يعود ريعها لمركز سرطان الاطفال - سانت جود المتوفر خلال ثلاثة أيام في جناح دار المؤلف في المعرض.
 

  • شارك الخبر